من وراء القرصنة
2009/03/04م
المقالات
1,718 زيارة
من وراء القرصنة
اتهم اللواء الدكتور جمال مظلوم أستاذ الدراسات الاستراتيجية في مصر (إسرائيل) بلعب دور في أزمة القرصنة البحرية الراهنة أمام السواحل الصومالية، مستدلاً على ذلك بعدم تعرض السفن (الإسرائيلية) ذاتها للقرصنة، وأن أسطول زيم (الإسرائيلي) يجوب المنطقة دون عراقيل، وتتحين (إسرائيل) الفرص لتفعيل مشروعها لتدويل البحر الأحمر. جاء ذلك في ورشة عمل نظمها المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية حول “أمن البحر الأحمر” شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين.
ولفت الدكتور المظلوم إلى أن تغيب أريتريا عن الاجتماع الذي عقدته الدول العربية المطلة على البحر الأحمر في القاهرة في 20/ 11/ 2008م يرجع أسبابه إلى ارتباطها بـ(إسرائيل), مشيراً إلى أن (إسرائيل) لها وجود ودور في أريتريا وأثيوبيا وكذلك الصومال وإقليم بنط منه تحديداً. مشيراً إلى دراسة أعدها بنحاس مئير الباحث في الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب ذكر فيها أن (إسرائيل) لا يمكنها تحت أي ظرف من الظروف السماح بأن يتحول البحر الأحمر إلى بحيرة عربية، وأنها لابد من أن تتخذ كل الإجراءات الكفيلة بمواجهة أي تدهور قد يعيق الملاحة (الإسرائيلية) في هذا البحر.
وقالت عفاف محمداني مستشارة مندوبية السودان لدى جامعة الدول العربية إن السودان ينظر للبحر الأحمر بمعناه الواسع فيما يتعلق بالأمن العربي، والمشكلة أنه سيكون لأميركا موضع قدم في أفريقيا بسبب الوضع في السودان والصومال، وأنه تجري الآن صفقات كبرى بين أميركا وفرنسا لتأمين مصالحهما في البحر الأحمر. وقال الدكتور منيف البدراني المستشار السياسي لسفارة السعودية بالقاهرة: إن أعمال القرصنة فجرت قضية الأمن في البحر الأحمر بمستوياته المختلفة للدول الثماني المطلة عليه أو الأمن العربي والعالمي. ويعد البحر الأحمر من الناحية الجيوستراتيجية أهم ممر ملاحي لنقل النفط العربي إلى دول العالم كافة، كما أن مرور السلع الصناعية من هذه الدول لقارة آسيا وأفريقيا يُكسبه أهمية خاصة.
كما تحدث اللواء سراج الدين الروبي الخبير الأمني الدولي ونائب رئيس منظمة “انتربول” فرنسا سابقاً عن التطور الذي شهدته عمليات القرصنة مؤخراً من حيث أنها لم تعد قاصرة على أفراد أو مجموعات بل أصبحت لها شبهة تنظيمية لتحقيق أهداف سياسية حيث يستخدم القراصنة زوارق من الفيبر جلاس أو أنواع خشبية بحيث لا يلتقطها الرادار ويقودون السفن العملاقة ويستخدمون أسلحة وأجهزة رصد وتنصت متقدمة جداً ويجيدون اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، وهذه إمكانيات دول وليست إمكانيات أفراد أو جماعات.
2009-03-04