العدد 264 -

العدد 264- السنة الثالثة والعشرون، محرم 1430هـ، الموافق كانون الثاني 2009م

رياض الجنة: إنفاق الصحابة (رضي الله عنه) في سبيل الله

رياض الجنة:

إنفاق الصحابة (رضي الله عنه) في سبيل الله

 

– أخرج أبو داود والترمذي -وقال حسن صحيح- عن عمر (رضي الله عنه) قال: أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً أن نتصدق، ووافق ذلك مالاً عندي فقلت: اليوم أسبق أبا بكر (رضي الله عنه) إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما أبقيت لأهلك؟» قلت: أبقيت لهم. قال: «ما أبقيت لهم؟» قلت: مثله. وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: «يا أبا بكر، ما أبقيت إلى أهلك؟» قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شيء أبداً.

– وأخرج البيهقي في شُعب الإيمان عن الحسن (رضي الله عنه) قال: قال رجل لعثمان (رضي الله عنه) ذهبتم يا أصحاب الأموال بالخير!! تتصدقون، وتعتقون، وتحجون، وتنفقون. فقال عثمان: وإنكم لتغبطوننا. قال: إنا لنغبطكم. قال: فوالله، لدرهم ينفقه أحد من جهد خير من عشرة آلاف غيض من فيض (أي قليل من كثير).

– وأخرج العسكري عن عبيد الله بن محمد بن عائشة قال: وقف سائل على أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) فقال للحسن أو للحسين: اذهب إلى أمك فقل لها: تركت عندك ستة دراهم، فهاتِ منها درهماً، فذهب ثم رجع فقال: قالت: إنما تركت ستة دراهم للدقيق، فقال علي (رضي الله عنه): لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده. قل لها: ابعثي بالستة دراهم، فبعثت بها إليه، فدفعها إلى السائل. قال: فما حل حبوته حتى مر به رجل مع جمل يبيعه، فقال علي (رضي الله عنه): بكم الجمل؟ قال: بمئة وأربعين درهماً. فقال علي: اعقله على أن نؤخرك بثمنه شيئاً، فعقله الرجل ومضى. ثم أقبل رجل فقال: لمن هذا البعير؟ فقال علي: لي. فقال: أتبيعه؟ قال نعم. قال: بكم؟ قال: بمائتي درهم. قال: قد ابتعته. قال: فأخذ البعير وأعطاه المائتين، فأعطى الرجل الذي أراد أن يؤخره مائة وأربعين درهماً، وجاء بستين درهماً إلى فاطمة (رضي الله عنها) فقالت: ما هذا؟ قال: هذا ما وعدنا الله على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) [الأنعام 160].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *