العدد 261 -

العدد 261- السنة الثالثة والعشرون، شوال 1429هـ، الموافق تشرين الأول 2008م

التخلص من بوش بات مطلباً أميركياً

التخلص من بوش بات مطلباً أميركياً

 

– في محاولة لإنقاذ أميركا مما هي عليه الآن من تهاوٍ وانهيار هيبة في العالم أجمع، وفي محاولة لتحسين صورة أميركا في الخارج، وفي محاولة لتصور سياسة خارجية أفضل للصالح الأميركي، اجتمع خمسة وزراء خارجية أميركيين سابقين إلى مائدة حوار لوضع أفضل ما يرونه مطلوباً من الرئيس الأميركي القادم كي ينفذه على صعيد السياسة الخارجية. والوزراء هم من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي وهم: بيكر وباول وكيسنجر، ووارن كريستوفر وأولبرايت.

– أما باول فقد نصح الرئيس الأميركي الجديد أن يعيد الثقة للعالم بالولايات المتحدة. ورأى بيكر أنه ليس المهم أن تكون للولايات المتحدة شعبية، ولا أن تكون محبوبة، ولكن المهم هو أن يتم احترامها. وقال كيسنجر إن على الرئيس الجديد البدء بالتأكد من توحيد كلمة مستشاريه. أما أولبرايت فاعتبرت مشاكل أميركا التي تواجهها في العالم لن تحل إلا بالتعاون والحوار، معتبرة أن التحاور هو في ذاته علامة قوة، ورأت أن تحسين صورة أميركا في الخارج شيء مهم. أما كريستوفر فقد رأى أن الموضوع الأساسي هو تحسين الاقتصاد، وقال أيضاً يجب منع التعذيب وإغلاق غوانتانامو إلى الأبد، والذي وصفه بيكر بأنه «الوصمة».

– الملاحظ في هذا الحوار أنه لم يكن هناك من يساند أو يعضد، بشكل مباشر أو غير مباشر سياسة إدارة بوش الحالية الخارجية، بل كانت أجواء الحوار مفعمة بعدم رضا محسوس لدى الجميع بأخطاء إدارة بوش الجسيمة على مستوى السياسة الخارجية. فالقاعة التي تم فيها الحوار كانت خلفيتها عبارة عن رسم (جرافيك) يظهر انخفاض شعبية الولايات المتحدة ونفوذها في أنحاء العالم.

– لقد بات التخلص من بوش مطلباً أميركياً داخلياً بالإضافة إلى كونه دولياً خارجياً. وصار وجوده يشكل عبئاً على الساسة الأميركيين من كلا الحزبين، إذ جعل أميركا تسير باتجاه معاكس لما كانت تخطط له وتسعى لتحقيقه بقوة وهو التفرد في حكم العالم… فما حدث كان العكس تماماً. ففي العراق وأفغانستان ارتكبت أميركا كل الفظائع ولم تستطع أن تثبت أقدامها، وفي فلسطين لم تستطع أن تقدم شيئاً ولو صورياً، وها هي روسيا تتحداها، والصين تتحين الفرصة لبلوغ قمة المنافسة، وأوروبا تلعب بها كما هي تفعل. وها هي الأزمات الداخلية كذلك تطل على الداخل الأميركي لتجعل بوش في أسوأ حالاته. فمن أزمة الغذاء العالمية، إلى انخفاض سعر الدولار، إلى ارتفاع سعر النفط، ثم جاء إفلاس المصارف وشركات الرهن العقارية العالمية فيها ليهدد النظام الاقتصادي الرأسمالي من أساسه.

– إن بوش وإدارته، وهؤلاء الوزراء الخمسة، وكل حكام أميركا، ومعهم الغرب الأوروبي، هم ذئاب همهم موحد هو النيل من ديننا وسلب خيراتنا، واختلافاتهم إنما هي تفاصيل يختلفون عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *