العدد 260 -

العدد 260- السنة الثالثة والعشرون، رمضان 1429هـ، الموافق أيلول 2008م

راند توصية بالاستعانة بالشرطة المحلية والاستخبارات في (محاربة الإرهاب)

راند توصية بالاستعانة بالشرطة المحلية والاستخبارات في (محاربة الإرهاب)

 

– منذ حوالى الشهر صدرت أحدث دراسة عن مؤسسة (راند كوربوريشن) البحثية التي تهتم بتقديم المشورة للبنتاغون والجيش الأميركي، وخاصة في موضوع (محاربة الإرهاب). هذه الدارسة أوصت، فيما يعتبر تطوراً غير مسبوق، بالاستعانة بالشرطة المحلية والاستخبارات بدلاً من الجيش لمحاربة تنظيم القاعدة، معتبرةً أن القوات العسكرية المحلية غالباً ما تعتبر أكثر شرعية للتحرك من الولايات المتحدة، ولأن تدخل الجيش الأميركي قد يحرك على العكس (نزعات إرهابية). وأوصت كذلك الولايات المتحدة بإعادة التفكير بصورة جذرية بتغيير استراتيجيتها في (محاربة الإرهاب) أي الإسلام، وذلك باعتماد العملية السياسية بدل الاستراتيجية العسكرية التي لم تنجح، واعتبار (الإرهابيين) مجرمين وليسوا مجاهدين، واستبدال مقولة (الحرب على الإرهاب) بـ(مكافحة الإرهاب).

– هذه المؤسسة تواكب الفشل الأميركي في (محاربة الإرهاب) أي الإسلام مرحلة مرحلة، وتحاول أن تسعفه. فعندما فشل بوش في سياسته القائمة على تصنيف العالم بقوله (من ليس معنا فهو ضدنا) أوصت بضرورة إعادة استخدام الحركات الإسلامية المعتدلة، ومن ثم وضعت مواصفات للحركات الإسلامية التي تصنف أميركياً أنها معتدلة. لتنقل (الحرب على الإرهاب) أي الإسلام إلى حرب داخلية بين المسلمين، والآن تستكمل هذه الدراسة مخطط (محاربة الإرهاب) بالواسطة أي بتوجيه أميركا لها عن طريق الأنظمة العميلة الخائنة وأدواتها العسكرية والمخابراتية القمعية.

– هذه الدراسة تتوافق مع الدراسات الأميركية الأخرى التي تدعو إلى العودة إلى الأسلوب القديم في عمل المخابرات الأميركية الـ(سي أي إي) التي تقوم على صناعة القادة العملاء، وعلى الاغتيالات، وعلى شراء الذمم، وعلى إنشاء جيوش مدنية من الجمعيات الأهلية، وذلك بعد فشل الخيار العسكري في تغيير الأنظمة الذي كلف أميركا مئات مليارات الدولارات، وقتل الآلاف من جنودها، وإعاقة عشرات الآلاف من غير تحقيق الأهداف المرسومة كما حدث في العراق وأفغانستان.

– هذه الدراسة تطالب أميركا جهاراً نهاراً بالاعتماد على الأنظمة العربية التي طالما وصفتها بالديكتاتورية وأنها المسببة للإرهاب، وتطالبها كذلك باعتماد أساليب هذه الأنظمة القمعية ذاتها… إنها الرأسمالية المتوحشة التي لا دين لها ولا قيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *