العدد 126 -

السنة الحادية عشرة – رجب 1418 – تشرين الثاني 1997م

وجـهـة نـظــر

وجـهـة نـظــر

لكي لا يتأتى للقوى السياسية المعادية للإسلام وأهله ودولته الإحسـاس بحقيقة الفخاخ الدولية التي تنصبها لهم دولة الخلافة، أو إدراك حقيقة محتوى وأبعاد الاستراتيجيات التي ترسمها، يمكن اتباع الاستراتيجية الآتية:

أولاً:  حسن اختيار راسم السياسة، وجعله يعيش في منطقة الظل السياسي، ولا يظهر في منطقة الضوء البتة، وحسن الاختيار يكون باتصافه بصفة القوة والأمانة، والقوة بالنسبة له تعني قوة  الفهم للوقائع والمعلومات السياسية، وقوة الربط بينهما، والأمانة تعني الحرص على الإسلام ودولته وأمته وحزبه دون الحيد عنه، وهو الذي يرشح للخليفة الوسيط السياسي عن طريق الإحساس الفكري بواقعه وبتوفر الصفات اللازمة فيه، وهي لا تقل عن مواصفات راسم السياسة، علاوة على تفوقه على أصحابه من السياسيين في القدرة على سبر أغوار القوى السياسية المعادية، وتلمس ما يجول في أذهانهم وما يتحرك في داخلهم من نوايا ودوافع.

ثانياً:  حسن اختيار منفذي السياسة وهم:

  1. الوسيط السياسي: وهو الوسيط بين راسم السياسة وبين السياسي العملي الذي ينفذ السياسة بشكل مباشر، وهذا الوسيط يقوم بمهمة تزويد راسم السياسة بالمعلومات اللازمة ومنطقة الظل، وهذا الوسيط يقوم بمهمة تزويد راسم السياسة بالمعلومات اللازمة لرسم السياسات، وبالمعلومات عن السياسيين العمليين، وهو الذي يرشح بعضهم للخليفة عن طريق إحساسه الفكري بواقعهم، ويقوم بالطلب منهم القيام بأعمال سياسية معينة وفق توجيهات راسم السياسة، دون أن يدرك محتوى ما يرسم وأبعاده، ودون أن يتقصد فهم ذلك، ويقوم بمصاحبة السياسيين العمليين لتفهم الواقع السياسي والإحساس به، ومتابعة ما يقومون به من أعمال سياسية ومدى نجاحهم فيها، وتبصر مواطن الخطأ والعمل على معالجته بسرعة، على أن يلتزم بالصمت والسكون السياسي بشكل دائم فيما يتعلق بالسياسة من ناحية عملية.

  2. السياسي العملي: وهو الذي يعيش في منطقة الضوء لمباشرة تنفيذ السياسات المبدئية والاستراتيجية، دون أن يدرك محتوى الاستراتيجيات وأبعادها، بل ينفذ ما يطلب من أعمال استراتيجية بناءاً على الثقة المطلقة والطاعة المطلقة لمن يرسم الاستراتيجيات حتى لو لم يعرفه ولم يعرف أهداف الاستراتيجيات ومضمونها. وترسيخ الثقة والطاعة تتم عن طريق الوسيط السياسي بشكل دائم. وسمة القوة والأمانة لابد أن تتوفر في السياسي العملي، إلا أن مدلول القوة والأمانة بالنسبة له تختلف بحسب طبيعة المسؤولية الملقاة على عاتقه، والقاسم المشترك الوحيد للسياسيين العمليين هو حسن فهم الإسلام وتنفيذه وحمله، ولابد من دوام سقيهم بمفاهيم الإسلام السياسية، ودوام دفعهم نحو الجانب العملي المتعلق بهم، وتنمية الإبداع لديهم من ناحية إدارية فيما يتصل بأعمالهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *