العدد 127 -

السنة الحادية عشرة – شعبان 1418 – كانون الأول 1997م

مُـنَـاجَــاةٌ

مُـنَـاجَــاةٌ

الشاعر: أيمن القادري

إِلهِيْ، أَغِثْنِيْ، فُؤَادِيْ سَقِيمْ
إِلهِيْ، لَقَدْ ضَاقَتِ الأَرْضُ بِيْ
نَهَارِيَ في شَمْسِهِ عِلَّةٌ
وَلَيْلِيْ كَوَاكِبُهُ سُهَّدٌ
يُبَعْثِرُ خَافِتَ أَضْوَائِهِ
وَأَيَّامُ عُـمْـرِيَ شَـهْـرٌ ثَــوَى

 

وَدَمْعِيْ عَصِيٌّ، وَذَنْبِيْ عَظِيمْ
وَأَصْبَحْتُ أَسْرِيْ بِلَيْلٍ بَهِيمْ
فَلَيْسَتْ تُضِيءُ فُؤَادَ الأَلِيمْ
وَلكِنْ على ضَوْءِ نَجْمٍ يَتِيمْ
فَلا يَهْتَدِيْ عَابِرٌ أَوْ مُقِيمْ
فَـلا
قَمَرٌ، بَـلْ ظَـلاَمٌ عَـقِـيـمْ

إِلـهِـيْ  أَغِـثْـنِـيْ، فُـؤَادِيْ سَـقِـيـمْ

إِلهِيْ، ذُنُوبِيَ أَشْقَى بِها
تُؤَرِّقُ عَيْنِيَ أَطْيَافُهُ
جُلُودُ تُبَدَّلُ في لَمْحَةٍ
وَأَيْدٍ تُصَفَّدُ في أَرْجُلٍ
وَنَارٌ على النَّاسِ مُؤْصَدَةٌ
فَعَفْوَكَ يـا رَبِّ لا حَـوْلَ لِـيْ

 

وَأَخْشَى، إِذا مُتُّ، حَرَّ الـجَحِيمْ
وَأَكْلُ الضَّرِيعِ وَسُقْيَا الـحَمِيمْ
وَيَنْضَجُ كُلٌّ، فَمَا مِنْ سَلِيمْ
وَتُكْوَى جِبَاهٌ عَنَتْ لِلرَّجِيمْ
تُحَطِّمُ كِبْرَ الظَّلُومِ الغَشُومْ
خُـلِـقْـتُ ضَعِيفاً، وَأَنْتَ الحلِيـمْ

إِلـهِـيْ  أَغِـثْـنِـيْ، فُـؤَادِيْ سَـقِـيـمْ

إِلهِيْ، دُمُوعِيَ أَبْوَابُهَا
مَعَاصِيَّ قَدْ جَرَّدَتْ مُقْلَتِيْ
وَدَاوِ الفُؤَادَ بِنُورِ هُدىً
وَفَجِّرْ دُمُوعِيَ تَبْكِ الذي
وَتَبْكِ الشُهُورَ التي بُدِّدَتْ
وَتَـبْـكِ مَخَافَةَ أَنْ تكْـتَـوِيْ

 

مُغَلَّقَةٌ بِضَلاَلٍ جَسِيمْ
وَوَجْهِيْ مِنَ الماءِ، فَاهْدِ الأَثِيمْ
لِتَحْيَا الشغافُ(1)، ويحيَا الصميمْ(2)
مَضَى حِينَ جَافَى الـجَبِينُ الأَدِيمْ
ولا ذِكْرَ فيها لِرَبٍّ عَلِيمْ
بِنَارٍ وَتُـحْـرَمُ مَـثْـوَى النَعِيمْ

إِلـهِـيْ  أَغِـثْـنِـيْ، فُـؤَادِيْ سَـقِـيـمْ 

 الشَّغَافُ: مفردها الشغفة وهي من القلب رأسُه عند معلَّق النياط.

 الصَّـمِيم: العظم الذي به قوام العضو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *