العدد 258-259 -

العددان 258-259، السنة الثانية والعشرون، رجب وشعبان 1429هـ، الموافق تموز وآب 2008م

النصرة: الطريق الشرعي لاستلام الحكم وواجب أهل القوة

النصرة:

الطريق الشرعي لاستلام الحكم وواجب أهل القوة

 

لقد شرف الله سبحانه وتعالى المسلمين الأُوَل بشرف لا يدانيه شرف حيث قد أجزل لهم الثواب، وأحسن لهم في المدح والثناء في أعظم كتاب، وخص كلاً من الفريقين المتآخيين بعمل عظيم جليل، ناداهم به فُسموا مهاجرين وأنصاراً، وما ذلك إلا للهجرة والنصرة، فالهجرة كانت إعلاناً للدولة وانتقالاً لدار الإسلام، والنصرة هي التي هيأت للهجرة ولوجود دار الإسلام. ولولا النصرة والأنصار لم تكن هنالك هجرة أو مهاجرون، فكيف يغفل أحد من المسلمين عن فضل الهجرة أو النصرة وهو كثيراً ما يتلو كتاب الله الذي يذكر المهاجرين والأنصار وفضلهما، وأي ذكر وأي فضل هو ذاك!!

حيث إننا نتكلم عن النصرة التي تتلوها الهجرة، كان لا بد من الرجوع إلى سيرة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث الأسوة والقدوة والمثال، فقد كان عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة هادفاً لإقامة دار الإسلام، فسار في خطوات محددة واضحة المعالم ليقتدي به من خلفه حينما تغيب دار الإسلام عن الوجود، ويكون واجباً حينها العمل لإيجادها، وهو الذي ذكر ذلك الأفول (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديثه التي بشرت أيضاً بعودة الخلافة ودار الإسلام من جديد.

فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي السنة العاشرة للبعثة أي قبل الهجرة بثلاث سنين، وبعد أن توفي عمه أبو طالب الذي كان يوفر له لوناً من ألوان النصرة والحماية تمكن من خلالها أن يقوم بحمله للدعوة وهو آمن، ولما أن تجمد في وجهه مجتمع مكة فما أثرت فيه دعوة الإسلام وما وجد فيه رأي عام على الإسلام وأفكاره، جاءه أمر الله عز وجل بطلب النصرة أي حسن المعونة، جاء في معاجم اللغة، النَّصْر: عَوْنُ المَظْلُوْمِ. والأنْصَارُ: جَماعَة الناصِرِ. وانْتَصَرَ: انْتَقَمَ من ظالِمِه. والنّصْرَةُ:حُسْنُ المَعُوْنَةِ. جاء في سيرة ابن هشام تحت باب: سَعْيُ الرّسُولِ إلَى ثَقِيفٍ يَطْلُبُ النّصْرَةَ: «قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَلَمّا هَلَكَ أَبُو طَالِبٍ، نَالَتْ قُرَيْشٌ مِنْ رَسُولِ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مِنَ الأَذَى مَا لَمْ تَكُنْ تَنَالُ مِنْهُ فِي حَيَاةِ عَمّهِ أَبِي طَالِبٍ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلَى الطّائِفِ يَلْتَمِسُ النّصْرَةَ مِنْ ثَقِيفٍ، وَالْمَنَعَةَ بِهِمْ مِنْ قَوْمِهِ، وَرَجَاءَ أَنْ يَقْبَلُوا مِنْهُ مَا جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ اللّهِ عَزّ، وَجَلّ فَخَرَجَ إلَيْهِمْ وَحْدَهُ».

وفي فتح الباري لابن حجر ومثله في تحفة الأحوذي والكلام لابن حجر،وَقَدْ أَخْرَجَ الْحَاكِم وَأَبُو نُعَيْم وَالْبَيْهَقِيُّ فِي “الدَّلائِل” بِإِسْنَادٍ حَسَن عَنِ اِبْن عَبَّاس حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِب قَالَ: «لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ نَبِيّه أَنْ يَعْرِض نَفْسَه عَلَى قَبَائِل الْعَرَب، خَرَجَ وَأَنَا مِنْهُ وَأَبُو بَكْر إِلَى مِنًى، حَتَّى دَفَعَنَا إِلَى مَجْلِس مِنْ مَجَالِس الْعَرَب».

فالأمر بطلب النصرة وتوقيته جاء من الله عز وجل كما يظهر من كلام علي (رضي الله عنه) فيما ورد آنفاً، فالتوقيت جاء بعد فقده (صلى الله عليه وآله وسلم) الحماية، فلم يعد آمناً، وما عادت قريش تتركه يبلغ دعوة ربه، وفي الوقت ذاته فإنه لم يكن من أمل هناك لأن يقوم مجتمع مكة بتسليم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) سلطانه حيث لم يوجد فيه رأي عام على الإسلام ابتداءً، فجاء الأمر بطلب النصرة حينها ليبعث الأمل في الدعوة حتى تصل إلى مكانها الذي ينبغي أن تقتعده، حيث الحكم والسلطان والتطبيق الشامل لأحكام الإسلام، فبدأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالطائف، وكانت حينذاك تعد من أقوى الكيانات القائمة في الجزيرة، فقد كانت تبز قريشاً في القوة والشرف والمكانة، وهذا ما جاء على لسان الوليد بن المغيرة حينما استنكر نزول القرآن على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) دون سادة مكة والطائف، فأنزل الله قوله: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزخرف 31] وليس أدل على ذلك أيضاً من صعوبة فتحها على يد الدولة فيما بعد، وما كان من حصار وقتل شديدين على أسوارها والعودة عنها بعد أن رميت بالمنجنيق فصمدت، سار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الطائف وتقصد فيها سادتها وأشرافها، والتقى بثلاثة منهم وكلمهم في أمر الإسلام والنصرة، ثم عاد منها بعد أن يئس من خيرها وعدم استجابتها لما طلب، وكانت ثقيف البداية حتى إذا ما عاد إلى مكة ونزل في جوار المطعم بن عدي، بدأ يطلب النصرة من زعماء قبائل العرب القوية في المواسم، والذين هم بمثابة رؤساء الدول في وقتنا، جاء في ابن هشام في باب عرضه (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه على القبائل، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ثُمّ قَدِمَ رَسُولُ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مَكّةَ، وَقَوْمُهُ أَشَدُّ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ خِلاَفِهِ وَفِرَاقِ دِينِهِ إلاّ قَلِيلاً مُسْتَضْعَفِينَ مِمّنْ آمَنَ، فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) يَعْرِضُ نَفْسَهُ فِي الْمَوَاسِمِ إذَا كَانَتْ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ يَدْعُوهُمْ إلَى اللّهِ، وَيُخْبِرُهُمْ أَنّهُ نَبِيّ مُرْسَلٌ، وَيَسْأَلُهُمْ أَنْ يُصَدّقُوهُ وَيَمْنَعُوهُ حَتّى يُبَيّنَ (لَهُمْ) اللّهُ مَا بَعَثَهُ بِهِ”

وتروي السير أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأتي كل من كان له شرف ومكانة وقوة من القبائل في منازلهم في المواسم، جاء في ابن هشام تحت باب:” عَرْضُ الرّسُولِ نَفْسَهُ عَلَى الْعَرَبِ فِي الْمَوَاسِمِ”: “قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِ، كُلّمَا اجْتَمَعَ لَهُ النّاسُ بِالْمَوْسِمِ أَتَاهُمْ يَدْعُو الْقَبَائِلَ إلَى اللّهِ وَإِلَى الإِسْلاَمِ، وَيَعْرِضُ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ اللّهِ مِنْ الْهُدَى وَالرّحْمَةِ، وَهُوَ لا يَسْمَعُ بِقَادِمِ يَقْدَمُ مَكّةَ مِنْ الْعَرَبِ لَهُ اسْمٌ وَشَرَفٌ، إلا تَصَدّى لَهُ فَدَعَاهُ إلَى اللّهِ وَعَرَضَ عَلَيْهِ مَا عِنْدَهُ”، وتذكر السير أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أتى كلباً في منازلهم فما قبلوا منه، وأتى بني حنيفة أهل اليمامة في منازلهم فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه رداً منه، وقد أتى بني عامر بن صعصعة فأبوا عليه إلا أن يعطيهم الحكم من بعده فرفض (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك، وأتى كندة من أهل اليمن في منازلهم فطلبوا الحكم من بعده أيضاً فرفض (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأتى بكر بن وائل في منازلهم فأبوا منعته لجوارهم فارس، وأتى ربيعة في منازلهم فما أجابوه، وأتى بني شيبان وقد كانوا يجاورون فارس في منازلهم فعرضوا عليه النصرة من جهة العرب دون الفرس، فكان جوابه (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم: «ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق، إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه»، واستمر (صلى الله عليه وآله وسلم) في طلبه للنصرة رغم عدم استجابة عدد كثير من القبائل له، فما كلَّ ولا ملَّ ولا حادَ عن عمله هذا لغيره، جاء في زاد المعاد عن الواقدي “قَالَ: «وَكَانَ مِمّنْ يُسَمّى لَنَا مِنْ الْقَبَائِلِ الّذِينَ أَتَاهُمْ رَسُولُ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) وَدَعَاهُمْ وَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ بَنُو عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَة، وَمُحَارِبُ بْنُ حصفة، وَفَزَارَةُ، وَغَسّانُ، وَمُرّةُ، وَحَنِيفَةُ، وَسُلَيْمٌ، وَعَبْسُ، وَبَنُو النّضْر،ِ وَبَنُو الْبَكّاءِ، وَكِنْدَةُ، وَكَلْبٌ، وَالْحَارِثُ بْنُ كَعْبٍ، وَعُذْرَةُ، وَالْحَضَارِمَةُ، فَلَمْ يَسْتَجِبْ مِنْهُمْ أَحَدٌ.” وبقي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على طلبه للنصرة حتى أذن الله سبحانه وتعالى بنصرة دينه، قال ابن إسحاق فيما يرويه ابن هشام في سيرته: “فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ إظْهَارَ دِينِهِ وَإِعْزَازَ نَبِيّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) وَإِنْجَازَ مَوْعِدِهِ لَهُ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) فِي الْمَوْسِمِ الّذِي لَقِيَهُ فِيهِ النّفَرُ مِنْ الأَنْصَارِ، فَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فِي كُلّ مَوْسِمٍ. فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ لَقِيَ رَهْطًا مِنْ الْخَزْرَجِ أَرَادَ اللّهُ بِهِمْ خَيْراً.” فأسلم أولئك الرهط، وذهبوا ليصلحوا ما بينهم وبين الأوس، ثم قدموا في العام الذي يليه وكانوا اثني عشر، واجتمعوا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في العقبة، وكانت بيعة العقبة الأولى. وبعد أن تهيأ مجتمع المدينة على يد مصعب الخير، قدموا عليه وقدم من أسلم من سادتهم وأشرافهم لينصروه، فاجتمعوا في العقبة الثانية، فكانت بيعة على الحرب، جاء في سيرة ابن هشام في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في البيعة: “ثُمّ قَال: أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ. قَالَ: فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ: نَعَمْ وَاَلّذِي بَعَثَك بِالْحَقّ (نَبِيّاً) لَنَمْنَعَنّك مِمّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا، فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللّهِ، فَنَحْنُ وَاَللّهِ أَبْنَاءُ الْحُرُوبِ وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا (عَنْ كَابِرٍ)” فتمت بذلك كلمة الله وقامت للإسلام دولة.

وقد كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يطلب النصرة لتحقيق أمرين: أحدهما منع الأذى عنه وحمايته حتى يستطيع تبليغ رسالة ربه، والآخر إيصال الإسلام إلى الحكم وإقامة الدولة، ومن الأول ما رواه الحاكم عن جابر في المستدرَك على الصحيحين قال: «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعرض نفسه على الناس… فيقول: هل من رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي؟ قال: فأتاه رجل من بني همدان فقال: أنا. فقال: وهل عند قومك منعة؟ قال: نعم. وسأله من أين هو فقال: من همدان. ثم إن الرجل خشي أن يخفره قومه -أي ينقضوا عهده- فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: آتي قومي فأخبرهم ثم ألقاك من عام قابل. قال: نعم».”

ومنه قول ابن اسحق في سيرة ابن هشام: “فكان رسول الله يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب يدعوهم إلى الله وإلى نصرته، ويخبرهم أنه نبي مرسل، ويسألهم أن يصدّقوه ويمنعوه حتى يبين عن الله ما بعثه به”، فهذا الطلب للنصرة لأجل تمكينه من الدعوة وتبليغ الرسالة.

ومن الثاني ما جاء من ذكر إتيانه (صلى الله عليه وآله وسلم) بني شيبان في منازلهم وعرضهم عليه النصرة مجزوءة فرفضها، وكذلك ما جاء من مفاوضة مع بني عامر بن صعصعة وكندة وطلبهم الحكم من بعده ورفضه (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك، وما تكلل به طلب النصرة من مبايعة الأوس والخزرج له على الحرب فيما دار في بيعة العقبة الثانية.

إن هذا الطلب الحثيث من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للنصرة لما أمره ربه سبحانه وتعالى بذلك، ومداومته على الفعل وصبره عليه وعدم حيده عنه رغم ما لاقاه من صد ورد وأذى، يدل على أن الطلب من الله كان جازماً في طلب النصرة، وبالتالي فهو فرض واجب، وهو من طريقة العمل لإقامة الدولة واستئناف الحياة الإسلامية من جديد، ولا يجوز الحيد عنه، ويكون في أيامنا من الحزب السياسي الذي يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية وفق طريقة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) بطلبها من أهل القوة في زماننا، وهو ما يصدق على الجيوش في بلاد المسلمين، فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتقصد القبائل باعتبارها الكياني، وكان يسأل عن القوة والمنعة فيها، وكان يطلب منها قبل ذلك الإسلام كشرط أساس لنصرة الإسلام، وهذا ما ينطبق على الجيوش في بلاد المسلمين أو على قبائل قوية في بعض المناطق باستطاعتها تغيير الحكم، وطلب النصرة من قبل الحزب الذي يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية عمل سياسي، إذ إن من يقوم بالعمل المادي هم أهل النصرة القادرين على ذلك، وبوصفه كذلك فإنه تحشد له الطاقات الممكنة، وينبه أهل القوة بشتى الوسائل لإعطاء النصرة عن طريق ضغط الأمة عليهم لتحملهم مسؤوليتهم العظيمة، وهو عمل طارئ بالرغم من كونه واجباً ومن الطريقة، يبدأ بعد تهيئة القاعدة الشعبية ووجود رأي عام على أفكار الإسلام الأساسية وعدم القدرة على التغيير الطبيعي حين تفقد المجتمعات تلك الإرادة وتسلبها منها الأنظمة، وينتهي هذا العمل باستلام الحكم وتطبيق الإسلام تطبيقاً جذرياً انقلابياً.

ولكون طلب النصرة بهذه الأهمية العظمى، إذ هو من أعظم الأحكام الشرعية لما يترتب عليه من قيام دولة الإسلام بعد غيابها، ورفع راية الله خفاقة بعدها، ويقضي على الظلمات المركب بعضها فوق بعض: من حكم بغير ما أنزل الله، وتسلط للرأسمالية وما تبعها من مآسٍ وويلات ومصائب جليلات، ولكونه يتعلق بفئة مخصوصة هي تلك التي تملك القوة والمنعة للتغيير ونصرة الدعوة، ولكونه طارئاً له وقت محدد وإن طال، فإن المسؤولية حينها تكون عظيمة جليلة على أولئك الذين يتوقف على استجابتهم التغيير، فأجرهم عظيم إن هم استجابوا، وأي أجر أعظم من الجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *