كيسنجر يحذر من الانبعاث الإسلامي الجديد
2008/06/27م
المقالات
1,856 زيارة
كيسنجر يحذر من الانبعاث الإسلامي الجديد
نشرت جريدة الشرق الأوسط في 10/4/2008م حديثاً لهنري كيسنجر ذكر فيه أن النقاش حول سياسات الأمن القومي الأميركي لم يحدث حتى الآن.. ووصف أهم التحديات التي ستواجهها الإدارة الجديدة تتمثل بكيفية الوصول إلى نظام عالمي جديد في ظل ثلاث ثورات متزامنة تحدث في أماكن مختلفة في العالم، وذكر من هذه الثورات «تحدي الإسلام الراديكالي للمفاهيم التاريخية للسيادة» فقال:
«واليوم يمثل الإسلام الراديكالي تهديداً لبنية الدول التي تعاني أساساً من الضعف، من خلال تفسير متطرف للإسلام كأساس لمنظمة سياسية عالمية.
ويرفض الإسلام الراديكالي حق المطالبة بالسيادة الدولية والمبني على نماذج لدول علمانية. كما يمتد نفوذ الإسلام الراديكالي ليشمل كل المناطق التي يدين فيها عدد كبير من السكان بالدين الإسلامي، ولا يرى الإسلاميون شرعية في النظام الدولي أو البنية الداخلية للدول القائمة، وبذلك لا تدع الأيديولوجية الراديكالية مجالاً كافياً لدخول الأفكار الغربية عن التفاوض والتوازن في منطقة حيوية لأمن ورخاء الدول الصناعة.
إن هذا الصراع مستوطن، ونحن لا نملك خيار الانسحاب منه، وإذا انسحبنا من مكان ما مثل العراق، فسيكون ذلك من أجل التزام آخر بالمقاومة من مواقع جديدة. والتي من المحتمل أن تكبد خسائر أكثر من تلك التي تكبدناها في العراق. فحتى المؤيدون للانسحاب الأحادي الجانب يتحدثون عن الاحتفاظ بالقوات المتبقية للحيلولة دون انبعاث جديد للقاعدة أو الراديكالية».
يدعو كسنجر الإدارة الأميركية الجديدة إلى أن تضع موضوع الانبعاث الجديد للراديكالية أي الأصولية الإسلامية في رأس سلم اهتمامات سياستها الدولية.
فهو يرى أن هذا الانبعاث يقف وراءه منظمة سياسية عالمية بهدف مشروعها إلى أن يشمل كل المناطق التي يدين فيها عدد كبير من سكانها بالدين الإسلامي. وهو يشكل تهديداً للأنظمة العميلة للغرب في المنطقة التي تعاني من الضعف، ويرفض نماذج الدول العلمانية في السيادة، ولا يسمح بدخول أفكار الغرب إلى منطقته، ما يشكل خطراً على أمن ورخاء الدول الصناعية.
فهل وعى المسلمون قوة دينهم ومبدئهم الذي بدأت أصوات الغرب تنادي للحيلولة دون وصوله إلى الحكم؟
إن اللعب بورقة «الإسلام المعتدل» و«الحركات الإسلامية المعتدلة» يأتي من باب الحيلولة دون عودة الخلافة الإسلامية الراشدة التي سماها كيسنجر بالانبعاث الجديد للراديكالية، وهي ورقة لم يلجأ إليها الغرب إلا بعد أن عجز بنفسه عن وقف عودتها.
2008-06-27