العدد 257 -

العدد 257- السنة الثانية والعشرون، جمادى الآخرة 1429هـ، الموافق حزيران 2008م

رياض الجنة: من صحف (إبراهيم وموسى) ووصايا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)

رياض الجنة:

من صحف (إبراهيم وموسى) ووصايا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)

 

– أخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر (رضي الله عنه) قال: قلت: يا رسول الله، ما كانت صحف إبراهيم (عليه السلام)؟ قال: «كانت أمثالاً كلها: أيها الملك المسلَّط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها وإن كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له ساعات: فساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله عز وجل، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب. وعلى العاقل أن لا يكون ظاعناً (مسافراً) إلا لثلاث: تزود لمعاد، أو مَرِمَّة (إصلاح) لمعاش، أو لذة في غير محرم. وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه، مقبلاً على شأنه، حافظاً للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه».

قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى (عليه السلام)؟ قال: «كانت عبراً كلها: عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها، عجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لا يعمل»

قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: «أوصيك بتقوى الله، فإنها رأس الأمر كله». قلت يا رسول الله، زدني، قال: «عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل، فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء»، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: «إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه» قلت: يا رسول الله، زدني، قال: «عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي» قلت: يا رسول الله، زدني، قال: «عليك بطول الصمت، فإنه مطردة للشيطان، وعون لك على أمر دينك» قلت: يا رسول الله، زدني، قال: «أحب المساكين وجالسهم» قلت: يا رسول الله، زدني، قال: «انظر إلى من هو تحتك، ولا تنظر إلى من هو فوقك، فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك» قلت: يا رسول الله، زدني، قال: «ليردك عن الناس ما تعلمه من نفسك، ولا تَجِدْ (تغضب) عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيباً أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك، وتجدَ عليهم فيما يأتي» ثم ضرب بيده على صدري، فقال: «يا أبا ذر، لا عقل كالتدبير، ولا وَرع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *