العدد 130 -

السنة الثانية عشرة – ذو القعدة 1418هـ – آذار 1998م

سَـأَعُـودُ

سَـأَعُـودُ

                                                                           الشاعر: أيمن القادري

قَسَماً سَأَخْرُجُ مِنْ أَسىً وِإيَاسِ
لَنْ أُسْلِمَ الأَشْوَاكَ صَفْوَةَ أَضْلُعِي
لَنْ أُسْكِنَ الموْتَ الزُؤَامَ دَخِيلَتِي
ظَمَئِيْ إِلى عُلْيا الجِـبَالِ أَحَلَّ بيْ
أَوَلَيْسَ في تِلْكَ الذُّرَى إِشْرَاقَةٌ
شَوْقِي إِلى التَارِيخِ أَرَّقَ لَيْلَتِيْ
أَوَلَيْسَ في أَرَقِ المجاهِدِ خَجْلَةٌ
فَلْتَثْأَرِي، يا نَفْسُ، هَيّا، وَانْصُبِي
وَلْتَمْلَئِي سَمْـعَ الَّذِينَ تَجَبَّرُوا
(قَسَـماً سَأَنْتَزِعُ السـِيَادَةَ في غَدٍ

 

حَقَّرْتُ أَيَّامِيْ التي لَمْ تَرْتَقِبْ
وَطَرَدْتُ مِنْ قَلْبِيْ دَماً لَمْ يَتَّقِدْ
وَصَرَخْتُ في جُرْحِيْ الذي لم يَلْتَئِمْ
فَلَعَلَّهُ يُرْوِي وَيُنْبِتُ عِزَّةً
وَدَفَنْتُ أَحْلاَمِـيْ التي لَمْ تَـأْتَلِقْ
وَلَقَدْ تَبَرَّأَ كُلُّ مَا بي صَادِقاً
أَنَاْ ثَوْرَةٌ أَلْقَتْ بَقَايَا حَاضِرٍ
وَلَقَـدْ أَضِنُّ بِهِ لِيَـبْقَـى وَافِـراً

 

سَأَعُـودُ، أَقْتَلِعُ الجنُونَ مِنَ النهى
مَلَّ الأَنَامُ نِظَامَ كُفْرٍ عَابِثٍ
سَأعُودُ، أَشْدَخُ هَامَةَ الأَفْعَى التي
تَاقَتْ لإِبْرَاهِيمَ قَبْضَةُ فَأْسِهِ
ودُ، تَلْتَفِتُ البَرَايَا كُلُّها
هَتَفَ الوجُودُ: (كفى اصطناع شريعة

 

أَنَاْ لَنْ أَظَلَّ، تُدَاسُ عِزَّةُ مُهْجَتِيْ
فَصَدَى النِدَاءِ دَوِيُّهُ في أُمَّتِيْ:
أَنَاْ لَنْ أَظَلَّ، يَدِيْ تُدَاجِي قَيْدَهَا
فَقَدِ امْتَشَقْتُ السَيْفَ أَبْغِي أَنْيُرَى
وَلَتَنْهَضَنَّ عَزِيمَتِيْ بَعْدَ الوَنَى
سَأَعُـودُ، فَارْتَقِبِ القُدُومَ بِلَهْفَةٍ
سَأَعُـودُ تَحْتَضِنُ الثُرَيَّا رَايَتِي!

! !

! !

! !

وَسَأُخْرِجُ الأَشْلاَءَ مِنْ أَرْمَاسِ
فَحَدَائِقِيْ مَوْفُورَةُ الأَوْرَاسِ
فَجَوَارِحِيْ كَالجنْدِ… كَالحرّاسِ
نَزْفاً، ولَمْ أَعْبَأْ بِنُصْحِ الآسِي
لِلْمَجْدِ تَنْسَخُ وَجْعَتِيْ وتُؤاسِي؟
وَأَمَضَّ جَفْنِي بَعْدَ طُولِ نُعَاسِ
لِلْقَاعِدِينَ سُدىً بِلا إِيجَاسِ؟
فَوْقَ الطُغَاةِ شَوَاهِقَ الأَقْوَاسِ
صَخَبَ الهتَافِ وَغَضْبَةَ العَبّاسِ:
مِنْ كُلِّ طَـاغٍ فَاسِـقٍ خَنّـاسِ)

 

نَفْضِيْ التُرَابَ عَنِ الجبِينِ القَاسِي
شَرَراً يُضِيءُ حَوَالِكَ الأَغْلاَسِ
أَوْ يَرْمِ بِالدَمِ كُلَّ أَرْضِ يَبَاسِ
في بَلْقَعٍ أَمْسَى بِلا أَغْرَاسِ
بِالزَحْفِ يَقْدُمُهُ أَمِيرُ النَاسِ
مِنْ ذَاتِهِ، لَوْلا الحنِينُ الرَاسِي!
وَتَوَشَّحَتْ غَضَباً شَدِيدَ مِرَاسِ
حِينَ العَبِيــدُ تَضِجُّ بِالنَـخّـاسِ

 

وَأُبِيدُ سُكْرَ الفِكْرِ وَالإِحْسَاسِ
مَلَّتْ جِبَالُ الأَرْضِ، وَهْيَ رَوَاسِ
فَحَّتْ، وَسُمُّ الإِفْكِ في الأَنْفَاسِ
وَغَدَتْ فُلُولُ الشِرْكِ في إِفْلاَسِ
لِلحَقِّ، لِلقُرْآنِ، لِلنِبْرَاسِ.
شَوْهَاءَ، مَهْمَـا دُثِّرَتْ بِلِبَـاسِ).

 

رُغْمَ السِلاَحِ وَوَفْرَةِ الأَفْرَاسِ.
(إِنْ تَسْأَمِي لُجُمَ الخيُولِ تُدَاسِي).
وَأَظَافِرِي كَبَرَاثِنِ الجَسَّاسِ.
كَالبَـرْقِ مَوَّاراً بِلاَ إِبْلاَسِ.
كَوَمِيضِ نَارٍ لاَحَ وَسْطَ الآسِ.
يَا كَوْنُ، وَانْزِعْ وَصْمَةَ الإِدْلاَسِ.
سَأَعُـودُ أُحْيِي عِـزَّةَ الآمَاسِ 
q

شرح معاني المفردات:

الأسى: الحزن – الإياس: اليأس – الأشلاء: أجزاء الجسد – الأرماس: القبور – الصفوة: الخلاصة – موفورة: كثيرة – الأوراس: جمع الورس وهو من أصناف الورد -الزؤام: الكريه – الآسي: الطبيب – الذرى: جمع ذروة أي قمة – تنسخ: تزيل – أمضّ: أَوْجَعَ – الإيجاس: الإحساس – الصخب: الضجيج – العبّاس: الأسد – الخناس: الذي يبتعد عن ذكر الله تعالى – الأغلاس: الظلمات – يلتئم: ينضمّ ويشفى – البلقع: الأرض الخالية – تأتلق: تلمع – الراسي: الثابت – المراس: المزاولة – أضن: أبخل – النخّاس: تاجر العبيد – النهى: العقول – أشدخ: أكسر – الهامة: الرأس – الإفك: الافتراء والكذب – الفلول: القوم المنهزمون – البرايا: الخلائق – النبراس: المصباح – دثرت: غُطّيت – اللجم: جمع اللجام، الذي يوضع على فم الدابة – تداجي: تداهن وتستر العداوة – الجسّاس: الأسد – موّاراً: سريعاً – الإبلاس: الحيرة واليأس – الونى: التعب – الآس: الرماد – الإدلاس: السير في الظلام – الثريا: مجموعة نجوم في السماء – الآماس: جمع الأَمْس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *