العدد 133 -

السنة الثانية عشرة – صفر 1418هـ – حزيران 1998م

كلمة أخيرة تطور جديد في شمال العراق؟

كلمة أخيرة

تطور جديد في شمال العراق؟

نشرت جريدة (الحياة) في 28/6/98 كلمة تكشف عن تطور جديد في العلاقة بين حزب أوجلان والعراق. وفيما يلي نص الكلمة:

لم يعد سراً في كردستان العراق وجود تعاون وثيق، عسكري ولوجستي، بين بغداد وحزب العمال الكردستاني (بزعامة عبد الله أوجلان) الذي صارت له مقرات ومكاتب في بغداد نفسها إضافة إلى كركوك والموصل. وبهذه الخطوة أصبح هذا الحزب يحظى بدعم قوي من ثلاث دول رئيسية في المنطقة: العراق وسوريا وإيران.

وليس مستغرباً في هذه الحال أن تؤكد مصادر الحزبين الكرديين الرئيسيين في شمال العراق، الاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة جلال طالباني) والديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني) ما نشرته صحف تركية، ومفاده أن بغداد زودت مطلع الشهر الجاري مقاتلي أوجلان كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة في عملية تمت في محافظة كركوك.

ومنذ أسابيع بات مسؤولون في حزب أوجلان يتنقلون بسهولة عبر المناطق التي تسيطر عليها الحكومة العراقية، تحديداً من محافظة كركوك إلى محافظة السليمانية التي تسيطر عليها قوات طالباني. وفي إطار الاتصالات، التي لم تعد هي الأخرى سراً، بين بغداد والزعماء الأكراد العراقيين، تمنى مدير الاستخبارات العراقية رافع التكريتي صراحة، في أثناء زيارة قام بها الشهر الماضي إلى أربيل والسليمانية، أن يفسحوا في المجال لتحركات حزب العمال في مناطقهم. معروف أيضاً أن بغداد سعت إلى إقناع الاتحاد الوطني بأن يؤوي في مناطقه في محافظة السليمانية بضعة آلاف من أكراد تركيا كانت الأمم المتحدة اضطرت أخيراً لأن تتخلى عن رعايتهم في مخيم أتروش (محافظة دهوك العراقية) بعدما تحول المخيم ما يشبه قاعدة لوجستية لحزب العمال. وعندما قوبل الطلب بالرفض نقلتهم بغداد إلى منطقة مخمور التي تقع مباشرة على خطوط التماس بين مناطق الحكومة ومناطق برزاني.

ولعله يمكن ترجيح عاملين رئيسيين بين أسباب واعتبارات عدة لهذا التطور بين بغداد وحزب العمال. الأول هو أن بغداد تشعر بمخاوف متزايدة من نمو القوة العسكرية لتركيا التي تستطيع الآن أن تدخل شمال العراق في أي وقت وبأي حجم تشاء. ويمكن القول إن تركيا نجحت في القضاء عملياً على الوجود العسكري لحزب العمال داخل أراضيها. إلى ذلك استطاعت، بفضل تطوير أدائها العسكري من جهة والتعاون الوثيق بينها وقوات برزاني من جهة أخرى، تحجيم التهديد العسكري لحزب العمال إلى درجة كبيرة في الشمال العراقي المتاخم لحدودها.

هذا عدا أن النفوذ والوجود السياسيين المتزايد للأتراك في كردستان العراق ليس لمواجهة حزب العمال فحسب، بل أيضاً لتعزيز الروابط والصلات مع التركمان الذين يشكلون عنصراً إتنياً ملموساً في هذه المنطقة الموزاييكية التي لم يسلموا فيها من قمع النظام العراقي (إعدامات وقتل وتدمير قرى وتعريب مناطقهم في كركوك)، ومن مضايقات وضغوط – لئلا يقال اضطهاد – غالبية كردية لا تخفي أوساط منها نزعات شوفينية تجاه التركمان والآشوريين مع أنهم شركاء أصليون في كردستان. بعبارة أخرى، لبغداد أيضاً مصلحة واضحة في تصعيد المواجهات المسلحة بين حزب العمال والقوات التركية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *