العدد 255 -

العدد 255- السنة الثانية والعشرون، ربيع الثاني 1429هـ، الموافق نيسان 2008م

بل نصرنا إذ نعتلي هام الدنى

بل نصرنا إذ نعتلي هام الدنى

 

أبو المعتصم (علاء)


النفسُ تشتاقُ العُلى فتجلَّدِ
فالمجدُ إن يُعطى، فشبلٌ طامحٌ
فاطمحْ فعمرُ المرءِ يُشرقُ حينما
ولذاك شمسُ الكونِ تولدُ ميْتةً
فوقَ النجومِ هناك نولدُ فاعلموا
فوق النجوم هناك نولد عزةً
فوق النجومِ هناك نولدُ للوغى
فاليومَ نولدُ في السماء أهلةً
فارقب أيا محتلُ زحفَ جيوشنا
هذا رذاذٌ من سحائب سيلنا
وغداً تَدُكُ سيوفُنا أسوارَه
فانظرْ للمع السيف كي يُمحى العمى
أنـَّـا نخالُ كبيرَنا إن لم يُصِبْ
فارحلْ ولا تفرحْ بقتلك نسوةً
فالباكياتُ دموعُهن لثائرٍ
هذي الدموعُ تساقطتْ بغزارةٍ
هذا الصراخُ لطفلنا في سمعكم
هذا بياضُ ثلوجِنا فوق الرُّبى
هذي دماءُ رجالنا قد أرجعتْ
فالنصرُ ليس بأن تعودَ ديارُنا
بل نصرُنا إذ نعتلي هامَ الدُّنى
أن يظهر الزمنُ المسافرُ في الدجى
أن تـَـعْذُبَ الأمواج مع قيعانها
أن تحسد الأكوان كوكبَ أرضنا
هذا الخليفةُ قد أطلَّ جبينُه

 

والشوقُ لا يكفي لذاك المقعدِ
بلغ السحابَ وعينُه للفرقدِ
يسري الطموحُ وليس حين المولدِ
والبدرُ يُحسب بالسَّنا المتجددِ
أن النزالَ لغيرنا لم يوجدِ
ونموتُ إن متنا فداءَ محمدِ
ونتوقُ للميدان، من ثم الثدي
ونصير في عزٍ شموساً في الغدِ
إن الذي يأتيك بعضُ تمردِ
جعلَ الكيانَ مضعضعاً لا يهتدي
ويمزقُ الإعصارُ كلَّ الغرقدِ
لترى الحقيقةَ دون أيِّ تعقدِ
بعضَ العدو كأنه لم يولدِ
هذي بطولاتٌ لمثلك فاسعدِ
خاضَ الوَغى بطلاً ولم يستشهدِ
لتكونَ موجاً سحْقُه لم يعهدِ
سنحيلُهُ صعقاً يهزُّ المعتدي
ينبي إليكم بالمصير الأسودِ
لونَ المياه لكم كجمر الموقدِ
فالبحرُ غايةُ جدولٍ متجددِ
ونلامسُ الجوزاءَ لما نقعدِ
متشعشعاً من وهجنا المتوقدِ
لمَّا سحابٌ للخلافة يرفُدِ
إذْ سادت الأكوانُ شُرْعَةَ أحمدِ
فالكونُ في ذلٍ لنا وتوددِ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *