العدد السادس -

السنة الأولى، العدد السادس ربيع الأول 1408هـ، الموافق تشرين ثاني 1987م

مولد الهدى

أخي القارئ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كلما هلَّ هلال شهر ربيع الأول، حلَّت معه ذكرى عطرة، ذكرى مولد رسول الهدى، محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه. فأشرقت بمولده شمس العلم والعدل والرحمة على الكون قاصيه ودانيه، وسطع ضياؤها فاختفى ظلام الجهل المبيد واندثرت معالم الجور والظلم العتيد.

وبحلول هذه الذكرى الطيبة، علينا مراجعة أنفسنا: هل نحن فعلاً سائرون على نهج رسول الله، وهل نحن فعلاً على الصراط المستقيم أو تنكبنا الطريق. فلا قيمة للذكرى إذا كنا نهمل رسالة المصطفى. فعلينا أن نتخذ هذه الذكرى مناسبة للتذكير بالرسالة. ومن هذه الرسالة قوله تعالى:  (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) صدق الله العظيم. فإذا أطلَّ علينا محمد ورآنا نهمل هذه الآيات ونهمل الحكم بالقرآن ونهمل الحكم بالسنّة، ونتخذ لنا دساتير وقوانين من أنظمة الكفار، فماذا عساه يقول لنا؟ وماذا عساه يقول لربه في شأننا؟ هل يشفع لنا عند ربه أو ينطبق علينا قوله تعالى: (وقال الرسول يا ربِّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً).

لذلك علينا العمل لإعادة الحكم بما أنزل الله، وعلينا أن نحارب أنظمة ودساتير الكفر المطبّقة على المسلمين بكل ما أوتينا من قوة وعزم.

ونغتنم هذه الذكرى لنحاول أن نفهم رسالة المصطفى عليه الصلاة والسلام، لنقتدي به ولنتبع النور الذي جاء العالم به. ومن جملة ما فهمنا من رسالته:

1- أنها للناس كافة في كل زمان ومكان: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً).

2- أنها نسخت جميع ما سبقها من الشرائع: (الذين يتبعون الرسول النبي الأميّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل).

3- أنها خاتمة الرسالات: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين).

4- أنه بعد بعثة محمد صلى الله عليه وآله وسلم صار الإيمان به واجباً وعدم الإيمان به كفر يوجب النار. قال تعالى: (ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين سعيراً).

5- أن الناس مأمورون باتباع هذه الرسالة حتى قيام الساعة.

6- أن إتِّباع هذه الرسالة هو الذي ينجي من شقاء الدنيا وعدم اتباعها هو الذي يوقع في شقاء الدنيا والآخرة. قال تعالى: (فمن اتبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى، قال ربِّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى). وقال عليه الصلاة والسلام: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي».

فما علينا إلاَّ أن نتبع رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام استجابة لقوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *