العدد 146 -

السنة الثالثة عشرة – ربيع الأول 1420 هـ – تموز 1999م

سياسة هدم المنازل عند اليهود المغتصبين

– تقوم إسرائيل بين الفينة والأخرى بهدم منازل الناس في المناطق التي تحتلها من جميع فلسطين، وآخر إنجاز لها في هذا المجال هدمها لأحد المساكن في مدينة اللد. وما عقبه من تظاهرة شارك فيها عزمي بشارة، وقيام جنود الاحتلال بإطلاق النار على المتظاهرين فقتلت واحداً منهم آخرين، وجرح بشارة نفسه، فعلق ذراعه في عنقه.

– عزمي بشارة لم يكتشف إن إسرائيل دولة عنصرية إلا بعد أن أطلق جنودها النار عليه وهو نائب في الكنيست الإسرائيلي، ومرشح سابق لرئاسة الوزراء.

– يبدو من كلام بشارة أمام عدسات المصورين أنه لم يكن يصدق أن اليهود تحكمهم العنصرية حينما تقدم بخطى واثقة إلى صناديق الاقتراع عله يصل إلى رئاسة الوزراء، ويبدو أن الرصاصة التي وجهت إلى ذراعه جعلته يفيق من غفلته ومن سكرة الزعامة وعضوية الكنيست، فأدرك متأخراً أن لا أحد كبير عند هؤلاء اليهود إذا كان من غير ملَّتهم.

– ويبدو أيضاً أنه لم يشاهد من قبل كيف قام جنود الاحتلال بركل وضرب فيصل الحسيني وحنان عشراوي وأمثالهم وهم وزراء ونواب لدى سلطة عرفات بالرغم من الهالة التي تحاط بها رتبة وزير أو نائب من حصانة وهيبة لدى الدول الديمقراطية!!

– لقد عرف بشارة متأخراً أن إسرائيل لا تنظر إلى العرب القانطين فيها كمواطنين من الدرجة العاشرة فقط، «بل إنها لا تعترف حتى بوجودهم، إنهم لا شيء في نظرها، إنهم ليسوا مواطنين أصلاً في نظرها». نعم هكذا استنتج بشارة بعد جرحه وهو العضو في برلمانهم فنطق بما لم ينطقه من قبل، يبدو أن التصريحات التي تصدر ساعة الغضب وفي ظل الحشرة تكون أقرب إلى الواقع، وبعيدة عن الدبلوماسية السياسية.

– فمتى يعتبر اللاهثون وراء السلام «الشامل والعادل والدائم»؟ ومتى يفيق الذين ينتظرون الخير من باراك وزمرته؟ ومتى يدرك الجميع أن اليهود تحرّكهم أحلامهم التوراتية، وأنهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم «شعب الله المختار»، وأن غيرهم مسخّرون لخدمتهم، كما سخّر الله الدواب لخدمة البشر؟!  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *