علماء الأمّة يدعون الى الخلافة
2008/01/25م
المقالات
1,749 زيارة
علماء الأمّة يدعون الى الخلافة
(تقرير اللجنة الإعلامية لحزب التحرير – إندونيسيا)
كان لمؤتمر الخلافة الذي عقد في إندونيسيا وحضره مئة ألف أو يزيدون، كان له وقع مؤثر وفاعل على المسلمين في ذلك البلد، فأصبح الحزب والخلافة في قلوب كثير من الناس وعلى ألسنتهم. وقد امتلأت قلوب العلمانيين الذي يرفعون شعار الديمقراطية الرأسمالية، امتلأت قلوبهم غيظاً، ] قل موتوا بغيظكم [ وقد كان أثر المؤتمر أن ازداد اهتمام المسلمين، جماعاتٍ وأفراداً، بإسلامهم العظيم وبالخلافة على منهاج النبوة التي بشر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعودتها في الحديث الصحيح.
ولقد تداعت جماعات إسلامية في ذلك البلد إلى اجتماع (ندوة) بعنوان: (الخلافة على منهاج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الديقراطية العلمانية الأميركية؟). وقد أشرفت على تنظيم الاجتماع منظمة إندونيسية تُعنى باجتماع الأمة الإسلامية (FUI).
عقدت الندوة بعد صلاة الجمعة (16/11/2007) فى قاعة كبيرة بمسجد الأزهار وهو أحد المساجد المشهورة في إندونيسيا. لقد كان من بين الحضور عدد من العلماء والشيوخ وممثلون بارزون للجماعات الإسلامية، منهم: الشيخ رشدى حمكا (رئيس الأزهار) والحاج نزرى عدلانى (الرئيس العام للاتحادية) والشيخ أمر الله أحمد (الرئيس المركزى للشركة الإسلامية) والأستاذ أبو بكر بعاشر (الأمير لمجلس المجاهدين إندونيسيا) وأحمد سومارغنو (الرئيس لحركة الأخوة الإسلامية إندونيسيا) والشيخ خليل رضوان (الرئيس لمجلس العلماء إندونيسيا) ومحمد إسماعيل يوسانتو (الناطق الرسمى لحزب التحرير إندونيسيا) والأستاذ مسهادى (رئيس منظمة اجتماع الأمة الإسلامية) وكذلك حضره الشيخ محمد مأمون (معهد دار الفلاح, بنديغلنج) والشيخ أمين نور (معهد التقوى) والأستاذ أبو جبريل (مجلس المجاهدين إندونيسيا) والأستاذ جعفر صادق (الجبهة لحماية الإسلام) ود. بمبانج سيتيو (مجتمع مهتمون بالشريعة) والأستاذ فضلا الغرمة (الداعي من بابوا) وغيرهم من الشخصيات البارزة. وأما عدد الحاضرين فكان نحو (3000) شخص.
قال رشدى حمكا (رئيس الأزهار): إن الكفاح لتطبيق الشريعة الإسلامية فى إندونيسيا قد حصل منذ أول الاستقلال, وكانت الأحزاب الإسلامية تكافح لإقامة الدولة على الأحكام الشرعية حينئذٍ، ولكن ظلم وعسف الحكومات المتعاقبة وبخاصة في عهد سوهارتو جعلت الأحزاب الإسلامية تخشى الحديث عن الدولة الإسلامية، فلذلك لا بد من تحركات جادة لإقامتها.
ودعا الحاج نزرى عدلانى (الرئيس العام للاتحادية) إلى وحدة الأمة وعدم التفرق. وقال إن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قدَّموا انعقاد الخلافة على دفنه (صلى الله عليه وآله وسلم). وهذا يدل على أن انعقاد الخلافة أكثر وجوباً من الدفن. فالأمة الإسلامية اليوم لا بد أن تعمل ليكون في عنقها بيعة خليفة وذلك بإقامة الخلافة.
وقال الأستاذ أبو بكر بعاشر (الأمير لمجلس المجاهدين إندونيسيا): إنه واجب على هذه الأمة الإسلامية أن تعيش فى ظل ولي الأمر الذى يطبق الشريعة الإسلامية، أي إيجاد الخلافة للعالم. ولا بد من تغيير نظام إندونيسيا إلى الدولة الإسلامية لأنه أمر الله. ولأنه بدون الخلافة تكون بلاد المسلمين ممزقة وثروتها مسروقة ودمها مسفوكاً، وبدونها تصيب الأمة مشاكلُ كثيرة. إن تطبيق الإسلام يحتاج إلى الدولة الإسلامية التي تطبقه، ومن أنكر ذلك فقد أنكر فرض الله سبحانه وتعالى.
وقال أحمد سومارغنو (الرئيس لحركة الأخوة الإسلامية إندونيسيا): إننا نحتاج إلى الخلافة ومن أجل ذلك نحتاج إلى قيادة تغير النظام من العلمانية إلى الإسلامية سواء أكان هذا التغيير انقلابياً أم إصلاحياً.
وقال الشيخ أمر الله أحمد (الرئيس المركزى للشركة الإسلامية): إن العالم اليوم تقوده الديموقراطية. والديموقراطية حرام أخذها، والدعوة إليها؛ لأن أساسها العلمانية وهي ترفض الشريعة الإسلامية التى أوجب الله تطبيقها. والسيادة فى الديموقراطية هي للناس، وعليه فإذا اتبعت الأمة الإسلامية الديموقراطية فإنها تكون قد ضلت عن الصراط المستقيم. ويكون الواجب علينا هو الرجوع إلى القرآن والسنة والخلافة على منهاج النبوة, هذا هو السبيل، ولا سبيل غيره.
ثم بين الشيخ خليل رضوان (الرئيس لمجلس العلماء إندونيسيا) أنه موافق على الخلافة موافقة تامة. ولكن حتى الآن فإن الخلافة حلم. فلذلك لابد أن ننتفع بالديموقراطية لتطبيق الإسلام مع انتظارنا وجود الخلافة (ومجلس العلماء معروفة صلته بالسلطة).
بعد ذلك ألقى الناطق الرسمى لحزب التحرير إندونيسيا الأستاذ محمد إسماعيل يوسانتو كلمة قال فيها: إن الخلافة فرض على كل مسلم وكل حركة إسلامية. فكل حركة يجب أن تنشر فكرة الخلافة وتسعى بجد لإقامتها. وذكر الأستاذ إسماعيل أن الكفاح في سبيل إقامة الخلافة هو عمل سياسي، فلابد من أن يكون هناك حزب سياسي مبدؤه الإسلام وغايته إستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة. ومن أجل تحقيق تلك الغاية لابد من تغيير النظام من الديموقراطية العلمانية إلى نظام الخلافة. وهذا التغيير هو تغيير جذري انقلابي.
إن الواجب على أعضاء البرلمان أن يصححوا مسيرهم وأن يتقوا الله في عملهم، وأن يتذكروا أنهم مسلمون حتى وإن ترشَّحوا للبرلمان على أساس غير سليم، عليهم أن يقفوا في جانب الإسلام العظيم، والدعوة إلى الخلافة، وأن يقفوا في وجه الديمقراطية العلمانية، وأن يكونوا في صف العاملين لتغيير النظام الوضعي وإقامة دولة الخلافة، فالخلافة وحدها هي التي تحل كل مشاكل الأمة الحل الصحيح العادل الذي أنزله رب العالمين.
والخلاصة أن هذه الندوة كانت مؤشراً صارخاً على توجه الغالبية العظمى من الأمة، نحو إسلامها العظيم، ونحو نظام الحكم الإسلامي القويم، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وإنه لكائن بإذن الله، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.
الوعي: إذا كان لعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة إرهاصاتها، فمثل هذه المؤتمرات خير مؤشر عليها. فالأمة الإسلامية اليوم تنبض بالحياة والحركة، وهي لم تعدم أهل الحق والمواقف من أبنائها. وما تخططه دول الغرب الرأسمالي الكافر -أميركا ومعها دول أوروبا- من حرب صليبية أعلنوا عنها، فلن تكون بإذن الله إلا سبباً من أسباب عودة هذه الأمة إلى دينها عودةً صادقة، وصحوتها صحوةً واعيةً.
وإننا إذا وجدنا بعض من يسمون بالعلماء المسلمين أو بالحركات الإسلامية يقبلون أن يسيروا مع الغرب الكافر في مسعاه لضرب الإسلام والمسلمين… فإن هناك على الضفة الأخرى من لا يرضيه إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى، ولا يقبل إلا أن يكون مع الله قلباً وقالباً.
إن الخلافة التي هي تاج الفروض، والتي جاء بفرضيتها القرآن الكريم والسنة المشرفة وإجماع الصحابة الأطهار هي من الأحكام القطعية في الدين، ولن يضيرها مثل تلك الدعاوى التي سترتد على أصحابها وبالاً وخسراناً في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) [يوسف 21].
2008-01-25