العدد 249 -

العدد 249- السنة الثانية والعشرون، شوال 1428هـ، الموافق تشرين الثاني 2007م

إياكم وأصحاب الخطابين

إياكم وأصحاب الخطابين

 

هناك بعض الأطراف في الأمة اعتادوا على خطابين متناقضين: خطاب يتم تداوله بين الجدران المغلقة، أو في الصالونات السياسية، أو بين أبناء الجماعة الواحدة، وخطاب آخر يقال في اللقاءات المختلطة المفتوحة على الآخر، ويتصف هذا الخطاب بالنفاق، والمجاملات، والباطنية، والتكاذب المشترك، ولا تخفى على القاريء هوية هؤلاء، ولا لونهم، ولكنهم ينتشرون في كثير من التنظيمات السياسية من كل لون ومذهب.

إن الإسلام لا يجيز هذا التلون في الخطاب، ولا يقبل الوجهين واللونين والموقفين والخطابين ” المعلن والخفي “، ولا يقبل الكيل بمكيالين، ولا الصيف والشتاء على سطح واحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” دو الوجهين ليس وجيها عند الله ” وقال: ” لعن الله ذا الوجهين” إن الله يحب الحق والجهر بالحق قال تعالى( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف 29.

انظروا إلى أوضاع المسلمين السياسية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب تجدوا هذا المرض الذي أصبح من لوازم الشغل، فالأقنعة تعددت، والولاءات تعددت، وما يجيزه البعض لنفسه وجماعته يحرمه على الآخرين، والكل يتهم الكل، والكل يدعي الطهارة والشرف والنظافة ويتهم الآخرين بالخيانة والفساد والارتهان.

إن أصحاب الخطابين لا يسعون لإرضاء الله، بل يسعون لإرضاء الناس والأسياد من دون الله، وهذا التلون من قبلهم سببه محاولة استقطاب الناس باتجاه مشاريعهم وأهدافهم حتى لو كانت بعيدة عن الحق،أو بعيدة عن الشرع، فإرضاء الناس قد يلزمه بعض التحريف للحكم الشرعي، وبعض الفتاوي المزيفة، وبعض الهياج الإعلامي، وبعض الخطاب المتوتر مع شيء من الزعيق والصراخ؛ لأن كسب الشعبية في الشارع يلزمه بعض البهارات، وبعض الحركات البهلوانية والشعوب ليست حقل تجارب.

إن المسلمين عليهم أن يختاروا الاصطفاف مع الذين يختارون الشرع من دون تلون في خطابهم، لا أن ينساقوا وراء الدجالين الأفاكين الذين يحاولون تزوير العقول التي خضعت لعملية غسيل دماغ معقدة والفطر التي صور لها الحق باطلا والباطل حقا.

هناك قادة يحركهم المبدأ، وهناك قادة يحركهم الشارع، وهناك قادة يحركهم المستعمر، وهناك قادرة تحركهم شهوات السلطة والمال والزعامة الفارغة، وهناك قادة وصلوا إلى مواقعهم قضاء وقدرا، فاعرف هداك الله أي نوع من القادة تتبع قبل أن يتبرأ منك يوم القيامة وتتبرأ منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *