العدد 249 -

العدد 249- السنة الثانية والعشرون، شوال 1428هـ، الموافق تشرين الثاني 2007م

كيف عرفت الحق؟!

كيف عرفت الحق؟!

الحمد لله رب العالمين، وأزكى الصلاة والتسليم على محمد الصادق الأمين، من بعثه الله للأمة هاديا إلى طريق الحق وسبيل النجاة.

بداية أ؛م الله على أن هداني إلى السير على منهاج النبوة وطريقة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، على يد خير جماعة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، هذه الجماعة التي تسعى لتحقيق فرض من فروض الإسلام، بل تاج الفروض، لتكون العزة والغلبة للأمة الإسلامية لكل من يقول الله ربي، والإسلام دينى، ومحمد نبيي.

أود أن أشرح لكم وضعي قبل إدراكي ومعرفتي لحزب التحرير، وكيف اقتنعت به؟ وكيف أدركت انه هو الحزب الإسلامي الذي يسعى لتحقيق عزة المسلمين؟ ويجعل المسلم خليفة الله في أرضه، ويطبق ديننا الإسلامي على بالد المسلمين،ويوجد للمسلم واقعا صحيحا في الحياة لابتغاء مرضاة الله، وجعل هذا الدين كما أراد الله هو المسير لحياة كل مسلم.

بداية الحال، كنت إنسانة ملتزمة بفروض الإسلام، وكنت أتأمل وضع أمتي من خلال شاشات التلفاز، فكانت الصور والأحداث التي تمر بها أمتي الإسلامية لها وقع في نفسي، وكنت أشاهد الشاب الفلسطيني وهو يؤخذ من بيته، والجندي ” الاسرائيلي” يضربه بطرف البندقية على رأسه، وأمه تصرخ، وتدافع عنه ولا تقدر على فعل شيء، وتشتكي إلى الله سوء حالها، وتستغيث بالمسلمين ولكن من يجيب؟! ومشاهد أخرى من البوسنة، وما أدراكم ما البوسنة؟! عندما كنت أرى المرأة المسلمة ليس لعرضها حرمة، سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، وأطفالا يذبحون، ورجالا يقتلون شر قتلة، والعالم الإسلامي ينظر بمنظار المتفرج، فيتبادر في نفسي تساؤل: أليست العزة للمسلمين بوعد الله لهم بالاستخلاف في الأرض؟! ولماذا هذا الذل والهوان؟!

اعتقدت أن عزتي في تمسكي القوي بالدين، ومتابعة مشايخ الدعوة، وعند متابعتي للمحاضرات كنت أخرج بالعاطفة الجياشة فقط، وقد شحنت بالأحداث الماضية عن الصحابة رضوان الله عليهم، وكأني أندب واقع حالي على أمة رحلت كان لها العزة والكرامة، وأصبح اليوم لها الذل والهوان، وأقول في نفسي راح عمر وأبو بكر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم جميعا، ونحن لا نستطيع فعل شيء إلا الترحم عليهم، والرضا بواقعنا السيء وإن أفعالنا هي التي أوجدت هذا الواقع المرير، بالرغم إني أرى في وسط مجتمعي أمة تحب الله والالتزام بأوامره كالصلاة والصيام والزكاة والأخلاق، ومع هذا لم نغير شيئا، وكثيرا ما كنت أكثر من لوم نفسي، واعتقد أن هكذا سير هو سبب تخلف أمتي، وأصبحت أدور في دوامة، ولا أستطيع الخروج منها، ونسيت أن أتأمل واقع أمتي نتيجة تكثيف المحاضرات الأخلاقية وأخبار الصحابة، وتغفيل عيون شباب الأمة عن وعي واقع الحال، وسوء وضع الأمة، ويرده الدعاة إلى سوء أخلاقنا، فعلمت أنه أعمى عيون الأمة عن واقع الحال، وسوء وضع الأمة، ويرده الدعاة إلى سوء أخلاقنا، فعلمت أنه أعمى عيون الأمة عن وقع حالها، وملأ عاطفتها، وغيب العقل والفكر والتأمل، وكنت أظن أنني في طريق صحيح لأخرج به أمتي إلى طريق الهدى والسير على منهاج النبوة وطريق الصحابة.

وإني كلما نظرت إلى واقع أمتي أدعو الله أن أكون مثل أم عمارة تجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمة ” لا إله إلا الله محمد رسول الله “.

أخبرني أخي عن حزب التحرير وأفكاره ومفاهيمه، وأصدقكم القول لقد استنكرت وجود مثل هذا الحزب في الأمة، واستنكرت عمله لإقامة خلافة إسلامية وخليفة يرعى شؤون الأمة الإسلامية.

عندما وجدت أن الإعلام ” العربي” قد شوه صورة الخلفاء والخلافة بصورة ملوثة للعقول، وأن الأصل في المسلم أن يسعى إلى التخلص من الخلافة والخلفاء، وأضرب لكم مثلا الخليفة هارون الرشيد، لقد صوروه – تمثيلا- وهو في مجالس الرقص والغناء وعدم النظر إلى قضايا الأمة الإسلامية، مع أنه في الحقيقة كان يحج عاما ويجاهد عاما، وكانت خلافته منارة للعلم رحمه الله، ولكني فكرت بالواقع المفروض علينا، وتساءلت عن الحل والنجاة من الواقع الفاسد!!

وقرأت بعضا من كتب الحزب باستيعاب وإدراك، ولا أخفي عليكم القول إنني كنت أتوق لقراءة المزيد من الأفكار والمفاهيم لما وجدت فيها من رقي وسمو للعقل على العاطفة، وتحكم للعقل في العاطفة، وكل الجوارح، وأدركت أن عقلي يستنير ويفهم معنى الدين، وأدركت صلتي بتلك الأفكار.

إن حضوري حلقتين هما ” طريق الإيمان، والقضاء والقدر” قد غير الكثير من أفكاري، ولهما وقع في نفسي، أدركت معنى الدين، وأدركت مفهوم القيادة الفكرية في الإسلام، ونظرت إلى جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة، فإذا بحالي أنني رأيت نفسي أسير وراءه بحملي للدعوة بالفكر المستنير، الذي إن ساد بإذن الله وبجهود المخلصين لله وبطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستسود الأمة والعالم السعادة، وسنكشف عنها الشقاء والفقر والظلم الذي جلبه النظام الرأسمالي الديمقراطي، وسينكشف عن كل مسلم الشر ومعيشة الضنك، لأنه حينها – المسلم- سوف يبتغي العزة لله ولدينه، بل وللإنسانية جمعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختكم أم أبرار – اليمن – ذمار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *