العدد 149 -

السنة الثالثة عشرة – جمادى الآخرة 1420هـ – تشرين الأول 1999م

اتفاقيـات الـمنتجعـات !

  منتجع كامب ديفيد، منتجع واي ريفر، منتجع شرم الشيخ، منتجعات دخلت التاريخ من بابه الواسع، باب التنازل عن الأرض والحق.

  لماذا لا يحلو لهم التوقيع إلا في المنتجعات؟!  ربما لأنهم تعبوا كثيراً في الحروب الطويلة، فاختاروا مكاناً هادئاً بعيداً عن صخب المعارك وهدير الطائرات والدبابات، فكانت استراحة المحارب في المنتجعات التي تريحهم فيتنازلون أكثر.

  أما منتجعات المسلمين في ظل دولتهم العزيزة فقد كان اسمها حطين، وعين جالوت، ومرج دابق، واليرموك، ومؤتة، وتبوك، والقادسية، وهي مواقع في بلاد الشام وجوارها، أي في أرض الرباط، والتي سوف تعود لأمجادها بإذن الله، فتعود الثغور طاهرة من رجسهم وباطلهم، ويعود أهل الرباط للفوز بإحدى الحسنيين.

  اتفاق لاحق لتنفيذ اتفاق سابق، هكذا تسير الأمور على ما يسمى (المسار الفلسطيني) وهذا لفظ اخترعته عبقرية المفاوضين، المسار والمسارات لم تكن ألفاظاً مطروقة مثل أوسلو وواي ريفر الأول وواي ريفر الثاني، ويبدو أنهم يقصدون بالمسار خطاً رُسم سلفاً لكي يسير عليه المتفاوض كما يسير القطار على السكة لا يحيد عنها قيد أنملة.

  • فلسطين من البحر إلى النهر، شعارهم القديم تكشّف أخيراً أنه يعني: البحر هو البحر الميت والنهر هو نهر العوجا بالقرب من أريحا، هذا هو البحر وهذا هو النهر.

  • من يقرأ افتتاحية الرسالة يستنتج خاتمتها. فإذا كان إطلاق 50 معتقلاً إضافة إلى 300 أو عدم إطلاقهم كاد أن يعطل توقيع واي ريفر الثاني، وإذا كان اتفاق الخليل الذي وقع سابقاً مع الضجيج الذي رافقه لم يحرر وسط المدينة وسوقها الرئيسي حتى الآن، فماذا يتوقع أن تكون نهاية المطاف مع هؤلاء اليهود المخادعين؟

  • سوف يبقى اليهود على عهدهم بالمماطلة على كل قرية وشارع وشجرة، وكل قبر ليهودي منسيّ، وكل عظْمة ليهودي مات في تاريخ مضى، وسوف يعترضون على كل بئر يحفر، وكل حائط يُبنى، وعلى دخان البيوت والمصانع، وعلى الطير المنتقل في أجوائهم، حتى طائرات الورق سوف تزعجهم فيتفاوضون لإتلافها، وعلى «السلطة» أن تروض نفسها على التفاوض الطويل والمماطلة المملة لعشرات السنين لأن اليهود قوم بُهت، شيمتهم الغدر والخداع والمماطلة، وقصة شايلوك، وقصة البقرة الصفراء، وقصة صيد السمك يوم السبت معروفة ومشهورة ومن يعش سوف يرى العجب العجاب من هؤلاء اليهود، حتى ينطق الحجر والشجر: «يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله» .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *