العدد 244 -

العدد 244- السنة الواحدة والعشرون، جمادى الاولى 1428هـ، حزيران 2007م

مهر الخلافة

مهر الخلافة

 

عبد الستار حسن (أبو خليل)


دع ما يُهينُكَ واغشَ العزَّ منتصِبا
هل يبلغُ المجدَ من يلهو بغانيةٍ؟
شمِّرْ ذراعَكَ واستقبل بوادرَهَا
هي الحياةُ فما انقادت لمعتكفٍ
والأرض تعشق من أبنائها ولداً
لا يركبُ الحُلْمَ لا يرضى بأمنيةٍ
حتى تكونَ بأَيْدِ الفعل قد جُبِلَتْ
لا تركنَنَّ إلى الدنيا وزينتِها
إن العجوز ومهما زُيِّنَتْ بَشِعَتْ
بادر بسَرْجِ خيولِ العز مندفعاً
أمر الخلافة لا وهمٌ ولا هوسٌ
إن الخلافة فرضٌ لا مِراءَ به
لا تحسبنَّ بأن الفرضَ يُعجِزنا
والوعدُ حقٌ فلا قولٌ ولا جدلٌ
مهرُ الخلافة تضييقٌ ومعتقلٌ
جنّاتُ عدن إذا ما رحتَ تطلبها
لا تحسبنَّ بلوغَ النصر مِروحةً
لا تهدأنَّ وعِرْضُ الأهلِ منتهكٌ
لا تلعبنَّ بنص الشرع من وهن
قف عند قدسك وانصرْ ثَمَّ صرختَها
يا قدسُ لستُ على شمس الضحى قلقاً
لكنني رجلٌ شابَتْ ذوائبه
الذلُّ يجمعهم والغرب روَّضهم
يا قدسُ قولي لمن في قلبهم نبضٌ
النصرُ آتٍ وفي عنوانِه قبسٌ
صوت الخلافة قد دوَّى بمسمعنا
إن تنكرِ الأذْنُ صوتَ الرعد من طرشٍ
فالشمسُ أعظمُ من إخفائها أبداً
لا تجزعنَّ إذا غابت لبرهتِها
شمس الخلافة لا يرقى لطلعتها
أبشـــــــــر أخي فإن الصـــــبح
منفــــــــــلقٌ،

 

لا تُحجبُ الشمسُ عمّن يركَبُ السُّحُبَا
أو يحصد النصرَ من غنّى ومن طَرِبَا؟
واقرأ كتابك وارقَ الشمسَ والشُّهُبَا
يرجو الفلاحَ ولم يستكملِ السَّبَبَا
حَيَّ العزيمة هَمَّاما إذا طلبا
لو طُرِّزت أملاً أو طُوِّقتْ ذهبا
والعينُ ترمقُها والكفُّ قد تَعِبَا
لا تركبَنَّ خيولَ الوهمِ مرتقِبا
بئس الرهانُ على الأوهام منقلبا
نحو الثريا وألغِ اليأسَ والعجبا
حتى يقال دعُوا الأحلامَ والكذِبا
والله يعلم ما يُقضَى وما وَجَبا
تكليف ربك لا ظلماً ولا نصبا
جاء الصباحُ فدكَّ الهزلَ واللعبا
والسرُ أعظمُ لو تدري بما كُتبا
هل تُقلِلُ المَهْرَ أو هل تُقللُ الطلبا؟
لا تحسبن طريق المجد ريحَ صَبا
لا تغضبنَّ إذا لم تحسنِ الغضبا
فالله يعلم أهلَ الصدق والكذبا
وارْضَ الفداءَ وزهقَ الروحِ والسَّلبا
فالشمسُ ساطعةٌ والوقتُ ما ذهبا
لمّا رأيتُ، وفي حضن العدى، عَرَبَا!!
حتى غَدَوا في مواخيرٍ لهم عُرُبَا
والحبُ أيقظهم فاختالَ واضطَرَبا
من سورة الفتحِ لا زوراً ولا كَذِبا
غطى الجبال وغطى السهلَ والهُضُبا
أو تنكرِ العينُ برقاً أيقظ اللَّهَبَا
والحقُّ أبلج مقصوداً ومغتربا
بين الغمام فإن الغيمَ قد غلبا
نجمٌ تطاول حتى ظنها لعبا
الله أكـــبر، قد
أبصــــــــــــرتُهُ طَـــــــــرِبَا .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *