العدد 246-247 -

العددان 246-247، السنة الواحدة والعشرون، رجب وشعبان 1428هـ، الموافق آب وأيلول 2007م

المسلمون في الغرب…. اندماج أم ضياع؟!

المسلمون في الغرب….

اندماج أم ضياع؟!

 

بقلم : أم آدم

إن تنامي أعداد المسلمين في الغرب أصبح يشكل واقعاً جديداً جعل المسلمين يعتبرون اقلية دينية من بعد الديانة النصرانية ، سواء أكان هؤلاء المسلمون من أصول إسلامية مهاجرة أم أنهم من ذوي الجنسيات الغربية ممن هداهم الله تعالى للإسلام.

وقد اتخذت الدول الغربية شتى التدابير لمقاومة هذه التحولات في المجتمعات الغربية العلمانية، حيث جاء في دراسة مسحية أعدها “الكونجرس اليهودي العالمي” بعنوان “صعود الإسلام في أوروبا” أكدت هذه الدراسة أن الإسلام يتمتع بمعدلات النمو الأعلى في أوروبا، فهناك حوالي 37 مليون مسلم في الاتحاد الاوروبي.

وتعتبر هذه الدراسة أن المسلمين في أوروبا يمثلون قوة يجب أخذها في الحسبان، وإذا تواصل هذا الاتجاه سيشكل المسلمون في عام 2020 حوالي 10% من مجموع سكان أوروبا.

ولأن الحكومات الغربية تعتبر ازدياد أعداد المسلمين تحديا يهدد الأنظمة العلمانية القائمة في أوروبا والغرب بشكل عام، فإن الحديث أصبح يدور حول الإسلام الأوروبي، أو ما يسمى بدعوات الاندماج في المجتمعات الغربية.

وقد سبق لمؤسسة “رينمند ترست” وهي منظمة غير حكومية مقرها لندن، أن دعت الحكومة البريطانية إلى اتخاذ كل الاجراءات لضمان اندماج المسلمين في المجتمع البريطاني.

وقد تم بالفعل إصدار العديد من القرارات الحكومية في أنحاء أوروبا لضمان اندماج المسلمين في تلك المجتمعات، حيث دعا رئيس الوزراء الهولندي “بيتر بالكينيد” إلى إغلاق المدارس الإسلامية وعددها 35 مدرسة، بحجة أنها لا تشجع على إدماج الأطفال المسلمين داخل المجتمع.

كما أنشأت الحكومة الفرنسية وزارة خاصة بالتمنية المستديمة والاندماج، وعينت وزيرة من أصل جزائري على رأسها هي تقية صيفي، من مهامها  مساعدة المهاجرين على الاندماج.

وفي بحث طويل أعده الدبلوماسي الأميريكي تيموثي سافيج، تحت عنوان: “أوروبا والإسلام: الهلال المتنامي، وتصادم الثقافات” ونشرتاه المجلة الفصلية –ذي واشنطن كوارترلي- فس عددها لصيف 2004م يرى تيموثي أن التحدي الإسلامي الذي تواجهه أوروبا اليوم له بعان ، البعد الأول : داخلي ويقتضي من أوروبا إدماج الأقليات الإسلامية التي تعيش في عزلة “في الفيتوهات”، مع التزايد الديموغرافي السريع، وهو ما يعتبره الكثير من الأوروبيين ، حسب الكاتب ، مهددا للهوية الجماعية الغربية، ولقيم المجتمع الأوروبية!!

فما معنى الاندماج هذا الذي أصبح هاجسا لدى دول الغرب الكافر، وما هو المطلوب حقا من المسلمين هناك ليثبتوا أنهم مخلصون لتلك البلاد ومندمجون في مجتمعاتها؟!

لا شك أنه ليس الاندماج بمعنى تعلم المسلمين للغات الدول الغربية، والعيش بأمان في جوارهم بطريقة المسلم في العيش.

بل لقد بات واضحا ، وعبر كثير من المواقف والتصريحات التي أدلى بها المسؤولون الغربيون، أن ما تدعو له الحكومات الغربية من اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية يعني أن يعيش المسلمون حسب الأنظمة الرأسمالية ، ويتخذوا من خلالها المقاييس الغربية للحكم على الأفعال والأشياء، من حيث الخير والشر ، ومن حيث الصحة والخطأ، وحتى الحق والباطل.

ولا يكون ذلك إلا إذا ترك المسلمون في الغرب اتخاذ الإسلام كوجهة نظر في الحياة يتقيدون من خلاله بالحكم الشرعي ، ويتحرون الحلال والحرام، ويتخذونه مقياسا للحكم على الأفعال والأشياء .

نعم هذا هو الاندماج الذي تريده الدول الغربية للمسلمين في مجتمعاتها، وذلك هو الاندماج الذي تسعى تلك الحكومات لتعزيزه وتثبيته عبر مشاريعها وقوانينها التي تسنها خصيصا كي تضمن ما تسميه اندماج المسلمين في تلك المجتمعات!

فصدق الله عز وجل حين يقول: ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) الأنفال.

ولكن كل تلك الخطط والمشاريع لإدماج المسلمين في المجتمعات الغربية وإخضاعهم لطراز العيش الغربي ليست بالأمر المستغرب، حين نكون على يقين من أن تلك الدول الغربية إنما تسعى للحفاظ على مصالحها عبر تكريس وتدعيم المبدأ الرأسمالي الذي تقوم عليه ،والحفاظ على كل ما أفرزه هذا المبدأ الوضعي الفاسد من مفاهيم وقوانين وتشريعات، ذلك المبدأ الذي لا يمكن لمسلم واع أن يقبل العيش في سلطانه أو الاحتكام لنظامه.

فمحاولات إجبار المسلمين في الغرب على ما يسمونه الاندماج في مجتمعاتهم ما هي إلا خطط مستميتة من تلك الدول الاستعمارية لسلب المسلمين هويتهم الثقافية الصادرة من حضارتهم  الإسلامية ، تلك الحضارة التي يعلم الغرب جيدا أنها حضارة مناقضة تماما للحضارة التي تقوم عليها الدول الغربية اليوم.

إن الحضارة الغربية الرأسمالية القائمة على فصل الدين عن الحياة لا يمكن ان تلتقي أبدا مع الحضارة الإسلامية التي تجعل الأيمان بوجود الله عز وجل أساسا ينبثق منه النظام الذي يعالج شؤون الإنسان جميعها.

أما ما هو أخطر وأشد غرابة من كل تلك المحاولات الغربية لإدماج المسلمين في الغرب، فهي تلك الدعوات التي يأتي بها من يعتبرون ممثلين عن المسلمين في الغرب وفي أنحاء العالم.

فقد أصبح اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية مطلبا يصر عليه كثير من هؤلاء الذين يعتبرون علماء وأئمة للمسلمين ؛ بل إنهم لم يكتفوا بأن ينادوا به كحق من حقوق المسلمين والجاليات الإسلامية في الدول الغربية، بل جعلوه واجبا شرعيا يجب على المسلمين السعي لتحقيقه وتكريسه والحفاظ عليه. فقد انعقدت في الفترة من : 28 ربيع الآخر – 2 جمادى الأولى 1438هـ الموافق ل 15-19 أيار ” مايو” 2007 م الدورة العادية السابعة عشرة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، المنعقدة بمدينة سراييفو بدولة البوسنة والهرسك، وكان عنوان هذه الندوة هو ” المسلمون في أوروبا: المواطنة والاندماج” عرض فيها ثمانية عشر بحثا في هذا الموضوع، وتخللت العروض مناقشات وتعقيبات واسعة، وقد توزعت البحوث على خمسة محاور:

  • المحور الأول: الإطار الشرعي للمواطنة والاندماج.

  • المحور الثاني: الواقع الأوروبي مسرحا للمواطنة.

  • المحور الثالث: الأهداف المستقبلية للإندماج والمواطنة.

  • المحور الرابع: قواعد وضوابط الاندماج.

  • المحور الخامس: سبل الاندماج وآلياته.

هذه الندوة تم عقدها برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي كرئيس للمجلس، كما جرى افتتاح أعمالها بحفل كبير عقد في ” مركز الملك فهد الإسلامي” وشارك فيه إضافة إلى أعضاء المجلس عدد كبير من الضيوف من علماء البوسنة والشيخة الإسلامية، وعدد من العلماء من بلاد شتى، كما مثل الحكومة البوسنية وزير حقوق الإنسان وشؤون اللاجئين  ” صفوت خليلوفيتش” ن وحضره ممثلون عن المجموعات الدينية في البوسنة، اليهودية والمسيحية والكاثوليكية والأرثوذكسية، وعدد من ممثلي بعض البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية، وضيوف آخرون من الشعب البوسني.

وقد جاء في البيان الختامي لهذه الندوة ما نصه: ” أكد المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث أن مفهوم المواطنة بالنسبة للمسلمين في الغرب لا يخالف الولاء الشرعي وشدد المجلس أن على المسلم في غير ديار الإسلام الالتزام بمقتضيات المواطنة ، كالدفاع عنها إذا اعتدي عليها، موضحا أن الأصل أن يكون المسلمون في مقدمة من يدفع الضرر عن بلده”.

نعم أيها … فبدل أن يجتمع علماء الأمة الإسلامية ليبحثوا سبيل خلاص المسلمين مما يعانونه من الحكم العلماني الكافر في العالم شرقه وغربه؛ نجدهم يجتمعون لبحث مشكلات إخوتنا المسلمين في الغرب، وكأنهم جزء منفصل عن سائر الأمة الإسلامية.

وبدل أن يجتمع علماؤنا ليبحثوا طريقة إقامة الدولة الإسلامية –دار السلام- التي أوجب الله تعالى على المسلمين إقامتها ليعيش فيها المسلمون في ظل خليفة عادل يقاتل من ورائه ويتقى به؛ نجدهم يجتمعون ليتباحثوا كيف يمكن للمسلمين التعايش في ظل أحكام الكفر في دول الغرب الكافر ، تلك الدول التي مزقت المسلمين استعمارا وتدميرا وتشريدا.

إن المطلع على خطابات علماء السلاطين هؤلاء في تلك الندوة ليجد أنهم لم يألوا جهدا في تحريف النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله ليثبتوا أن ولاء المسلمين لتلك الدول الغربية الكافرة لا يخالف الولاء لله ولرسوله!! فقد جعلوا الدفاع عن دول الغرب تحت إمرة حكامها الكفار واجبا على المسلمين ، عليهم أن يكونوا أول من يقوم إليه!! فكيف سيكون موقف إخوتنا المسلمين هناك إذا جاءت جيوش دولة الخلافة عروش تلك الحكومات الغربية، وكيف ستكون حال المسلمين في روما حين يدخلها جيش الخلافة فاتحا كما بشر نبي الله تعالى عليه الصلاة والسلام؟

ألم يذكروا قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جآءكم من الحق) الممتحنة1.

ألا يكفي ما يعانيه المسلمون في الغرب وما يقاسونه في تلك المجتمعات من غربة الفكر والشعور، فضلا غن غربتهم عن بلادهم وأهليهم؛ فيوجب عليهم هؤلاء العلماء تربية أبنائهم على مباديء احترام الآخر والتبادل الحضاري مع أهل تلك المجتمعات، وهم يعلمون تماما أ، المجتمعات الغربية تعتبر الإسلام عدوا، وتعتبر حضارته تهديدا لحضارتهم؟! ألم يذكروا قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة51.

لم يكتف بعض المحاضرين في تلك الندوة بالتأكيد على أهمية مادة التربية الوطنية في المدارس ؛ ليتعلمها أبناء المسلمين في الغرب ليكونوا مواطنين صالحين لا يشكلون أي تهديد للحكومات الكافرة هناك، بل راح بعضهم يشيد بالحكومة البريطانية تحديدا، وبنظامها القضائي الذي يعمل فيه ذلك الشيخ العالم مستشارا، حيث وصف نظامهم الوضعي بأنه نظام عادل ومتسامح ، ودعا المسلمين في الغرب إلى المشاركة في تلك المؤسسات الحكومية ليكونوا جزءا فاعلا في تلك المجتمعات الغربية!! حيث جاء في البيان الختامي لهذه الندوة حول المحور الأول وهو بعنوان ” الإطار الشرعي للمواطنة والاندماج” والذي استعرض فيه بحثان هما:

  • ” الإطار العقدي والمقاصدي للمواطنة والاندماج” للدكتور يوسف القرضاوي.

  • “الولاء بين الدين والمواطنة ” للشيخ عبد الله بن بية.

هذا ويذكر البيان الختامي ما نصه: ” وانتهت خلاصة البحثين إلى أن مواطنة المسلمين في المجتمع الأوروبي واندماجهم فيه أمر مشروع من حيث المبدأ، تسعه مقاصد هذا الدين ، إذ هذه المواطنة تمثل جسرا بين العالم الأوروبي والعالم الإسلامي مما يعود على العلاقة بين الطرفين بالخير. ولا يتعارض اندماج المسلمين مع مبدأ الولاء والبراء ، فهذا إذا ما أعيد إلى معناه الأصلي الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة فإنه لا يكون معارضا لمواطنة المسلمين وتفاعلهم مع المجتمع الأوروبي” انتهى.

وجاء أيضا في البيان الختامي للندوة : ” وطالب المناقشون بإنجاء المزيد من البحوث العلمية الميدانية الإحصائية للواقع الأوروبي بصفة عامة ، ولواقع المسلمين بصفة خاصة ، وذلك ليتم تحقيق الاندماج على بينة من معرفة الواقع المراد معالجته، كما قدم في هذا المحور تجربة تاريخية لاندماج غير المسلمين في المجتمع الإسلامي كما تم في الدولة العثمانية، وكما قامت به المدارس الإسلامية في بلاد البلقان، واستخرجت من هذه التجربة ما يمكن أن يستهدى به في الاندماج المستقبلي”.

نعم إن المجتمعين في تلك الندوة أخذوا يشبهون اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية الكافرة بدولة الخلافة العثمانية حين كانت دار اسلام ترعى شؤون النصارى واليهود بعهد الذمة، وتحكمهم بسلطان الإسلام الذي أمر الله تعالى به في قوله: ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) التوبة 29.

فاين أقر الإسلام أصلا باندماج النصارى واليهود وغيرهم من المشركين في المجتمع الإسلامي، حتى يأتي من يقول اليوم بشرعية اندماج المسلمين في المجتمعات الكافرة ؟ وأين ذلك الخطاب مما كان عليه أهل الذمة في الدولة الإسلامية؟ فقد جاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مما رواه الأئمة الحفاظ من رواية عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال : كتبت لعمر بن الخطاب أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا، إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا ، وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا فلاية ولا صومعة راهب، ولا نجج ما خرب منها، ولا نحيي منها ما كان خططا للمسلمين ، وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار ، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، وان ننزل من رأينا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم، ولا نأوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا، ولا نكتم غشا للمسلمين، ولا نظهر شركا ، ولا ندعو إليه أحدا، ولا نمنع أحدا من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه، وأن نوقر المسلمين، وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس، ولا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم، ولا نبيع الخمور، وأن نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم.. إلى آخر ما جاء في عهد الأمان لتلك المدينة النصرانية.

قال: فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه: ولا نضرب أحدا من المسلمين، شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه الأمان ، فإن نحن خالفنا في شيء مما شرطناه لكم ووظفنا على أنفسنا فلا ذمة لنا، وقد حل لكم منا ما يحل من أهل المعاندة والشقاق”.

هكذا كان أيها المسلمون واقع النصارى واليهود في عهد دولة الخلافة التي قامت بها دار الإسلام، فأعطت الأمان والرعاية والحماية لكل رعاياها؛ فأين واقع المسلمين اليوم في العالم، غربه وشرقه، من ذلك العيش الكريم في ظل الدولة الإسلامية؟ وكيف يصبح اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية أمرا مشروعا تسعه مقاصد الإسلام، في حين ليس للمسلمين اليوم في بلاد الكافرين عهد ذمة أو أمان أو حماية ؟ بل إننا نجد تلك الدول الغربية كلما شعرب بأمر يتهدد أمنها واستقرارها تنقض على المسلمين في تلك البلاد بالاعتقال والتحقيق وتضييق الخناق عليهم، عدا عن مصاردة الأموال وتلفيق التهم بالإرهاب أو العنصرية أو ما يسمونه اليوم بمعاداة السامية؟!

ترى لو حاول المسلمون في الغرب الاندماج في المجتمعات الغربية بحسب الأمور التي أقرها هؤلاء العلماء في الندوة، فهل سيحققون لأنفسهم العيش الطبيعي الكريم؟ وهل سيتحقق الأمان الذي تنشده دول الغرب الكافر؟! إن من يظن أن ذلك ممكن لا بد أ،ه لم يسمع قول الله عز وجل : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) البقرة120.

أيها المسلمون ، أينما كنتم شرقا أم غربا ، اعلموا أن قضية اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية الكافرة إنما هي مؤامرة تسعى لتطبيقها الدول الغربية المستعمرة مستعينة بعملائها من الحكام الذين سلطتهم على رقاب المسلمين.

وإن من يحاول أن يضلل الأمة الإسلامية عن حقيقة هذه المؤامة بالعمل على تغليفها بالعبارات البراقة باسم الإسلام ، فهؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم ومن وضعهم في كل تلك المناصب الرفيعة يتحدثون فيها باسم الأمة وعلمائها، والأمة وعلماؤها المخلصون منهم براء.

إن واجبنا كمسلمين اليوم يدفعنا للإيمان بوعد الله تعالى بنصره للمسلمين، ونبذ كل الدعوات التي تدعو المسلمين للاستسلام والخضوع للواقع المذل الذي نعيشه اليوم كمسلمين في دار الكفر ن سواء في بلاد المسلمين أم في بلاد الغرب قال تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) النور 55. فعلينا تقع مسؤولية إعادة الأمور إلى نصابها، وعدم الركون إلى هذه الحال التي وصلت إليها الأمة الإسلامية؛ فلنعمل جاهدين لنجعل اليوم الذي يستظل فيه المسلمون براية الإسلام أقرب ، فتعود للمسلمين دولتهم خلافة راشدة ، فما  النصر إلا صبر ساعة.

( ويومئذ يفرح المؤمنون ، بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) الروم 4-5.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *