العدد 275 -

العدد 275 – السنة الرابعة والعشرون، ذو الحجة 1430هـ، الموافق كانون الأول 2009م

مؤتمر (استمرار الخيانة) في بيت لحم

مؤتمر (استمرار الخيانة) في بيت لحم

 

إبراهيم حازم – فلسطين

أي مؤتمر هذا الذي عقد في بيت لحم والذي سمحت فيه (إسرائيل) لقيادات وأعضاء وكوادر فتح بالقدوم من سوريا ولبنان والأردن ومصر ومن كل دول العالم لولا أن كل هؤلاء ومؤتمرهم يصب في خدمة أهداف (إسرائيل) ومصالحها، ولو أن واحداً من هؤلاء يعمل عكس ذلك فإن (إسرائيل)  كانت ستعتقله وتزج به في السجن أو تمنعه من الدخول.

في حقيقة الأمر إن هذا المؤتمر المشبوه الذي عقد تحت حماية حراب الجيش (الإسرائيلي) هو استكمال للخيانة التي بدأها عرفات منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية والتي صنعت أصلاً من أجل الاعتراف بـ(إسرائيل) وتثبيتها.

وقد توجت هذه الخيانة من قبل عرفات عندما وقع على اتفاقيات أوسلو عام 1993م والتي كانت تقضي بالاعتراف بـ(إسرائيل) والتنازل عن فلسطين لليهود.

وبالرجوع إلى مؤتمر جنيف الذي حضره عرفات عام 1989م وصرح به أمام عشرات الصحافيين من معظم دول العالم أن لا حل للقضية الفلسطينية إلا عن طريق الحل السلمي، وأن كل الأعمال العسكرية التي قامت على أرض فلسطين كانت أعمالاً إرهابية، وأنه لا بد من الاعتراف بـ(إسرائيل) والتفاوض معها لأن (إسرائيل) حقيقة واقعة لا يمكن تجاهلها. وكذلك كان أول تصريح له عندما دخل الضفة الغربية بعد اتفاقيات أوسلو أن (إسرائيل) تصوب 45 صاروخاً نووياً باتجاه العواصم العربية والإسلامية؛ فلا بد للعرب والمسلمين من الاعتراف بـ(إسرائيل) وذلك لكي يقطع عرفات أي بصيص من أمل لدى أي عربي أو مسلم في مجرد التفكير بمحاربة (إسرائيل) أو تحرير فلسطين، وحتى يقتل روح الجهاد والقتال لدى أبناء الأمة، وهذا بالطبع ما طلب من عرفات التصريح به من قبل أسياده اليهود والأميركان حتى يبرر لنفسه ولمنظمته ولحكام العرب والمسلمين من بعده الاعتراف بـ(إسرائيل) وإقامة علاقات معها وبيع فلسطين وقضيتها.

وبعدها سمح لعرفات وأزلامه بالدخول إلى الضفة الغربية باستثناء البعض من الذين لم توافق عليهم (إسرائيل) فمنعتهم من الدخول. ومنذ ذلك التاريخ بدأت اللقاءات بين عرفات وأتباعه مع (الإسرائيلييين) والأميركيين، وبدأ العناق والقبلات تظهر على شاشات التلفزيون العالمية، وأصبح عرفات و(أخواه) رابين و بيريز يعملون على حفظ أمن (إسرائيل) من خلال الاتفاقات الأمنية المشبوهة والخيانية التي أجريت خلال ما كان يسمى بالمفاوضات والتي تؤدي في النهاية إلى اعتراف كامل بـ(إسرائيل) من قبل كافة الأنظمة العربية وما يسمى بالدول الإسلامية.

إن ما جرى في هذا المؤتمر المزعوم بقيادة البهائي محمود عباس الحاقد الأول على الإسلام والمسلمين والذي ببهائيته أعلن انتماءه الحقيقي لليهود، والذي يسعى جاهداً من أجل تحويل الصراع مع اليهود إلى سلام حقيقي يضمن بقاء الدولة اليهودية وتقويتها وإنهاء القضية الفلسطينية وبيعها في سوق النخاسة.

إن هؤلاء الذين يصفقون في هذا المؤتمر والذين انتخبوا محمود عباس رئيساً لهم وعلى رأسهم سلام فياض الذي يتداول الناس كيف أنه يقضي ليله ونهاره في اجتماعات مع القنصل البريطاني والأميركي في القنصلية البريطانية في الشيخ جراح بالقدس يتآمر معهم في كيفية القضاء على أي عمل يهدف إلى تحرير فلسطين، ومعه أحمد قريع الذي كان يزود المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية بالباطون ويتآمر مع يهود على مقاومة الاحتلال، ومعهم كل الخونة من أمثال نبيل عمرو والمقامر صائب عريقات الذين لا يؤمنون إلا بالمفاوضات مع يهود، وغيرهم معروفون لدى الجميع واحداً تلو الآخر, فهل يعقل أن يقود الشعب الفلسطيني هؤلاء الذين باعوا أنفسهم لأسيادهم الأميركيين واليهود من أجل مصالحهم الخاصة، واقتسام الغنائم والأموال التي تعد بالمليارات، وبناء القصور والفلل الفاخرة، وتعليم أبنائهم في الجامعات الأميركية والبريطانية على حساب أبناء شعبهم؟؟

كيف يمكن لعاقل ذي بصيرة أن يقبل هؤلاء قادة لفلسطين وشعبها؟

هذه هي مهمة العملاء الذي يعينون قادة لشعوبهم من قبل أسيادهم وتتم من خلالهم كل المؤامرات والخيانات وتضليل الشعوب وامتصاص دمائها وقتلها على مذابح الخيانة والعمالة.

إن الدعم المادي والمالي الذي يقدمونه للمنتفعين والمنافقين والانتهازيين الوصوليين وشراء ذممهم من أجل بيع فلسطين وقضيتها، وإن استخدامهم لكافة وسائل الإعلام والصحافة والأبواق المحمولة والمحطات الفضائية التي وجدت من أجل تسويق أمثال هؤلاء وتزوير الحقائق والكذب على الناس وتضليلهم، وإن منح النياشين والرتب المزعومة كرتبة لواء وعقيد ومقدم مع أن هذه الرتب ليست لهم وإنما لمن يستحقها مستقبلاً عند تحرير فلسطين إن شاء الله… كل ذلك بقصد الإمعان في تضليلهم وإغرائهم وسوقهم نحو الخيانة و تدمير البلاد والعباد بهم.

أي ظلم سياسي يراد للشعب الفلسطيني من خلال هذه الزمرة من هؤلاء المنتفعين أشباه الرجال وعملاء الاستعمار الذين لا يأبهون بذرة من عقيدة أو إيمان أو أخلاق أو شرف أو كرامة.

إنهم لا يبحثون سوى عن مصالحهم ومنافعهم ويدوسون على أبناء شعبهم إرضاءً لرغباتهم وخدمةً لأسيادهم الأميركيين واليهود.

وأخيراً لابد لأهل فلسطين أن ينبذوا هؤلاء ويقتلعوهم من جذورهم و يعملوا على إسقاطهم والتخلص منهم لأنهم وباء على صدورهم.

وهذا لا يكون إلا بالعمل المخلص الجاد والصادق في نصرة دين الله من أجل إقامة أعظم مشروع سياسي وحضاري يتمثل بإقامة الدولة الإسلامية التي ستعيد الأمور إلى مكانها الصحيح، وتجتث هؤلاء من جذورهم، وتقيم أعظم كيان للأمة الإسلامية هو دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستغير شكل العالم، وتكيل الصاع صاعين لأميركا وأوروبا، وتحرر الأقصى وفلسطين، وتفتح روما عاصمة الفاتيكان، وتوحد المسلمين في وحدة سياسية واحدة بحيث تصبح الخلافة أقوى دولة في العالم ويعود المسلمون قادة للكرة الأرضية يصنعون الأحداث من منظور الإسلام إن شاء الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *