العدد 274 -

العدد 274 – السنة الرابعة والعشرون، ذو القعدة 1430هـ، الموافق تشرين الثاني 2009م

النفوذ الأميركي يتلاشى دولياً

النفوذ الأميركي يتلاشى دولياً

 

أفادت دراسة أعدها «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» في لندن، أن الولايات المتحدة قد تبدأ بخسارة موقعها على الساحة الدولية من دون مساعدة حلفائها في الخارج. وأكدت الدراسة أن اعتماد الرئيس الأميركي باراك أوباما على الجهات الخارجية سوف يتزايد شيئاً فشيئاً، لعدم توافر بدائل أخرى.

وذكر معدّو الدراسة التي تصدر سنوياً: «قد يكون أوباما اعتمد داخلياً على شعار «نعم نستطيع»، لكنه قد يضطر خارجياً إلى قول «لا نستطيع» أكثر فأكثر»، مضيفين أن الصراع الأميركي مع المتمردين في العراق وأفغانستان أظهر حدود القدرات العسكرية الأميركية، بينما زعزع شبه انهيار الأسواق المالية العالمية الأسس الاقتصادية التي تقوم عليها هذه القدرات. كما أكدت الدراسة أن الولايات المتحدة خسرت نفوذها في جهود احتواء برنامج إيران النووي وإحلال السلام في الشرق الأوسط؛ و«من الواضح أن الحصة الأميركية من «السلطة العالمية» في تدنٍ، مهما كانت طريقة قياسها».

واعترف التقرير بأن الولايات المتحدة لا تستطيع القيام بأكثر مما قامت به «لفرض رؤيتها على الآخرين». كما قالوا إن باستطاعة أوباما إعادة تعزيز الموقع الأميركي عبر العمل مع دول أخرى بغية احتواء التهديدات، وأهمها الطموحات النووية الكورية الشمالية والإيرانية.

أما عن الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان، فيقول رئيس «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» جون شيبمان إن «الموازنة بين مواصلة استخدام القوة العسكرية، والتفاوض على التنازلات السياسية، ستكون واحدة من المهام الأكثر تعقيداً التي تواجه قوات التحالف في أفغانستان»، ويضيف شيبمان أن «هذه المهمة لن تنفذ إلا إذا ساهمت روسيا، وآسيا الوسطى، والهند، والصين، في النقاشات وصناعة القرارات بشكل أكبر».

وشدّد شيبمان على الحاجة إلى ايجاد «تحالفات ذات صلة» مع مجموعات من الدول التي لديها مصالح مشتركة، لتتجاوز التحالفات التقليدية مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو) من دون أن تعزلها.

من جهته، قال مدير مركز دراسات «شاتهام هاوس» البريطاني، روبن نيبليت إن تنامي نفوذ الصين، والهند، وروسيا والاتحاد الأوروبي، قد صعّب على الولايات المتحدة ممارسة نفوذها»، معتبراً أن «الولايات المتحدة تبقى الأمة الأقوى في العالم، لكنه من الصعب عليها أن تمارس قوتها وتؤثر في الآخرين».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *