العدد 274 -

العدد 274 – السنة الرابعة والعشرون، ذو القعدة 1430هـ، الموافق تشرين الثاني 2009م

تقرير أميركي ملغوم: ربع سكان العالم مسلمون

تقرير أميركي ملغوم: ربع سكان العالم مسلمون

 

كشفت دراسة شاملة، حاولت رصد خريطة للمسلمين في العالم، أن قرابة ربع سكان العالم مسلمون، وهم موجودون في مناطق قد لا تخطر على البال، ذاك أن معظمهم في جنوب وجنوب شرق آسيا. وأوردت شبكة (سي إن إن) الأميركية  نتائج الدراسة التي حملت عنوان «خريطة المسلمين في العالم» والتي أعدها منتدى «بيو حول الدين والحياة العامة»، وتبين أن الهند، التي تقطنها غالبية هندوسية، تضم مسلمين أكثر من أي دولة إسلامية باستثناء إندونيسيا وباكستان، كما تضم ضعفي عدد المسلمين في مصر التي تعتبر أكبر دولة عربية. كذلك أوضحت الدراسة أن عدد المسلمين في الصين يفوق عددهم في سوريا، وفي ألمانيا مسلمون أكثر من عدد المسلمين في لبنان. ويفوق عدد المسلمين في روسيا عددهم في الأردن وليبيا مجتمعتين. وأشارت الدراسة إلى أن حوالى ثلثي المسلمين موجودون في آسيا، وينتشرون في منطقة تمتد من تركيا غرباً حتى إندونيسيا شرقاً. أما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيوجد مسلم من أصل خمسة مسلمين في العالم. وأظهرت الدراسة أن عدد المسلمين في العالم يبلغ حوالي 1.57 مليار مسلم، ويشكلون نحو 23% من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 6.8 مليار نسمة. وفي المقابل، يبلغ عدد المسيحيين في العالم 2.23 مليار مسيحي، بحسب بيانات الأديان في العالم الصادرة في العام 2005م. وتحدث كبير الباحثين في “منتدى بيو” براين غريم لـ(سي إن إن) معرباً عن دهشته من أعداد المسلمين في العالم. وقال غريم «هذا العدد أكبر مما توقعته سابقاً»، مشيراً إلى أن الأرقام التقديرية السابقة كانت تتراوح بين مليار و1.8 مليار مسلم. من جانبه، قال رضا أصلان الأميركي من أصل إيراني ومؤلف كتاب «لا إله إلا الله» في اتصال هاتفي مع (سي إن إن) «إن التقرير يمكن، بل وينبغي، أن يكون له تأثير على سياسة الولايات المتحدة». وأشار إلى أن سكان الشرق الأوسط لا يشكلون سوى نسبة صغيرة من إجمالي عدد المسلمين في العالم. وأضاف «فيما يتعلق بقضايا تهم العالم الإسلامي، فإن هذه الأرقام تدل على أنه لا يمكن التركيز بصورة ضيقة على منطقة الشرق الأوسط فقط». وأوضح «إذا كان الهدف إيجاد فهم أكبر بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، فيجب أن يسلط تركيزنا على جنوب آسيا وجنوبها الشرقي، وليس على الشرق الأوسط». وكان فريق الدراسة أمضى حوالى ثلاث سنوات في إعدادها وتحليل نتائجها، واعتمدت على بيانات من 232 دولة وإقليم في العالم. وهدفت الدراسة إلى الحصول على أشمل صورة ممكنة عن السكان المسلمين في العالم، معتمدين على بيانات وإحصائيات سكانية والتوقعات المتعلقة بذلك، ليخرج الفريق بما وصفوه «أكبر مشروع من نوعه حتى الآن». وقال المدير المساعد في منتدى (بيو) لان كوبرمان إن «هناك دولاً لم نعتقد أنها إسلامية على الإطلاق، وتبين أنها تتضمن عدداً كبيراً من المسلمين» مثل الهند وروسيا والصين. وأوضح أن خُمس المسلمين يعيشون في دول يشكل المسلمون فيها أقلية. وأشار إلى أنه «فيما يعتقد كثير من الناس أن المسلمين في أوروبا هم في غالبيتهم من المهاجرين، فإن هذا ينطبق فقط على أوروبا الغربية في حين أنهم في مناطق أوروبية أخرى مثل روسيا وألبانيا وكوسوفو فهم من السكان الأصليين»، موضحاً أن «أكثر من نصف المسلمين في أوروبا هم من السكان الأصليين». وتبين في الدراسة أن المسلمين في دول جنوب الصحراء الكبرى يشكلون أقلية، إذ لا تضم تلك المنطقة سوى 240 مليون مسلم، أي حوالى 15% من إجمالي المسلمين في العالم. وكشفت الدراسة أن 9 من كل 10 مسلمين هم من السنّة، في حين أن الباقين هم من المسلمين الشيعة، ويعيش في إيران ثلث الشيعة في العالم، كما أن إيران واحدة من أربع دول يشكل الشيعة غالبية بين السكان، إلى جانب العراق وأذربيجان والبحرين. وأكد المسؤولون عن الدراسة أن هذه الأرقام لا تعكس مدى تدين الناس، وإنما هويتهم الدينية. أما أكبر التجمعات الإسلامية في العالم بحسب الدراسة فجاءت على النحو التالي:

1- إندونيسيا وتضم 202867000 مليون مسلم، يشكلون 88.2% من إجمالي عدد السكان.

2- باكستان، 174082000 مليون مسلم، يشكلون 96.3% من سكانها.

3- الهند، 160945000 مليون مسلم هم 13.4% من السكان.

4- بنغلاديش، 145312000 مليون مسلم ويشكلون 89.6% من السكان.

5- مصر، 78513000 مليون مسلم، يشكلون 94.6% من السكان.

6- نيجيريا، 78056000 مليون مسلم ويشكلون 50.4% من السكان.

7- إيران، 73777000 مليون مسلم ويشكلون 99.4% من السكان.

8- تركيا: 73619000 مليون مسلم، هم 98% من السكان.

9- الجزائر: 34199000 مليون مسلم ويشكلون 98% من السكان.

10- المغرب، 31993000 مليون مسلم، يشكلون 99% من السكان.

الوعي: يبدو واضحاً أن هذا التقرير ملغوم، إذ يريد أصحابه أن يوصلوا فكرة أن مسلمي البلاد العربية «لا يشكلون سوى نسبة صغيرة من إجمالي عدد المسلمين في العالم» وبالتالي فإن المناسب هو عدم «التركيز بصورة ضيقة على منطقة الشرق الأوسط» ونحن إذ نشكف هذه النوايا الخبيثة من وراء هذا التقرير نسجل إيجابيتين له ونوظفهما في مستقبل هذه الأمة وهما:

أولاً: إن التقرير يعترف بشكل رسمي أن عدد المسلمين تجاوز المليار ونصف المليار نسمة.

ثانياً: إن الأمة الإسلامية هي كما قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الكبنيان المرصوص، يجير أدناهم أقصاهم وهم يد على من سواهم، وحربهم واحدة وسلمهم واحدة، وهم كالجسد الواحد… وإن مشروع الخلافة الراشدة هو الذي يجمع هذه الأمة الكريمة، وإنه سيكون للمسلمين في الشرق الأوسط السبق في إقامة هذا الأمر وفي قيادته بإذن الله والخير في كل المسلمين إن شاء الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *