العدد 272 -

العدد 272 – السنة الرابعة والعشرون، رمضان 1430هـ، الموافق أيلول 2009م

الحوثيون والمعارك الداخلية

الحوثيون والمعارك الداخلية

 

– المعركة السادسة مع الحوثيين قد بدأت، وبدأ الإعلام الرسمي في المنطقة يعطيها طابعاً مذهبياً، والحلول الجذرية غير واردة لدى الطرفين، والهدنة قد تصبح أصعب هذه المرة، والأعذار جاهزة، والخطير في المشكلة أن هناك أطماعاً قد تؤدي إلى تفتت اليمن مذهبياً لأول مرة في الجزيرة العربية، وكل الدول المجاورة تتفرج على إعادة تمزيق اليمن إلى ثلاث دول، حيث بدأت في الأسابيع الماضية نغمة يمن شمالي ويمن جنوبي، والآن يمن للحوثيين شمال الشمالي(صعدة).

– الأعداء قادرون على إبقاء كل الدويلات القائمة في العالم الإسلامي مشغولة بنفسها، وغير قادرة على التقاط أنفاسها، وهذا يخدم دولة الاحتلال (الإسرائيلي) ويخدم أميركا وباقي الدول الكبرى الطامعة في المنطقة، ويؤخر توحيد الأمة وتحقيق مشروعها الساعي لدولة توحد المسلمين وتزيل كل يد عابثة في أرواحهم وثرواتهم وأمنهم.

– كل من يفتعل حروباً داخلية يخدم المخطط الذي رسمه الأعداء لتمزيق الأمة، ومنع إعتاقها من ربقة المستعمر القديم والجديد، ويزهق أرواحاً بغير حق مهما أصدر من فتاوى عبثية، فطريق التغيير ليست بإثارة الفتن وإشعال الحرائق المتنقلة والجوالة في طول العالم الإسلامي وعرضه، بل هو حلقة من حلقات الفوضى البناءة التي تتبناها دولة العدوان والاحتلال والقواعد العسكرية والأساطيل المتجولة في مياهنا، أميركا الظالمة، ومهما صدر من قادتها الجدد من كلام معسول فأميركا هي أميركا، ولن تغير جلدها كرمى لعيون بعض المسلمين.

– الحرائق المتنقلة التي تشعلها الدول الكبرى ضمن صراعها على مناطق النفوذ التابعة لها تكاد لا تنتهي، والذي يتغير هو فقط أسماء المناطق الجغرافية، وأسماء الأشخاص الذين ينفذون مخططاتها، وأحياناً يكون منفذ المخطط عروبي، أو قومي، أو عشائري، أو طائفي، أو من الخط الإسلامي الذي يملك من الفتاوى ما يؤهله لخوض عشرات الحروب والفتن الداخلية دون أن يرف له جفن على أرواح أزهقتها بعض الفتاوى الضالة المضلة المأجورة.

– الحرائق تبدأ وتخبو ولا تنتهي، والعديد من الأطراف الدولية تؤجج الصراع لأنه يخدم أهدافاً طويلة، وأخرى قصيرة المدى، ويعاونهم في تنفيذ المخطط زعماء محليون من كل ألوان الطيف السياسي، وتصدح وسائل الإعلام المحلية بالبطولات والانتصارات للأخ على أخيه، وتضج وسائل الإعلام بالاتهامات بالعمالة والخيانة والارتباط بالعدو، وفي بعض الأحيان يكون المعتدي والمعتدى عليه في السلة الأميركية، وكلاهما يتهم الثاني بالعمالة ” للصهيونية والإمبريالية”، وفي أحيان أخرى يكون كل طرف تابع لدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *