العدد 270-271 -

السنة الثالثة والعشرون ـ العددان 270 – 271

يا صفوة الأنصار آن أوانكم

يا صفوة الأنصار آن أوانكم

 

بقلم: عبد الستار حسن


عانِقْ سَمَاءَ العِزِّ  فَوْقَ الأنجُمِ
وَانْهَضْ لِفَجْرِكَ شَامِخَاً مُتَوثِّباً
وَاقْرَأْ كِتابَ الحَقِّ في كَبِدِ السَّما
واسْتَقْبِلِ العِزَّ العَتيدَ بِوَقْفَةٍ
وَاعْلَمْ بِأنَّ اللهَ ناصِرُ دِينِهِ
قُلْ لي بِرَبِّكَ والسَّمَاءُ كَئِيبةٌ
وَالظُّلْمُ أنْشَبَ في القُلوبِ مَخالِبَاً
هَلْ تَصْبِرَنَّ وَشَرْعُنا مُسْتَبْعَدٌ
كَمْ تَصْبِرَنَّ وَجُرْحُ قُدْسِكَ نَازِفٌ
والبُسْنَةُ الشَّمَّاءُ شَوَّهَ وَجْهَهَا
بَغْدادُ يا بَغْدادُ قَدْ تَعِبَ الجَوَى
وَالكَوْنُ أطْلَقَ صَرْخَةً في لَيْلِهِ
شَقِيَ الزَّمَانُ وَفِيكَ مَحْضُ خَلاصِهِ
كلُّ الوُجُودِ مُعَذَّبٌ في غَمْرَةٍ
عَنْ نُصْرَةِ المظلومِ قَدْ قَعَدَ الوَرَى
ماذا تَقُولُ إذا لَقِيتَ مُحَمَّداً
وإذا سُئِلْتَ عَنِ الوَلاءِ وَأهْلِهِ
وإذا وَصَلْتَ إلى الصِّراطِ وَخَطْفِهِ
وإذا مَثَلْتَ أمامَ مَنْ خَلَقَ الوَرى
وَدِّعْ سُبَاتَكَ وَاسْتَبِقْ غَيْظَ اللَّظَى
قَدْ أيْنَعَ الزَّرْعُ البَهيجُ بأُمَّةٍ
شارِكْ بِنَصْرِكَ وَالوُجُودُ تَرَقُّبٌ
فَالنَّصْرُ قَبْلَ الفَتْحِ أعْظَمُ مَوْثِقاً
يا صَفْوَةَ الأنْصَارِ آنَ أوانُكُمْ
هَلْ تَرْقُبُونَ الوَحْيَ يَنْزِلُ بُكْرَةً
فَتَرَبَّصُوا رَيْبَ الْمَنُونِ بِظالِمٍ
يا مَعْشَرَ الأنْصَارِ أقْبَلَ جَدُّكُمْ
إنْ تَفْعَلُوا فَلَقَدْ بَرِئْتُ لِخَالِقِي
هذا أمِيرُ الرَّكْبِ أطْلَقَ أمْرَهُ
دُكِّي العُرُوشَ وَزلْزِلي أرْكانَها
حَيِّيْ عَطَاءَ ابْنَ الخَليلِ وَحَمْلَهُ
صَبْرَاً أبَا ياسينَ حَانَ قِطافُها
هذا أميرُ المؤمنينَ بِعِزِّهِ
عَنْ غَيْمَةٍ عَبرَتْ فَعَادَ خَراجُهَا
حَيِّ الرِّجَالَ فَقَدْ عَلَتْ نَبَضَاتُها
أمِطِ اللِّثَامَ فَقَدْ عَزَمْنَا بَيْعَةً
أو خُضْ بِحَارَ الكَوْنِ في ألَقِ الضُّحَى
قُلْ يا أُبَاما لَنْ يَطُولَ مَقَامُكُمْ
عَفْواً أميرَ المؤمنينَ لِذِكْرِنا
يا مَارداً مَسَحَ الظَّلامَ بِكَفِّهِ
هَيِّئْ يَمِينَكَ كَيْ نَفُوزَ بِبَيْعَةٍ
اُمْدُدْ يَمِينَكَ فالمقامُ خِلافَةٌ
يا دَوْلَةً سَعِدَ الأنَامُ بِظِلِّها
يا أيُّها الفَجْرُ المُكَلَّلُ بِالسَّنا
قُلْ لِلزَّمَانِ لَقَدْ لَبِسْنَا عِزَّنا
طابَ العِنَاقُ وَطابَ مِنْ مُتَقَلَّبٍ
اللهُ أكبرُ كَمْ نَعِزُّ بِدِينِنَا
الله أكبرُ ذِي الجِبالُ تُزِيلُها

 

وَاصْدَعْ بِأمْرِ الواحِدِ المُتَحَكِّمِ
نحوَ الصُّعُودِ بِِهِمَّةٍ لا تَسْأمِ
جَهْراً حَمَاكَ اللهُ يا ابْنَ الأرْقَمِ
يَجْثُو الزَّمَانُ لِمَجْدِها المُتَكَلِّمِ
فَلَئِنْ خَذَلْتَ الدِّينَ لَسْتَ بِغانم
وَالكَوْنُ أُغْرِقَ بالدُّمُوعِ وَبِالدَّمِ
وَالحَقُّ أشْرَقَ بَعْدَ طُولِ تَوَهُّمِ
وَالفَجْرُ أبْطَأ بِالرِّجالِ القُوَّمِ
هَلَّا اسْتَجَبْتَ لِصَوتِهِ الْمُتَظَلِّمِ
عِلْجٌ تَطاوَلَ لِلْبَهائِمِ يَنْتَمِي
والثَّأرُ أحْرَقَ والطُّغَاةُ تَحَلُّمِي
يا مَنْ عَرَفْتَ الحَقَّ شَمِّرْ وَالْزَمِ
وَشَكا الأنَامُ حَضَارَةً لم تَرْحَمِ
في سَكْرَةٍ يَجْتَرُّ حُزْنَ المَأْتَمِ
هَلْ تَقْعُدَنَّ بِثَأرِكَ المُتَراكِمِ
يَوْمَ الحِسَابِ بِهَولِهِ المُتَعَاظِمِ
وَعَنِ البَراءِ وَعَنْ نَعِيمِ المُنْعِمِ
لِلْمُسْرِفِينَ وللعُصَاةِ النُّوَّمِ
فَرْداً وَقَفْتَ بِمَنْ تَلُوذُ وتَحْتَمِي
لَنْ يُرجِعَ الظُّلاَّمُ عَهْدَ القُمْقُمِ
تَخْتَالُ عِزَّاً في الشَّهادَةِ وَالدَّمِ
قَبْلَ الصَّباحِ فَلاتَ ساعَةَ مَنْدَمِ
والفَضْلُ لِلْهَمَّامِ والمُتَسَنِّمِ
فَالْمَجْدُ آبَ وَما السُّكُوتُ بِأَسْلَمِ
أمْ تَرْتَقُونَ إلى السَّماءِ بِسُلَّمِ
حَتَّى يَمُوتَ فَنَكْتَوِي مِنْ أظْلَمِ
لا تَخْذُلوهُ بِرَغْمِ كُلِّ مُسَاوِمِ
هذا البَلاغُ فَمَنْ يَرُدُّ مَزاعِمِي

نِعْمَ الأميرُ فَيا جُيُوشُ تَقَدَّمِي
وَاسْتأصِلي حُكْمَ الطَّوَاغِيتِ العَمِي
لِلْمِشْعَلِ الوضَّاءِ مِثْلَ الضَّيْغَمِ
جَمَعَ المَخَاضُ تَأمُّلاً بِتَألُّمِ
عادَ الرَّشيدُ فَيا سَمَاءُ تَكَلَّمِي

يَحْكِي اخْتِصَارَ العِزِّ دُونَ تَلَعْثُمِ
تَبْغِي الوِصَالَ بِنُورِكَ المُتَلَثِّمِ

وَارْقَ السَّماءَ فَشِبْلُنا كالهَيْثَمِ
حتَّى نَخُوضَ بِمَوْجِهِا المتلاطِمِ
حَزِّمْ مَتَاعَكَ للرَّحيلِ القَادِمِ
مَنْ قَدْ سَمِعْتَ فَلا إخَالُكَ لائِمِي
وَسَقَى الغَمَامَةَ كَيْ تجودَ بأنْعُمِ
تََهَبُ السَّلامَ بعَدْلِها المُتَقَدِّمِ
تَمْحُو الظَّلامَ بِنُورِها المُتَوَسَّمِ
نَهْجُ الرَّسُولِ إمَامُها فَلْتَسْلَمِي
حانَ اللِّقَاءُ وَطابَ جَنْيُ الموْسِمِ
ثَوْبَ الجهادِ فَلَنْ نَدِينَ لِغاشِمِ
بَيْنَ السَّنا وَالعِزِّ أشْرَقَ مَبْسَمِي
الله أكبرُ يا سَمَاءُ تَرَنَّمِي
الله أكبرُ دَوِّهَا مِلْءَ الفَمِ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *