العدد 276 -

العدد 276 – السنة الرابعة والعشرون، محرم 1431هـ، الموافق كانون الثاني 2010م

رياض الجنة: أنت ومالك لأبيك

رياض الجنة:

أنت ومالك لأبيك

 

– روى جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) فقال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله، إن أبي أخذ مالي. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للرجل: «فائتني بأبيك». فنـزل جبريل عليه السلام على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك إذا جاءك الشيخ فاسأله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه؛ فلما جاء الشيخ قال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما بال ابنك يشكوك، أتريد أن تأخذ ماله؟» فقال: سله يا رسول الله، هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إيه، دعنا من هذا، أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك» فقا الشيخ، واللهِ يا رسول الله، مازال الله عزل وجل يزيدنا بك يقيناً، لقد قلت في نفسي شيئاً ما سمعته أذناي. قال: «قل وأنا أسمع» قال: قلت:

غدوتُكَ مولوداً ومِنْتُكَ يافعاً
إذا ليلةٌ ضافَتْكَ بالسَّقْم لم أَبِتْ
كأني أنا المطروقُ دونكَ بالذي
تخاف الردى نفسي عليك وإنها
فلما بلغتَ السنَّ والغايةَ التي
جعلت جزائي غلظةً وفظاظةً
فليتك إذ لم ترعَ حقَّ أبوّتي
فأوليتني حقّ الجوار ولم تكن

تعلُّ بما أجني عليك وتَنْهَلُ
لِسَقْمِكَ إلاّ ساهراً أتملمَلُ
طُرقتَ به دوني فعيني تُهَمِّلُ
لتعلمُ أنّ الموتَ وقتٌ مؤجَّلُ
إليها مدى ما كنتُ فيك أؤمِّلُ
كأنك أنت المنعمُ المتفضِّلُ
فعلت كما الجار المصاحب يفعَلُ
عليَّ بمالٍ دون مالكَ تبخَلُ

قال: فحينئذٍ أخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتلابيب ابنه وقال: «أنت ومالك لأبيك».

– روى ابن ماجه في سننه عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي مالاً وولداً، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي. فقال: «أنت ومالك لأبيك» وصحح هذا الحديث جماعة من الأئمة كابن القطان وابن الملقن والبوصيري والألباني رحمهم الله. أما قصة هذا الحديث فنقلت عن القرطبي، رحمه الله، في تفسيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *