العدد 89 -

السنة الثامنة ربيع الثاني 1415هـ, أيلول 1994م

إلى رحاب الله

أيمن القادري

عجَباً… أعيدي القول، هيّا ردّدي،
.

 

أذنايَ لم تَعِيا الكلامَ فجدّدي
.

هل قلتِ: «مسلمةٌ»؟ قد ارتعشَتْ لها
.

 

منّي الضلوعُ بحقٍّ ربِّ محمّدِ
.

هل أنت مسلمةٌ؟ أجيبي… إنّني
.

 

في حيرةٍ حَلَّتْ كَلَيْلٍ أسودِ
.

* * *

قد ثارَ شَعْرُكِ ضِدَّ شِرعةِ أحمدٍ
.

 

وعلا البروجَ فلا تَهُوني… شيّدي
.

غَدَتِ الحضارةُ أن تُشَادَ رُؤُوسُنا
.

 

فلترفعي صرحَ «الجنونِ» الأمجدِ!
.

الموتُ لا يخشى البروجَ مَشِيدةً
.

 

خافي من اللهِ الذي بالمَرْصَدِ
.

* * *

أضواءُ (باريسَ) استَبَتْ نورَ الهدى
.

 

من مقلتَيْكِ بكِحْلِها… فتزوَّدي
.

قالوا: «سلاحُكِ نظرةٌ قَتَّالَةٌ
.

 

فَسُحِرْتِ بالتعبيرِ دون تردّدِ
.

وغدوتِ (قاتلةً) فطيبي واهنأي:
.

 

النارُ مثوى القاتلِ المتعمِّدِ
.

* * *

سيما السجودِ على جبينِك غائبٌ
.

 

ويلاهُ!! هل أغفلتِ دربَ المسجدِ؟
.

لِمَ لَمْ تجيبي؟ هل تركتِ صلاتَنا؟
.

 

لا… لا تجيبي، فالإجابةُ في يدي
.

حوَّلتِ قِبلتَك القديمةَ عندما
.

 

يمّمتِ وجهَكِ نحو غربٍ معتدي.
.

* * *

تلك القلادةُ فوق نَحْرِك زُوِّدَتْ
.

 

رسمَ المغنّي… يا لهُ من مشهدِ!
.

ألِذا رميتِ كتابَ ربِّك جانباً
.

 

وأخذتِ تشريعَ الفتى المُتَعَرْبدِ؟
.

لم تختُمي من وَحْيِ ربِّك آيةً
.

 

وختمتِ أشرطةَ الغناء المُفْسِدِ
.

فحفظتِ منه كلَّ ما أفهمْتِه
.

 

وتشوَّقَتْ أذناكِ للمستورَدِ
.

أصغيتِ للشيطانِ (يُخلِصُ) نُصْحَهُ:
.

 

«هذا كتابي، فاقرأي وتعبّدي»!
.

وغداً، سيُسأل – كلُّنا في قبره –
.

 

«ماذا كتابكَ؟ فاقرأي وتعبّدي»!
.

* * *

أختاه… إنَّ الخيرَ في إسلامِنا
.

 

هو نورُ ماضينا ونورٌ للغدِ
.

لا تُخْدَعي بحضارةٍ ممزوجةٍ
.

 

بالخمر والفحشاءِ يَعْدَ المَوْعِدِ
.

طالَ الرُقادُ، وآن أن تستيقظي
.

 

وتغادِرِي الظُلُمات نَحْوَ الفَرْقدِ
.

فحضارةُ القرآن جَنَّةُ عابدٍ
.

 

في الدينِ والدُنيا، فلا تتردّدي
.

ثوري على الأصنام، لا تَثقي بها
.

 

وتقدَّمي نحو العَفافِ ورَدِّدي:
.

«أنا في رحابِ الله… مُسْلِمَةٌ أنا
.

 

قد عُدْتُ للرحمنِ، يا دُنْيا اشْهدي»
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *