العدد 198 -

السنة السابعة عشرة – رجب 1424هـ – أيلول 2003م

رسالة إلى شباب حزب التحرير المسجونين في سجون طاغية أوزبكستان

رسالة إلى شباب حزب التحرير المسجونين في سجون

طاغية أوزبكستان

في هذه الفترة العصيبة التي تمرّ بها الدعوة الإسلامية والدعاة، وفي ظلّ الهجمة الشرسة من أميركا ودول الغرب وكل من هو عميل لها من حكام المسلمين، على الإسلام، يتقدم حزب التحرير في ساحة الدعوة بخطاً واثقة وسريعة، نسأل اللَّه أن تكون من تباشير النصر منه سبحانه. وقد كان لثقة أعضاء الحزب بما تبنوه من أفكار وأحكام وطريقة سير، ولثقتهم بنصر اللَّه، أثره في وقوفهم، قيادةً ومسؤولين وأعضاء، مواقف الصدق في مواجهة أعداء اللَّه. ولا تقلّ مواقف المسجونين شجاعةً وجرأةً وصلابةً وثباتاً عن تلك التي يقفها الذين في الخارج إن لم تكن تزيد.

إن حزب التحرير لا يتطلّع إلا إلى رضى اللَّه وحده، وتأييده وحده، ونصره وحده، في إقامة الخلافة الراشدة التي بشّر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها تكون على منهاج النبوة، وفي هذا الزمان إن شاء اللَّه، ويسأل اللَّه أن يكون ذلك على يده، لينزاح عن هذه الأمة، وعن حملة الدعوة بكل فئاتهم، كابوس الطواغيت حكاماً وأحكاماً.

وهذه رسالة من مسؤول حزب التحرير في أوزبكستان إلى المعتقلين من أعضائه في زنازن طاغية أوزبكستان كريموف وزبانيته المجرمين، أهل سقر، إن شاء اللَّه. يبشّرهم بانتشار الدعوة في طاجيكستان وقيرغيزيا وكازاخستان، ورسوخها في أوزبكستان حتى صارت سمعة طاغيتها اليهودي هابطة ويعدهم بإنزال كتابٍ من أجزاء يكون شاهداً على إجرام هذا الطاغية وشاهداً على تضحياتهم ووثيقةً أمام الخليفة القادم إن شاء اللَّه.

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته

إخواني الأعزاء

مرّت فترةٌ ولم نراسلكم، بل كانت وسيلة الاتصال الوحيدة عبر عائلاتكم، ولم يكن ذلك لنقصٍ في الاعتبار ولا عدم مبالاة حول مصيركم، بل على العكس. إنكم تذكروننا بأصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رضي اللَّه عنهم أجمعين، ونسأل اللَّه أن تكونوا أنتم أحباب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذين أخبرنا عنهم. إن إخوتنا في الدعوة الذين تمّت تنشئتهم عن طريقكم، هم جنود للَّه، منشغلون بهمّ الدعوة، ويعترفون لكم بأنكم أنتم أساتذتهم الذين أسستموهم على المبدأ الصحيح والفكر الصائب. وكيفية الصبر والثبات في الصراع؛ لذلك فإننا نتعلّم منكم الأمثولات. إن ثباتكم الذي لا مثيل له هو مصدر إلهامٍ لنا، وسوف لا ندّخر سبيلاً للعمل على تحريركم.

إخواننا الأجلاء.

إن الظروف التي أُخضعتم لها معلومةٌ تماماً من مسؤولينا. وهم يشعرون بما تعانون. لقد أدخلنا إليكم رسالتين: الأولى من أميرنا المحبوب السابق الشيخ عبد القديم زلّوم (رحمه اللَّه). والثانية من الأمير المحبوب الحالي عطا أبو الرشتة. إن المسؤولين يبذلون كل جهدٍ لتحريركم من سجون الطاغوت اليهودي. لقد أرسل الأمير رسالةً يدعو فيها المسلمين، وخاصةً أعضاء حزب التحرير كي يقنتوا على الطاغية اليهودي وزبانيته المجرمين، من الأول حتى الثلاثين من شهر ربيع الأول عام 1424هـ. ولقد تمّ الاتصال بمنظمات حقوق الإنسان العالمية، ويقوم الآلاف من إخواننا منذ شهرٍ بتنظيم مسيراتٍ في لندن ضد الظلم الذي يصيبكم مطالبين بالإفراج عنكم، وأُقيم مؤتمرٌ في لندن ليومٍ واحدٍ في 12 تموز لنفس الموضوع. لقد أكد أميرنا الجليل في رسالته الأخيرة لكم أن قضية تحريركم سوف تكون من أولوياته.

إخواننا الأحباء

أودّ أن أطلعكم باختصارٍ عما يقوم به الحزب حالياً. إن الحزب ينمو عالمياً وبسرعة. إنه يعمل بحماسةٍ متزايدة وحيوية. إن عدد المنظمات والأحزاب والسياسيين ورجال الدولة الذين يؤيدون الحزب يتزايد حول العالم مع صباح كل يوم، وإن الأفكار التي يرفعها الحزب تصير هي الأفكار الرئيسية للأمة، وإن بذور الخير التي زرعت في العالم من قبل أميرنا المحبوب الشيخ تقيّ الدين النبهاني قد أثمرت وأصبحت جاهزةً للحصاد، مما سيجلب السعادة للعالم أجمع بما فيه وسط آسيا، وإن عمل الحزب هو في نموٍ متزايد. وكما تعلمون إن إخوانكم في طاجيكستان وقيرغيزستان قد أصدروا منشوراتهم الخاصة، ووزعوها بشكلٍ واسع، وانضموا بذلك إلى الصراع من أجل اقتلاع الكفار المستعمرين وحكامهم الخدمة. ولو أنكم رأيتم الحماس لدى الشاب الفتيّ من كازاخستان لأدركتم أن ثروات هذه الأمة العظيمة بلا حدود. وسوف تترسخ أقدام الحزب أكثر وأكثر إن شاء اللَّه. أما بخصوص الوضع في أوزبكستان حالياً، فإن اليهودي المجرم وعصابته في سمعةٍ هابطة، والناس يلعنونهم علناً ويقولون عنه إنه يهودي وعدو للمسلمين.

إخواني الأعزاء

إن اللَّه سبحانه لن يضيع أجوركم على جهودكم في سبيله وتضحياتكم بحياتكم الغالية في هذه الدنيا. وإذا قلت إن المجتمع الأوزبكي بيت، فإن الحزب هو أشدّ أبوابه، وإن رجال الحزب هم حراسه، ومن أراد أن يدخل فعليه أن يدخل عبر تلك البوابات، والاستماع إلى رجال الحزب. وحينها فقط يرد عليه بالتحية، وإلا سيرفض ويكون ملعوناً، وهذا ما يجعل اليهودي كريموف، عليه لعنة اللّه، المدعوم من أميركا وروسيا وإسرائيل يشتاط غضباً، ويتصرف كوحشٍ مفترسٍ معكم.

إخواننا الأعزاء

بعد أن نقحنا الرسائل التي وصلتنا منكم، فإننا نجهز لطباعة كتابٍ مؤلف من عدة أجزاء، ونرجو أن تتمّ طباعة الجزء الأول منه في الأيام القليلة المقبلة، وتوزيعه في منطقتنا والعالم. إن هدفنا هو كشف كل الجرائم التي يرتكبها الطاغوت اليهودي وبطانته الغاشمة. ومن أجل ان تقدم وثيقة ضدهم أمام الخليفة الذي سيعود بوعد الّله، وللكتابة في صفحات التاريخ الذهبية، وكمثال للأجيال المقبلة عن تضحياتكم وعزمكم الذي لا مثيل له في سبيل اللَّه.

سلامي لكم، سائلاً اللَّه أن يجلب لنا قريباً خليفةً يحطّم سجون هذا اليهودي، ويقرّ أعينكم بالتحرير، ويملأ قلوبكم بالسعادة. أدعكم، إخوتي، في الخارج وأنا، في رعاية اللَّه، فإنه وحده حقاً نِعم النصير. والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته .

20 جمادى الأول 1424هـ

                                                                     أخوكم

                                                             أوزبكستان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *