العدد 197 -

السنة السابعة عشرة – جمادى الثانية 1424هـ – آب 2003م

عمامات علمانية!!

عمامات علمانية!!

 l       كثرت تصريحات بعض المعمَّمين في العراق، ومما يثير الدهشة والاستغراب والضيق الشديد، صدور كلام عن بعضهم في المؤتمرات الأميركية، وفي وسائل الاعلام الأميركية يطالب بتطبيق العلمانية في العراق، وهم يعرفون أن العلمانية، أو فصل الدين عن الدولة، أو فصل الدين عن السياسة تعني حكم الجاهلية، قال تعالى: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) [المائدة]  وتعني أيضاً التحاكم إلى الطاغوت، قال تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) [النساء/4]  وتعني التنكر للدين بذريعة أنه لا يصلح. وهذا الأمر إذا كان عقيدة يعتنقها البعض فإن هذا يعني أنه يكفر بما أنزل اللَّه، وإن كان يقولها عن ضعف أو تملّق أو لدنيا يصيبها فهي إثم عظيم.

 l       معمّم ثانٍ قال للصحف الناطقة بالعربية: «نقاوم سلماً ولا نقرّ العمليات ضد الأميركيين». هذا المعمم، بهذه النفسية، وبهذه العقلية، يمكن استنتاج ردود أفعاله. فلو قام اليهود أو الروس بغزو العراق لتعامل معهم، ورحب بهم، لأن عقليته تستمرئ الاحتلال، والاستعمار، والتبعية، والعمالة، وإلا لما تفوّه بما تفوّه به. فكل شعوب الدنيا تمقت الاحتلال وتقاومه، فكيف بالمسلم الذي يأمره دينه بفرض الجهاد للمحتلين، فضلاً عن أن يكون معمماً!!

 l       معمّم ثالث قال على الهواء مباشرة، وفي إحدى الفضائيات: «إن صدام هو وريث الديكتاتورية الإسلامية والعربية منذ 1400 سنة» وكرّر هذه العبارة أكثر من مرة، ثم كان أكثر وضوحاً حينما قال: «ديكتاتورية الأمويين». لقد قام هذا المعمّم بنبش الماضي، وأفصح عن مكنوناته بشماتة فاقعة لا تليق بالمؤمن، بل ليست من صفات المؤمنين، وإثارة النعرات على الأثير، والعصبية الممقوتة التي تدل على أن مثيرها لا يتحلى بصفات المؤمنين.

 l       أمثال هؤلاء المعمّمين يذكروننا بقول اللَّه عز وجل في علماء يهود وفي من هو على طريقتهم: (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين) [الجمعة] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *