العدد 197 -

السنة السابعة عشرة – جمادى الثانية 1424هـ – آب 2003م

حـزب التحـرير: تهديد ظاهر للمصالح الأميركـيـة في آسيا الوسـطى

حـزب التحـرير:

تهديد ظاهر للمصالح الأميركـيـة في آسيا الوسـطى

لقد أثار انتشار حزب التحرير الواسع في آسيا الوسطى، وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، في الآونة الأخيرة، العديد من الباحثين والمفكرين في العالم لأن يفتحوا أعينهم على هذا الحزب ويحذروا من خطورته على أميركا وحضارتها. ومن هؤلاء اليهودي آرييل كوهين وهو باحث في الدراسات الروسية والروسية – الأوروبية في معهد كاترين وشيلبي كولوم دايفيس للدراسات الدولية في مؤسسة هارميتاج. وقد قدّم تقريراً ألقاه في مؤتمر عقد في استانبول يحرّض فيه أميركا والأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين لأن يعوا الخطر الكبير الذي يشكّله حزب التحرير ويدعوهم إلى القضاء عليه. وهذه مقتطفات من هذا التقرير الذي ينضح بالحقد والكراهية لحزب التحرير وللمسلمين وللإسلام.

ــــــــــــــــ

إن حزب التحرير الإسلامي هو خطر متصاعد على المصالح الأميركية في وسط وجنوب آسيا والشرق الأوسط إنه منظمة سياسية، إسلامية، أصولية، سرية. إن هدفه المعلن هو الجهاد ضد أميركا، وقلب الأنظمة السياسية الحالية واستبدالها بخلافة، وهي ديكتاتورية ثيوقراطية (إلهية). إن المثل للحزب هو الخلافة الراشدة دولة إسلامية عسكرية وجدت في القرنين السابع والثامن تحت حكم محمد وخلفائه الأربعة الأوائل، المعروفين بالخلفاء الراشدين…

إن لدى الولايات المتحدة مصالح أمن قومي مهمة ومهددة في آسيا الوسطى… ومن أجل منع حزب التحرير من زعزعة آسيا الوسطى ومناطق أخرى فإن على أميركا أن تشجّع حكومات وسط آسيا على اتباع إصلاحات.. وتقلّل من العزلة التي يتغذى عليها حزب التحرير والحركات الأصولية الإسلامية.. وأن تشجّع الديمقراطية والمشاركة الشعبية، وتلغي مصداقية الحركات الإسلامية الأصولية، وتدعم الاعتدال والتعددية الدينية والسياسية…

إن حزب التحرير الإسلامي هو تهديد متصاعد للمصالح الأميركية والبلدان التي يعمل فيها. إن لديه 5000 إلى 10000 عضو متشدّد والعديد من الداعمين في وسط آسيا مثل أوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، ويعمل على توسيع أعماله إلى كازاخستان الغنية بالنفط. وعن طريق نشر مواقف عنيفة ضد الأميركيين، وبمحاولته قلب الأنظمة الحالية… فإن الحزب يشكل تهديداً لمصالح أميركا في آسيا الوسطى وغيرها من مناطق العالم الإسلامي حيث توجد الأنظمة المعتدلة…

إن الخليفة – كما يعتقد النبهاني هو بديل عن محمد كقائد سياسي وديني، ويقوم الخليفة بتعيين أمير أو قائد عسكري، يقوم بإعلان الجهاد وشنّ الحرب ضد الكافرين، بما في ذلك أميركا… لقد كتب النبهاني مشروعاً للدستور لتلك الخلافة المستقبلية، إنه ليس دستور دولة ديمقراطية… إن الحزب يرفض بكل وضوح الديمقراطية… ولكن بعض المراقبين في المنطقة قد نادوا بإدماج الحزب في التركيبة السياسية الحالية، إنهم يتجاهلون الأمر الواضح إن هدف حزب التحرير هو تدمير جهاز الدولة الحالي، وليس أن يصبح لاعباً فيه.

إن منطلق وأعمال الحزب تتناسب مع «العولمة الإسلامية»… وإن عقيدته تشكل تحدياً مباشراً للمثال الغربي للعولمة العلمانية…

إن من مزايا الحزب الرئيسية هي رفضه للأنظمة السياسية الحالية، ونموه السريع، ونظرته المستقبلية.. وعداء للأميركية… ادعى الحزب أن أميركا قد أعلنت الحرب ضد الأمة الإسلامية تحت ذريعة محاربة الإرهاب.. وادعى أن ليس لدى أميركا القيم العليا التي تخولها لتقول لكم ماذا تدعمون؟ ومن تحاربون؟… لقد خاطب الحزب المسلمين بأنه لا يجوز لهم إعطاء أميركا ما تحاول أن تفرضه عليهم ولا أن يتبعوا أوامرها، أو أن يقدموا أية مساعدة لها.. كما أنه لا يسمح بإعطاء قواعد عسكرية للأميركيين ولا تنسيق النشاطات العسكرية معهم ولا الدخول في حلف معهم، ولا الإخلاص والولاء لهم لأنهم أعداء الإسلام والمسلمين. وكذلك ادعى الحزب أن الحرب التي قامت بها أميركا وبريطانيا وحلفاؤهم من الدول الكافرة على أفغانستان هي حرب صليبية… وكذلك ادعى الحزب أن الحرب على العراق قد بيّنت أن أميركا وحلفاءها يسعون فقط لاستعمار ونهب ثروات العالم الإسلامي وليس جلب العدالة والأمن…

يسعى الحزب للتغلغل في بنية الدولة وتحويل المسؤولين الحكوميين والضباط العسكريين إلى عقيدته.

إن على أميركا وحلفائها في الحرب على الإرهاب أن يلحظوا أن حزب التحرير هو تهديد متنامٍ في آسيا الوسطى. وعليهم، بالتحديد، أن يطوروا استراتيجية شاملة للتصدي لتأثير الحزب. وبناء عليه على أميركا أن:

–  توسع جمع المعلومات الاستخباراتية حول حزب التحرير في أوروبا، وآسيا الوسطى وباكستان وأندونيسيا والأهم المعلومات حول الدعم والتمويل. إن على المؤسسة الاستخباراتية الأميركية أن تعمل مع جهاز الـ MI5 والـ MI6 البريطانيين ومع الاستخبارات الروسية وباكستان وأندونيسيا.

–  تعديل المساعدة الأمنية إلى آسيا الوسطى بناء على الإصلاح الاقتصادي… وهذا يقلل من قدرة الحزب على استخدام الهبوط الاقتصادي كمحرك للكسب.

–  أن تشجع الديمقراطية والمشاركة الشعبية… فالنقص في حرية التعبير قد تكون تدفع آلاف المتطوعين للانضمام إلى الحزب.

إزالة مصداقية الأصوليين وتشجيع المعتدلين… وتوقف أنظمة آسيا الوسطى العلمانية عن اضطهاد الأقليات المسيحية التبشيرية والبوذيين، بل يجب أن يشجع كل هؤلاء ويدعموا.

الخلاصة:

إن حزب التحرير يشكل تهديداً متوسطاً إلى بعيد المدى للاستقرار الجيو – بوليتيكي والأنظمة العلمانية في آسيا الوسطى… إن حزب التحرير متطرف في معاداته للأميركيين، إنه يسعى إلى قلب وتدمير الأنظمة الحالية، وإقامة خلافة قائمة على الشريعة.

إن سيطرة الحزب على أية دولة في آسيا الوسطى يمكن أن يؤمن للحركة الأصولية الإسلامية… الوصول إلى خبرات وتكنولوجيا لتصنيع أسلحة دمار شامل. يجب على أميركا وحلفائها أن تقوم بكل شيء ممكن لتفادي هكذا نتيجة .  [انتهى]

«الوعي»:  هكذا هم اليهود دائماً، فقد كانوا منذ فجر الدعوة الإسلامية مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا يزالون أصحاب وقيعة ودسيسة. ويصدق فيهم قوله تعالى: (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون) [آل عمران] أما النصر وظهور الدعوة وإقامة الخلافة على منهاج النبوة… فهذا وعد من اللّّه، متحقق إن شاء اللَّه، قال تعالى: (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) [يوسف] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *