العدد 194 -

السنة السابعة عشرة – ربيع الأول 1424هـ – أيار 2003م

دروس وعبر من العدوان

دروس وعبر من العدوان

         ظهر لكل من يتابع الزلزال الذي حصل في العراق وما جاور العراق أن هناك جديداً في التعاطي مع العالم وقضاياه من قبل أميركا وذلك مثل:

         1 –  عدم احترام عملائها الذين أخلصوا لها لعشرات من السنين، بل أذلتهم وطلبت منهم العمل معها علناً دون تستر ودون استحياء، وكأن لسان حالها يقول لهم: ها أنذا قد جئت بنفسي للمنطقة فلا حاجة لي إليكم، اذهبوا إلى الجحيم.

         2 –  عدم الاكتراث بالاحتجاجات والمظاهرات ولو بلغت مليارات البشر وليس ملايين منهم.

         3 –  عدم الاكتراث بمجلس الأمن، والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، وروسيا، والصين وباقي الدول الكبرى، بل تحقّرهم أحياناً.

         4 –  محاولة طمس عقدة فيتنام التي كبّلت حكام أميركا لفترة من الزمن، ومحاولة محو صورة الجندي الأميركي الخائف الذي لا يحارب إلا من الجو، فها هو في العراق يحارب على الأرض أيضاً كما صوّره الإعلام الغربي والعربي، وساعدت خيانات الداخل في تثبيت هذه الصورة لدى الرأي العام.

         5 –  لقد استعملت أميركا كل سلاح لكسب المعركة، فإضافةً إلى سلاح الحشد العسكري الذي سبق المعركة بشهور، سلاح المنشورات التي تجاوزت عشرين مليوناً ألقيت من الطائرات، إلى سلاح الإعلام، إلى الحرب النفسية، إلى شراء الزعماء، إلى شراء القبائل وضباط الحرس الجمهوري، إلى المعارضة (الطابور الخامس الداخلي)، إلى سلاح الكذب والدجل والاحتيال والتزوير، حتى الاسم الذي اختارته للمعركة «حرية العراق»، والصدمة والترويع، والقنابل العنقودية والقنابل التي أسمتها ذكية، والأقمار الاصطناعية، والطائرات التجسسية دون طيار، وحاملات الطائرات والغواصات، وطائرة الشبح، وبي 52، كل ذلك الحشد والقوة، وهي تعلم أنها تهاجم جيشاً مفككاً لا عقيدة عسكرية له، ولا ولاء له، ولا يملك سوى الدبابات القديمة وقاذفات (الآر بي جي)، أما طائراته على قلتها فهي شبه معطلة بعد حصار دام 12 سنة وحجب قطع الغيار عنها، وحتى لو طارت تسقط فوراً بسبب السيطرة الجوية الأميركية.

         6 –  إن المراهنة على ما يسمى «الشارع العربي» هي هراء في هراء، وتخدير لهذه الأمة التي ملّت من أساليب الخداع عبر عشرات السنين، وما على الأمة سوى الاتكال على الله والعمل بأوامره التي تدعو لإزالة الظلم من جذوره وطرد الظّلَمة واللصوص الذين يسلمونها لأعدائها.

         7 –  إن آخر ورقة كانت تستر القادة والزعماء سقطت حتى عند أنصارهم وأزلامهم، لكنها ساقطة منذ ستين عاماً عند الواعين المخلصين من أبناء الأمة. وانقلب السحر على الساحر.

         8 –  إن رائحة الخيانة والصفقة باتت تزكم الأنوف ولعل الأيام القادمة تكشف المزيد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *