العدد 194 -

السنة السابعة عشرة – ربيع الأول 1424هـ – أيار 2003م

رياض الجنة: البيعـة على الجـهـاد

رياض الجنة:

البيعـة على الجـهـاد

 

         –  أخرج الشيخان عن مجاشع بن مسعود (رضي الله عنه) قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأخي، فقلت: بايعنا على الهجرة، فقال: «مضت الهجرة لأهلها» فقلت: علام تبايعنا؟ قال: «على الإسلام والجهاد».

         –  أخرج الحسن بن سفيان، والطبراني في الأوسط، وأبونُعيم، والحاكم، والبيهقي، وابن عساكر، عن بشير بن الخصاصية (رضي الله عنه) قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبايعه، فقلت: علام تبايعني يا رسول الله؟ فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال: «تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وتصلي الصلوات الخمس لوقتها، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتجاهد في سبيل الله». قلت يا رسول الله كُلاًّ نطيق إلا اثنتين فلا أطيقهما: الزكاة، واللّهِ ما لي إلا عشر ذَوْد(1) هن رِسْل(2) أهلي وحَمولتهن(3). وأما الجهاد فإني رجل جبان، ويزعمون أنه من ولّى فقد باء بغضب من الله، وأخاف إن حضر القتال أن أخشع(4) بنفسي، فأفرَّ فأبوء بغضب من الله. فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها، ثم قال: «يا بشير، لا صدقة ولا جهاد!! فبمَ إذن تدخل الجنة؟!» قلت: يا رسول الله، ابسط يدك أبايعك، فبسط يده، فبايعته عليهنّ كلهنّ.

         –  أخرج البخاري عن سَلَمة رضي الله عنه قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ثم عدلت إلى ظل الشجرة. فلما خفّ الناس. قال: «يا ابن الأكوع ألا تبايع؟» قال: قلت: قد بايعت يا رسول الله. قال: «أيضاً» فبايعته الثانية، فقلت له: يا أبا مسلم: على أي شيء كنتم تبايعون يومئذٍ؟ قال: على الموت.

         –  أخرج البخاري عن أنس (رضي الله عنه) قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فإذا المهاجـرون والأنصـار يحـفـرون في غـداةٍ باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون بذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصَب والجوع قال:

«اللهم إن العيش عيش الآخرة                فأصـلحِ الأنصـارَ والمهاجـرة».

         فقالوا مجيبين له:

«نحـن الـذيـن بـايـعـوا محـمـدا           على الجـهـاد مـا بقـينـا أبـدا».

         1 –  الذود من الإبل:  ما بين الثلاث إلى العشر من الإبل.  ـ    2 –  الرسل:  اللبن.

         3 –  حَمولتهن:  ما يحتمل عليه الناس من الدواب.  ـ    4 –  أخـشـع:  أخـاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *