العدد 277 -

العدد 277 – السنة الرابعة والعشرون، صفر 1431هـ، الموافق شباط 2010م

نعي

نعي

 

تنعى أسرة الوعي إلى المسلمين، وإلى حزب التحرير وإلى الأهل وفاة أخوين كريمين حطّا رحالهما عن ركاب الدعوة بعدما عاجلهما الأجل ولمّا يبلغا الأمل.

الأخ علي عبد العال (أ.عبادة) مسؤول حزب التحرير في مخيمي البارد والبداوي – شمال لبنان

والأخت عصمت السيد (مسؤولة فرع النساء السابقة في شمال لبنان)

رحمهما الله أوسع رحمة، وجعل القبر لهما روضة من رياض الجنة، وأسكنهما فسيح جناته، وأبدلهما خيراً مما كانا عليه في الدنيا…

أما الأخ علي، فقد كان أخاً كريماً ذا همة عالية، وقد شهدت له تلك الحشود الكبيرة التي شيّعته، وتلك الكلمات الطيبة التي أبّنته وذكرت له من المآثر ما عرّف بجليل قدره وعلو كعبه في الدعوة، وتذكرت له قوله في حياته: «يا همُّ إن لي رباً كبيراً» ولم يكن يقول: «يا رب إن لي هماً كبيراً» وقوله: «اللهم إني لا أشكو إليك ثقل الحِمل، بل أسألك ظهراً قادراً على الحَمل» وكان من آخر كلامه لمن يعوده مواسياً لهم بدل أن يواسوه: «لا عليكم أيها الأحباب فأنا بخير، وما يحزنني فقط أن هذا الداء يعيقني عن أداء رسالة السماء ونشر الحق والنور بين الناس»… نقول ذلك ولا نزكي على الله أحداً

أما الأخت عصمت، فهي على صغر سنها كانت كبيرة في الدعوة، أفنت عمرها في تبليغها وتعليمها، ولم يفتَّ عضدها اعتقال زوجها بسبب الدعوة نفسها، ولم يؤخرها عن خير هذه الدعوة ما ألمّ بها من مرض عضال كانت أثناءه معطاءة كما لو أنها كانت في كامل عافيتها، وأعانها في ذلك أنه كان يحيط بها والداها وإخوتها وعمها وحموها من أهل دعوتها. ومما  أثر عنها في أيامها الأخيرة حمد الله تعالى كثيراً وعدم الشكوى. وكان والدها يشجعها للتجاوب مع تعليمات الطبيب ويريد أن يوجد لديها الرغبة في الحياة فيذكرها بالأولاد وحاجتهم إليها، فتقول له: «أنا أريد أن أعيش من أجل الدعوة يا والدي» نقول ذلك ولا نزكي على الله أحداً.

نسأل الله لهما حسن القبول ونتذكر لهما قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة 155-157].

عوضنا الله وعوضهما بالأحسن: نصر من الله وتمكين في الدنيا والفردوس الأعلى في الجنة إن شاء الله تعالى إنه خير من سئل وخير من أجاب، والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *