العدد 189 -

السنة السابعة عشرة – شوال 1423هـ – كانون الأول 2002م

أريك رولو: وثائق عن السياسة الأميركية تثبت أنها وليدة مخططات قديمة

أريك رولو: وثائق عن السياسة الأميركية تثبت أنها وليدة مخططات قديمة

 

السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، هل هي سياسة جديدة أم أنها نتيجة تراكم أيديولوجي تاريخي متغلغل في العقل الحاكم الأميركي؟

         هذا ما حاول الديبلوماسي والصحافي الفرنسي أريك رولو الإجابة عليه، في معرض حديثه عن “الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط” في لقاء دعا إليه “نادي اللقاء”، مساء أمس. وحاضر خلاله باللغة العربية.

         كشف رولو ثلاث وثائق نشرت أخيراً في الصحف الأميركية تدل على أن هذه السياسة قديمة ومخطط لها منذ سنوات.

         الوثيقة الأولى هي تقرير أعده بول وولفوفيتز نائب وزير الدفاع الأميركي الحالي، وقدّمه لبوش الأب وعرض عليه سياسة أميركية جديدة وهذا ما صرّح به بوش بعد حرب العراق ولكنه بقي حذراً من تطرف وولفوفيتز فلم يحتضن تقريره هذا.

         الوثيقتان الأخريان هما وثيقة في العام 1997 وأخرى في أيلول 2000 قبل أشهر من انتخاب دبليو بوش الابن ووقع على هاتين الوثيقتين كل من وولفوفيتز وديك تشيني نائب الرئيس الأميركي الحالي، ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي الحالي وبعض الصقور في الإدارة الأميركية.

         لحظت هذه الوثائق أموراً عدة أبرزها:

         –  الولايات المتحدة هي أعظم دولة في العالم وليس لها منافس ومن الخطأ إضاعة الفرصة عليها لتوسيع هيمنتها في العالم.

         –  عسكرة السياسة الخارجية (والواقع يعلن عن تقوية الجيش حالياً وزيادة الإنفاق عليه ورفع موازنته إلى الحدود التي وردت في الوثائق).

         –  الإصرار على مواجهة الأنظمة المعادية لأميركا.

         –  تثبيت القواعد العسكرية في الخليج بصورة دائمة وليس مؤقتة.

         –  ونصت كذلك على رسائل غير مباشرة موجهة ضد أوروبا واليابان فذكرت حرفياً “منع الدول الصناعية الكبرى من أن تلعب أي دور على الساحة الدولية والإقليمية”.

         –  وعبّرت عن ضرورة تغيير النظام في الصين فهي “عدو لأميركا يجب تغيير نظامها حتى يكون ديموقراطياً”.

         –  أعطت أميركا الحق في أن تنفرد في العمل من دون موافقة الأمم المتحدة “مهما كان رأيها”.

         –  شن ضربات أو حروب وقائية إذا تعرضت مصالح أميركا وأمنها للتهديد.

         والواقع في الإدارة الأميركية اليوم يثبت أن أكثر شخصية لها نفوذ على بوش هو بحسب الصحف الأميركية، ديك تشيني.

         وأشار رولو إلى وجود تيارين في الحزب الجمهوري والكونغرس والإدارة الأميركية يدعمان هؤلاء الصقور. وهما تيار ما يسمى “المحافظين الجدد” (الصقور) وتيار اليمين المسيحي “الأصوليون البروتستانت”.

         وهذا التيار يملك حركة نفوذ قوية في كل  الطبقات فهو يعتمد على الدين أساساً والسياسة من خلاله ويتعاون مع اللوبي الإسرائيلي.

         واستنتج رولو أن هذه الوثائق تدل على أن 11 أيلول كان فرصةً لتطبيق هذه السياسة ولو لم يكن لكان من الممكن استغلال أي شيء لإعلان الحرب على الإرهاب وذلك لأن بوش الابن وعد في أول يوم من هذه الحرب بأنها ستستمر لسنوات طويلة. والسخرية أنه استعمل شعار بن لادن نفسه “مكافحة الخير للشر” مما يشير إلى أن شعارهما نابع من مفهوم ديني فالشر والخير ليسا مفهومين سياسيين حديثين.

         ولخّص رولو أهداف الحرب على العراق بما يلي:

         –  السيطرة على الموقع الاستراتيجي للعراق لأنه يبقى نقطة فراغ ضمن حزام القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة من البلقان إلى آسيا الوسطى مروراً بجنوب شرق آسيا وصولاً إلى الخليج فلم يبق دون قواعد سوى العراق وإيران وسط هذه التركيبة.

         –  السيطرة على آبار النفط في العراق الذي يشكل ثاني احتياط نفط في العالم إضافةً إلى أن الشركات المنتجة للنفط ليست أميركية بل أوروبية وصينية.

         –  إنعاش الاقتصاد الأميركي عن طريق إعادة بناء العراق.

         –  تقوية نفوذ أميركا في كل المنطقة لتحجيم دور الدول العربية المنتجة للبترول وللضغط على هذه الدول.

         –  إضعاف النفوذ الأوروبي في المنطقة .

(من مقال نشرته “النهار” اللبنانية في 15/10/2002م).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *