العدد 189 -

السنة السابعة عشرة – شوال 1423هـ – كانون الأول 2002م

الصبر عند الابتلاء (5)

رياض الجنة:

الصبر عند الابتلاء  (5)

تحمل عثمان رضي الله عنه للأذى والشدائد

         أخرج ابن سعد عن محمد بن إبراهيم التيمي (قال: لما أسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطاً وقال: أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أحلك أبداً حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين. فقال عثمان: والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه. فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه).

         أخرج ابن إسحاق (قال: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء… إلى أن قال لهم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإنَّ بها ملكاً عظيماً لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة وفراراً إلى الله بدينهم… إلى أن قال: وكان أول من خرج من المسلمين من بني أمية: عثمان بن عفان معه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم).

         وأخرج البيهقي عن قتادة رضي الله عنه (قال: أول من هاجر إلى الله تعالى بأهله عثمان بن عفان رضي الله عنه. سمعت النضر بن أنس يقول سمعت أبا حمزة – يعني أنساً رضي الله عنه – يقول: خرج عثمان بن عفان ومعه امرأته رقية رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة… إلى أن قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبهما الله. إنّ عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام).

         وأخرج ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق (قال:… فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان – في الحديبية – فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش، يخبرهم أنه لم يأت للحرب وإنما جاء زائراً لهذا البيت ومعظماً لحرمته. إلى أن قال: فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم. واحتبسته قريش عندها…) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *