العدد 188 -

السنة السابعة عشرة – رمضان 1423هـ – تشرين الثاني 2002م

كلمة أخيرة: «الإسلام المعولَم»

كلمة أخيرة:

«الإسلام المعولَم»

         هذا العنوان هو اسم كتاب صدر حديثاً للكاتب الفرنسي (أوليفيه روا) المتخصص في حركات (الإسلام السياسي). وقد سبق هذا الكتاب إصداره لكتاب بعنوان «إخفاق الإسلام السياسي» وذلك عام 1992م وترجم للعربية من قِبل (دار الساقي – بيروت)، ثم صدر له هذا العام كتاب بعنوان «أوهام 11 أيلول»، ويَبحث هذا الأخير في الدراسات الاستراتيجية الأميركية، أي كيف ينظر الأميركيون إلى الإسلام على الصعيدين الداخلي والعالم.

         أما كتاب «الإسلام المعولم» فلا يتحدث عن أميركا، بل يتحدث عن علاقة المسلمين بدينهم في ظل التخلي عن الأقلمة التي يعيشونها، ويتحدث عن «الجيل الثاني من جماعة بن لادن الذين يُعتبرون الناتج المحض لعملية تغريب أو غربنة الإسلام كما هي حال محمد عطا وزكريا الموسوي… أعتقد أن بن لادن يندرج في إطار هذه العولمة للإسلام».

         ويرى الكاتب أن (نزع الأقلمة) تعني ضياع البداهة الاجتماعية للدين، وأن العلاقة مع الدين لم تعد متجذرة في المجتمع وفي العيش اليومي، وهذا يُرى في الهجرة، فالمهاجرون لا يجدون البيئة المناسبة للعبادات مما يضطر المؤمنين إلى إعادة صياغة كيف يكون المرء مؤمناً.

         ويتحدث عن «الفضاء المؤسلم» والذي يعني «سعي بعض المسلمين إلى إنشاء فضاء إسلامي خاص في مجتمع غير مسلم بحيث يبدأ التمركز حول بعض المساجد، أو في بعض الأحياء وهذا لا يقتصر على البلدان الغربية بل هناك ما يماثله في اسطنبول حيث نجد في أحياء معينة أناساً يحرصون على العيش بين بعضهم البعض، وعلى ارتداء اللباس التقليدي وهذا النمط من العيش يوصف في الغرب بالجماعتية أو الفئوية. ونجدها أيضاً في حي أنبابة في القاهرة وفي بعض المناطق في نيجيريا حيث يحاول الناشطون إنشاء فضاء «مؤسلم» يطبقون فيه الشريعة، كما نجدها لدى قسم من قبائل البشتون في أفغانستان حيث تجري محاولات لتطبيق الشريعة، ومعنى هذا أن الظاهرة شمولية ولا تقتصر على عالم الهجرة الإسلامية في الغرب».

         هذه المصطلحات هي للكاتب الفرنسي وتظهر كيف ينظر المفكرون إلى الحركات الإسلامية النشطة وإلى أهدافها في التغيير، أي أن هذا الكاتب ينظر إلى الحركات بعيون غربية لا ترحم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *