العدد 187 -

السنة السادسة عشرة – شعبان 1423هـ – تشرين الأول 2002م

الصبر عند الابتلاء (3) تحمل (أبو بكر) رضي الله عنه للأذى والشدائد

رياض الجنة:    قالَ  رسولُ  اللّهِ صلى الله عليه وسلم: « إِذا  مَرَرْتُمْ  برِياضِ  الجَنَّةِ  فَارْتَعُوا»

 

الصبر عند الابتلاء  (3)

تحمل (أبو بكر) رضي الله عنه للأذى والشدائد

         أخرج الحافظ أبو الحسن الأطرابلسي عن عائشة رضي الله عنها: (… وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ضرباً شديداً، ووطي أبو بكر، وضرب ضرباً شديداً، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين، ويحرفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر (أي وثب عليه) حتى ما يعرف وجهه من أنفه… وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكون في موته…).

         وأخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها: (… فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجراً نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ بَرْك الغِماد لقيه ابن الدُّغُنَّة، إلى أن قال: فأنا لك جار ارجع واعبد ربك ببلدك فرجع إلى أن قال: ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجداً بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيتقذّف عليه نساء المشركين وأبناؤهم (أي يزدحمون عليه) وهم يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلاً بكَّاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة… فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر، إلى أن قال: فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل).

         وأخرج ابن إسحق عن القاسم قال لقيه – يعني أبا بكر الصديق رضي الله عنه حين خرج من جوار ابن الدغنة – سفيه من سفهاء قريش وهو عامد إلى الكعبة فحثا على رأسه تراباً، فمر بأبي بكر الوليد ابن المغيرة – أو العاص بن وائل – فقال له أبو بكر رضي الله عنه ألا ترى ما يصنع هذا السفيه؟ فقال أنت فعلت ذلك بنفسك. وهو يقول أي رب ما أحلمك؟ يكررها ثلاثاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *