العدد 186 -

السنة السادسة عشرة – رجب 1423هـ – أيلول 2002م

العراق والضجيج الإعلامي

العراق والضجيج الإعلامي

 l  وصل الضجيج الإعلامي الأميركي إلى ذروته، يرافقه في ذلك ضجيج الظلّ في العالم العربي وكأن أميركا تريد حسم المعركة إعلامياً قبل أن تبدأ. فصفحات الصحف تغص بالأنباء والمقالات والتحليلات هذه الأيام وكلها تتحدث عن أمرين اثنين: العراق و11 أيلول، وصلت الأمور إلى حد التخمة والقرف من هذا الانجرار المحلي وراء العدو بحيث أصبح الشغل الشاغل لكل وسائل الإعلام في عالمنا الإسلامي المنكوب بقادته وإعلامه.

 l  على مهلكم أيها المشرفون على الأبواق الإعلامية، ألا تستحيون؟ إنكم تدقون طبول الحرب الأميركية أكثر من أميركا نفسها، فما أسخفكم حينما تخدمون عدوكم لضرب أمتكم، وما أنتم إلا أبناء عاقِّين لأمتكم تسعون وراء سراب أميركا الخادع تماماً كما يحصل مع ما يسمى المعارضة العراقية التي تحاول تقليد كارازاي أفغانستان.

 l  الأمة بمجملها أمة خير، وهي ترى، وتسمع، وتراقب، وتتهيأ، وسيأتي اليوم الذي تقتص فيه من كل الخونة طال الزمن أو قصر، فمتى ترعوون وتقلعون عن مراهناتكم السخيفة؟

 l  إن الجلاد الذي يمسك بالعصا يستخفّ بكم ويحتقركم وينظر إليكم كالعبيد لأن الذي لا يحترم أمته لا يحترمه الناس، وخاصة العقلية المتغطرسة التي تقود العالم والتي تحاولون خطب وُدّها. إنها تبحث عن مصالحها وأطماعها ونفطها في بلادنا وما أنتم سوى وقود النار لهذه الأطماع.

 l  كل من يفهم في السياسة يعلم أن المسألة ليست مسألة إرهاب في أفغانستان وليست مسألة أسلحة دمار شامل في العراق، المسألة هي احتلال البقاع الغنية والاستراتيجية في العالم الإسلامي من أفغانستان شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً تحت ذرائع شتى، وزرع القواعد العسكرية الأميركية في كل المناطق الحساسة من العالم الإسلامي، فهل أفقتم من سباتكم؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *