العدد 186 -

السنة السادسة عشرة – رجب 1423هـ – أيلول 2002م

رياض الجنة الصبر عند الابتلاء (2)

رياض الجنة

الصبر عند الابتلاء  (2)

تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم للأذى والشدائد

          l أخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله: «لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، وأخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال ما يأكله ذو كبد إلا ما يواري إبط بلال». وأخرجه أيضاً الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.

          l وأخرج الطبراني عن منبت الأزدي قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وهو يقول: يا أيها الناس: قولوا لا إله إلا الله تفلحوا. فمنهم من تفل في وجهه، ومنهم من حثا عليه التراب ومنهم من سبه حتى انتصف النهار. فأقبلت عليه جارية بعس من ماء – أي قدح كبير – فغسل وجهه ويديه وقال: يا بنية لا تخشي على أبيك غيلة ولا ذلة. فقلت من هذه قالوا زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم». قال الهيثمي وفيه منبت بن مدرك ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

          l وأخرج أبو يعلى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غشي عليه فقام أبو بكر رضي الله عنه فجعل ينادي (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ) [غافر/28] فقالوا من هذا؟ فقالوا أبو بكر المجنون. وأخرجه أيضاً البزار وزاد: فتركوه وأقبلوا على أبي بكر» ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي وأخرجه أيضاً الحاكم وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

          l وأخرج أبو نعيم في دلائل النبوة عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما عندما عمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثقيف يرجو أن يؤوه وينصروه إلى أن قال: «واجتمعوا يستهزئون برسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدوا له صفين على طريقه، فأخذوا بأيدهم الحجارة فجعل لا يرفع رجله ولا يضعها إلا رضخوها بالحجارة وهم في ذلك يستهزئون ويسخرون. فلما خلص من صفيهم وقدماه تسيلان الدماء عمد إلى حائط من كرومهم…» .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *