العدد 184 -

السنة السادسة عشرة – جمادى الأولى 1423هـ – تموز 2002م

صرخة فتاة فلسطينية مسلمة

صرخة فتاة فلسطينية مسلمة

          … إلى متى سنظل هكذا، كلما تعودنا على طريقة للتعذيب بدلوها بطريقة أخرى أكثر وحشية من سابقاتها، وكلما قلنا هذه المرة سيستيقظ المسلمون وتصحو عندهم نخوة المعتصم وجدناهم قد تكلموا أثناء نومهم لدقيقة أو أكثر بقليل وعادوا إلى السبات العميق من جديد؟!

          ماذا بكم يا أمة الإسلام؟! ماذا تنتظرون؟ رجال يذبحون، ونساء تسبى، وأطفال يقتلون ويخطفون، وشيوخ مشردون من غير منازل تُؤويهم!! ما بالكم أتنتظرون أن يدق أعداء الإسلام باب منـزلكم ويدخلوا؟! مع أنهم أصبحوا يدخلون البيوت دون استئذان أصحابها، ويا ليت الأمر توقف على ذلك… فإني أعتقد أنكم تعرفون؟!

          ألم تجدوا إلى الآن الطريقة الصحيحة لإنقاذنا؟ ويحكم أين ذكاؤكم؟! أعداء الإسلام قد تسربوا إلى أراضيكم برضىً من حكامكم؟! ألم تفهموا بعد من السبب في إذلالنا؟! أتعتقدون أن فلسطين وحدها المغتصبة, هذا ظنكم الذي ظننتم، بلاد المسلمين كلها مغتصبة ومشحونة ضد أبناء أمتها؟ فماذا تنتظرون؟!

          طلبتم من حكامكم الكثير فهل أعطوكم حتى القليل؟! وبعثتم لنا المال الوفير فهل أوقفتم الذبح والهدم والتشريد؟!

          مصيبتنا في فلسطين كبيرة، لم يعد اليهود وشارون وأحزاب (إسرائيل) فقط همنا… بل لقد أصبح لدينا أعداء من بني جلدتنا، إذا أتيحت لهم الفرصة ذبحونا وعذبونا، بمساعدة من حكامكم الخونة، أهذا هو خياركم؟ فماذا تنتظرون؟!

          أنا أخاطب المسلمين في كل مكان، وخاصة من لهم القدرة على رفع الظلم عنا، لقد جربتم كل الهرمونات والمسكنات في هذه الأمة فهل عادت إلى مجدها وعزها؟!

          لا، لا لم تعد لأنكم مازلتم مخدرين، هل يستطيع الطبيب وهو مخدر علاج المريض، أجيبوني بالله عليكم!! وأنتم مخدرون، نعم مخدرون بحب الدنيا وشهواتها وملذاتها، أرضيتم بالحياة الدنيا؟! فأنتم غير واثقين من دينكم الحق، وتريدون حل المشاكل بأقل الخسائر، فقبلتم الإذلال وقمتم بالتنازلات، ورضيتم بالتطبيع لرفع اقتصادكم فهذا همكم؟!

          فهل تجدون لقمة العيش الآن؟! وتهنؤون مع زوجاتكم وأولادكم في القصور المشيدة!! كلوا واشربوا هنيئاً لكم في الدنيا، واتركوا لنا الآخرة نسعد فيها…

          عجباً لأمركم قلتم علينا بقطع البترول والبضائع الأمريكية، وفي الوقت نفسه منكم من يسكت وكثير منكم يقبل بالتطبيع والعولمة!! وقلتم هبوا إلى الجهاد، وفي الوقت نفسه رضيتم بكلام علماء السلاطين بجمع التبرعات – لأنه نوع من أنواع الجهاد – لإنقاذ أطفال فلسطين، ما بالكم إلى متى ستظلون متناقضين في أفكاركم؟!

          لا نريد منكم مالاً ولا طعاماً، من قال لكم إننا نريد حياة الذل والهوان؟! لسنا ممن يحرص على حياة، نحن من أمة أعزها الله بالإسلام فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يَغيظ العدا، نفضل الموت أعزاء على الحياة أذلاء، نريد لقاء وجه ربنا ورؤوسنا مرفوعة، أما أنتم فظلوا كما أنتم – إن أعجبكم الأمر – تسمعون للكلام المعسول من الحاكم المهزوز وتصدقونه، وتسمعون لعالم مدسوس وتتبعونه، وترضون العيش في دنيا ليست لكم، فظلوا كما أنتم؟!

          أين هو فكركم؟ أين هو مبدؤكم؟ لقد أصبح عندكم أفكار ومبادئ ما أنزل الله بها من سلطان، وتركتم فكرة وطريقة الحبيب المصطفى، لذلك كُسرتم وابتعدتم عن طريق عزكم فهلكتم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي».

          أعجب من حالكم، تقومون ببناء مستقبل أولادكم وتنسون وتخافون بناء مستقبل أمتكم، ألم تتعلموا من أعدائكم – إن كنتم نسيتم فكرة وطريقة نبيكم -. أشفق على حالكم فإنه كحال بناء العنكبوت لبيتها، قال تعالى: (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) [العنكبوت].

          عودوا إلى رشدكم، إلى عقيدتكم بها فقط تستطيعون بناء مستقبل أبنائكم وأمتكم معاً، يا أصحاب العقول والمنعة القادرين على خلاص أمتكم من هذا الذل والهوان أين أنتم؟!

          ماذا تنتظرون؟! كونوا السباقين لإنقاذ أمتكم ولكم الخير كله، لا تفكروا بدنيا زائلة، انظروا إلى إخوانكم في جنين رغم السلاح القليل والقتل الكثير – في صفوفهم – ظلوا على صمودهم حتى آخر قطرة دم منهم.

          الفلسطينيون وحدهم لا يستطيعون عمل شيء من دونكم أنتم… أنتم قادرون على نصرة أمتكم، ورفع الذل عنها، فبأيديكم كل شيء، ونحن نثق بقدراتكم فثقوا أنتم بأنفسكم، وإن الله معكم، قال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) [محمد] وقال: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) [الروم]، فان أخلصتم لله فهو ناصركم لا محالة، وكونوا مثل خالد بن الوليد ولا تكونوا مثل والده الوليد بن المغيرة، فشتان بين الثرى والثريا.

          إعملوا على إعلاء كلمة الله، ولا تتجرعوا من الكأس الذي تجرعتموه من قبل لظنكم أن فيه شفاءَكم وهو فيه مخدر جديد أو سم قاتل، تعلموا من أخطائكم فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، اعملوا على نصرتنا وهدم هذه الأنظمة التي بناها الغرب في بلادنا لتكون أداةً لتمرير مخططاتهم من خلالها، اعملوا على استئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخـلافة التي ستحكمنا بكتاب الله وسنة رسوله وتوحد جيوش الإسلام وبلاده فتحرر البلاد والعباد فإلى هذا الحل ندعوكم، ولا حل غيره ينجيكم وينجينا.

          (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) [الأنفال/24] .

                                                                                                                                               أختكم في الله

جهان – فلسطين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *