العدد 181 -

السنة السادسة عشرة – صفر 1423هـ – أيار 2002م

جدوى قطع النفط ومقاطعة البضائع الأميركية

جدوى قطع النفط ومقاطعة البضائع الأميركية

         يثور جدل في أوساط المثقفين والإعلاميين في العالم الإسلامي ومنه العربي حول جدوى مقاطعة البضائع الأميركية والإنجليزية والإسرائيلية، وجدوى قطع النفط عن الغرب لكونه سلاحاً مهماً لا يستطيع المسلمون استعماله في أحلك ظروفهم.

         إن الجدل حول هذه المسائل ليس بجديد بل هو يظهر ويختفي مع اشتداد الأزمات ومنها ما يجري في فلسطين، لكن الأمر تفاعل مؤخراً بسبب غضبة الناس على جرائم النازيين اليهود فبدأت الفضائيات تسوِّق لمقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية فقط والبعض يضيف لها البريطانية، ثم نادت إيران بقطع النفط عن أميركا لمدة شهر، فقام العراق بتلقف النداء وتراجعت إيران.

         ماذا حصل بعد ذلك؟  الذي حصل هو قيام أبواق أميركا بالظهور على شاشات التلفاز ليقللوا من شأن هذا السلاح وأنه سلاح غير فعال لأسباب لا داعي للترويج لها لأنها مسمومة، وقال البعض في حق هؤلاء المثبطين:  هنيئاً لأميركا بعملائها وأبواقها في عالمنا ممن يتكلمون بلساننا العربي المبين!

         أما عن التظاهرات فقد بدأ الحكام بالمزايدة على شعوبهم حينما تصدر البعض التظاهرات، أو أرسل الأمراء والأميرات والملكات لتصدر المظاهرة.  فالشعب يتظاهر ضد حكامه وحكامه يتظاهرون ضد مجهول!  على غرار (فليسقط واحد من فوق)، وذلك في مسرحية هزلية يظنون أنهم يضحكون فيها على الناس، والناس لم يعد بينهم بسطاء مثل أيام زمان، فعلى من يضحكون يا ترى؟  أم أنهم استمرأوا التلاعب بالعقول ولم يعد لديهم سوى هذه الألاعيب.

         (قاتلهم الله أنى يؤفكون) [المنافقون]  لقد أضحكوا كل شعوب الدنيا علينا، فتحرك أهل أوروبا واتخذوا إجراءات في حق اليهود وهم في صمتهم ساهمون، لأنهم فقدوا الإحساس، فما لجرحٍ بميت إيلامُ، ولا حياة لمن تنادي، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *