العدد 180 -

السنة السادسة عشرة محرم 1423هـ – آذار ونيسان 2002م

الهِجْرَةُ

هَاجرْ لِتُنْشِئَ دَوْلَةَ الإِسْلامِ
يَا حَامِلَ القُرْآنِ أَتمِمْ هَدْيَهُ
أَبحَرْتَ في الصَّحْرَاءِ يَلْفَحُكَ اللَّظَى
ضَلُّوا سَبيلَكَ مَرَّتيْنِ فَأَنْكَرُوا
هَاجرْ، فَدِينُ اللّهِ لَيْسَ عَقِيدَةً
فَحِرَاءُ، غَارُ الوَحْيِ أَفْشَى سِرَّهُ
وَلدَارِ أَرْقَمَ لاَ تعُدْ مُتَخَفِّياً
مِنْ شِعْبِ هَاشِمَ أَخْرِجَنَّ عِصَابَةً
اليَوْمَ يُؤْذَنُ لِلأُلَى قَدْ قُوتِلُوا
أَنْ يُسْرِجُوا خَيْلَ الجِهَادِ وَيَغْرِزُوا
أَنْ يَرْفَعُوا قُرْآنهُمْ، أَنْ يَشْدَخُوا
هذِي،
وَحَقِّ اللّهِ، هِجْرَةُ أَحْمَدٍ
إِسْتَبْشَرَ الأَنصَارُ لَمَّا أُعْلمُوا
وَلَدَى (ثنِيَّاتِ الوَدَاعِ) المُلْتَقَى
يَا (أَيهَا المَبْعُوثُ فِينَا) طِبْ هُنَا
شَاقَتْ جُمُوعُ المُسْلمِينَ بمَكَّةٍ
وَإِذَا لِسَانُ الحَالِ يَحْكِي عِشْقَهُمْ
«يَا غَارَ ثوْرٍ لاَ حَمَامَةَ أَبْتَغِي
«خَرَجَ الرَّسُولُ فَأَوْصِدِ البَابَ، انْتَهَى
«لَنْ تسْلِبُوا مَالِي، وَلاَ … لَنْ تهْدِمُوا
«جَيْشُ
الْمَدِينَةِ صَارَ حِصْنِي الْمُرْتجَى
بَيْني وَبَيْنَ الهِجْرَتيْنِ حِكَايةٌ
في هِجْرَةِ العَدْنانِ كَانَتْ نصْرَةٌ
لكِنَّ أُولَى القِبْلَتَيْنِ اسْتَصْرَخَتْ
كَثرَ الذِينَ (يُهَاجرُونَ) بلَوْعَةٍ
المَسْجدُ الأَقْصَى يُشَرَّدُ أَهْلُهُ
أَيْنَ الرُّعَاةُ تخَلَّفُوا وَتخَوَّفُوا؟
هَا قَدْ أَعَادُونا لِغَارٍ بَلْ إِلَى
وَبخَيْطِ أَوْهَى عَنْكَبُوتٍ خَيَّطُوا
يَا هِجْرَةَ الأَقْصَى إِلَى مَا حَوْلَهَا
فَلَعَلَّ أَوْساً آخَرِينَ وَخَزْرَجاً
يَا مُصْعَبُ بْنَ عُمَيْرٍ انْهَضْ وَانْتَصرْ
وَبزَحْفِ كُلِّ المُسْلمِينَ عَلَى هُدىً
(يَا سَعْدُ يَا
ابْنَ مُعَاذٍ) ارْمِ السِّتْرَ عَنْ
قَسَماً لَتَرْتفِعَنَّ رَايةُ عِزَّتي
يَا حَامِلَ القُرْآنِ في زَمَنِ الأَسَى
وَأَعِدْ مَسِيرَ المُصْطَفَى وَزَمِيلَهَ

 

  

 

وَتعِيشَ في أَرْضٍ بلاَ أَصْنَامِ
في دَوْلَةٍ قُدْسِيَّةِ الإِلْهَامِ
لَمْ تكْتَرِثْ لِمَجَاعَةٍ وَأُوَامِ(1)
هَدْيَ الإِلَهِ … وَمَوْضعَ الأَقْدَامِ
مَكْبُوتةً، مَخْنُوقَةَ الأَنْغَامِ
(أَنْذِرْ عَشِيرَتكَ) ادْعُ في إِقْدَامِ
(وَاصْدَعْ بمَا تؤْمَرْ) مَدَى الأَيامِ
ظَلَّتْ تنَاشِدُكَ: اتشحْ بحُسَامِ
في الدِّينِ أَنْ يَرْقَوْا عَلَى الظُّلاَّمِ
حُمْرَ الرِّمَاحِ بأَضْلُعٍ وَعِظَامِ
أَعْلَى رُؤُوسِ الكُفْرِ وَالإِجْرَامِ
هذِي
وِلاَدَةُ دَوْلَةٍ وَنظَامِ
بكَ أَنتَ وَالصِّدِّيقِِ خَلْفَ قَتَامِ(2)
بَيْنَ العِطَاشِ وَنهْرِكَ المسْجَامِ(3)
فَمَنَازِلُ الأَنصَارِ خَيْرُ مُقَامِ
صُبْحاً إِلَى مَنْ غَادَرا بظَلاَمِ
مَا وَدَّعُوكَ وَلَوْ بنِصْفِ سَلاَمِ:
لاَ خَيْطَ عَنْكَبَةٍ، فَجُرْحِي دَامِ»
عَهْدُ التَّخَفِّي وَانْتَهَتْ آلاَمِي»
دَارِي، وَلَنْ تقْوَوْا عَلَى إِعْدَامِي»
وَرَسُولُ رَبي: حَاكِمِي وَإِمَامِي»
غَمُضَتْ وَصَارَتْ آيةَ الإِبْهَامِ
وَلمَكَّةٍ قَدْ عَادَ في أَعْوَامِ
مِنْ نِصْفِ قَرْنٍ ضَاعَ، جَمْعَ نِيَامِ
وَتضَاءَلَ (الأَنصَارُ) مِثْلَ غَمَامِ
وَالذِّئبُ يَنْهَشُ جُمْلَةَ الأَغْنَامِ
أَيوَقِّعُونَ الذُّلَّ كَالأَنعَامِ؟
نفَقٍ يُزَينُ  خُدْعَةً  بحَمَامِ
أَفْوَاهَ مَنْ كَفَرُوا بالاسْتسْلاَمِ
هُزِّي (بلاَدَ الطَّوْقِ) بالأَرْقَامِ
يَسْتَعْذِبونَ الثَّأْرَ لِلأَيتَامِ
وَلْتَمْحُ كَيْدَ يَهُودَ بالأَلْغَامِ
مِنْ رَبهِمْ لاَ مِنْ مَزَارِعِ (سَامِ)
أَحْفَادِ
(إِبنِ أُبيٍّ) الحُكَّامِ
وَلَتَهْوِينَّ حُكُومَةُ الخُدَّامِ
لاَ تبْقِ في الأَصْنَامِ غَيْرَ رُكَامِ
هَاجرْ لتُنْشِئَ دَوْلَةَ الإِسْلاَمِ

أيمن القادري

(1) أُوام: عطش.     (2) قَتام: غبار.     (3) المِسجام: الغزير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *