العدد 179 -

السنة السادسة عشرة ذو الحجة 1422هـ – آذار 2002م

كل الحروب لها أسرى إلاّ الحرب على أفغانستان !

 *       أعلنت أميركا أن المقاتلين الذين اعتقلتهم وقالت إنهم ينتمون إلى طالبان والقاعدة ليسوا أسرى حرب ولا تنطبق عليهم أحكام الأسرى لكي تتهرب من الهمجية التي تعاملت بها معهم، ولكي تتهرب من المجزرة التي طاولت أسرى قلعة خانجي في مزار الشريف حينما قصفتهم بالطائرات تحت ذريعة إخماد التمرد الذي قاموا به.

 *       إن عدد المقاتلين الذين نقلتهم أميركا إلى غوانتانامو وصل حتى كتابة هذه الكلمات 80 مقاتلاً تم نقلهم على ثلاث دفعات. وهناك بضع مئات يستجوبون في باكستان بإشراف الأميركان وبعضهم نقل إلى حاملات الطائرات. هؤلاء كل الأسرى الذين رفضت أميركا أن تعترف بأنهم أسرى.

 *       إن حرباً طاولت حوالي 40 ألف مقاتل لا يمكن أن يصدق الناس أن عدد أسراها فقط هو بضع عشرات أو بضع مئات. إن ما جرى يدل أن الأميركيين لم يكونوا ينوون أخذ أسرى، بل كانوا ينوون عن سبق إصرار سحق كل كائن بشري يعترضهم في أفغانستان والفتك بالناس لترهيب كل من يفكر برفع رأسه وصوته وكأنهم يقولون للناس خذوا عبرةً من هؤلاء!

*        حتى من اقتادتهم إلى غوانتانامو اقتادتهم بطريقة لا تليق بالبشر في قرن الحضارة الزائفة القرن الواحد والعشرين، اقتادتهم معصوبي العينين مكبلي اليدين إلى بعضهم بعضاً ووضعتهم في أقفاص حديدية كالحيوانات.

 *       نعم هذه هي زعيمة العالم التي تريد أن تصدّر نموذجها الحضاري إلى العالم كله بحيث يصبح صورةً مستنسخةً عنها لعلها تشفي غليلها من أبناء الدول المتخلفة الساعين للانفكاك من نير الاستعمار الأميركي الجديد، والذي يمارس فظاعات أقسى من كل من سبقوه من المستعمرين المندحرين.

 *       في تعليق لكندا وردت هذه العبارة حول تسليم المتهمين «إنها ترفض اعتقال المتهمين بالإرهاب إذا تبين لها أن الأميركيين لا يلتزمون معاهدة جنيف التي تحدد شروطاً لاعتقال الأسرى ورعايتهم»… حتى حلفاء أميركا يستهجنون فعلتها، فهلاّ ارعوى العملاء والمنافقون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *