العدد 178 -

السنة السادسة عشرة ذو القعدة 1422هـ – شباط وآذار 2002م

سفينة أخطر من احتلال الأرض

 *  الزوبعة التي أثارتها إسرائيل حيال سفينة السلاح المقرصنة في البحر الأحمر على بعد 500 كلم من خليج العقبة تؤكد أن زعماء دول المنطقة ممنوعون حتى من الكلام، فالصمت سيد الموقف، والسكوت من ذهب، والأوامر مطاعة، وكلهم يردد معزوفة الأعداء.

 *  لم يتجرأ أحد من الحاكمين أو المحكومين أو إعلامهم المرتهن بالقول لليهود وحُماتهم:  إن القضية ليست قضية سفينة سلاح، القضية قضية أرض مسلوبة تبلغ مساحتها 27 ألف كيلومتر مربع سُرقت من أهلها منذ 54 عاماً ولا تزال رهينة في يد الجزارين، وأهلها مشردون بالملايين في جميع أنحاء العالم ولا يزالون شهوداً أحياء على هذه الجريمة البشعة التي لم يحصل مثلها في التاريخ.

 *  لا أحد قال لليهود وحاميتهم بالسلاح والمال والفيتو (أميركا) إن كيان يهود المسخ المغتصب لفلسطين هو أساس الداء، فلا تشغلونا بسفينة أو مطالب باعتقال الناشطين، أو سبعة أيام هدوء، لأن القضاء على كيانكم فقط سوف يؤمن الهدوء للمنطقة، وكل المحاولات الأخرى سوف تبوء بالفشل طال الزمن أو قصر.

 *  لم يقل أحد لليهود وغيرهم إن القضية أكبر من كامب ديفيد ومدريد وأوسلو، وشرم الشيخ، وجورج تينيت، وزيني وكل الأسماء وكل المبعوثين، والقضية أرض إسلامية سُلبت بالقهر ودعم دول الكفر وشرد أهلها ولا حل إلا باجتثاث دولة اليهود وتطهير هذه البلاد المقدسة من رجسهم.

 *  القضية ليست أشبار من الأرض، أو أمتار، وليست وقف إطلاق النار والهدوء، وليست مجموعة ناشطين يطالب شارون باعتقالهم، وليست اعتقال قَتَلة وزير السياحة اليهودي، القضية أبعد من ذلك وأكبر، إنها بحجم أمة تعدادها مليار وربع نسمة، هذه الأمة لن ترضى عن الإسلام بديلاً، ولن ترضى بغير إقامة شرع الله في الأرض ولن ترضى بغير كنس اليهود نهائياً من الأرض المقدسة، ولن ترضى بغير قطع كل يد كافرة أجنبية تعبث في استقرارها ومقدراتها وثرواتها وأمنها وتصنفنا «إما معي أو مع الإرهاب».

     هذه هي القضية يا اصحاب العقول، أليس فيكم رجل رشيد؟! 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *