العدد 178 -

السنة السادسة عشرة ذو القعدة 1422هـ – شباط وآذار 2002م

إِعلانُ الأَبيّ

هُوَ الأَمْرُ مِمَّنْ لاَ يُرَدُّ لَهُ أَمْر
أَنا الحُرُّ مَهْمَا صَارَعَتْنِي قُيُودُكُمْ
أَنا الحُرُّ هَا قَدْ جَرَّبتْنِي سُجُونُكُمْ
دَمِي في شِغَافِ القَلْبِ يَغلي تَشَوُّقاً
فَمِنْ نَارِ رَبي قَدْ فَرَرْتُ، وَإِنْ يَكُنْ
قَتَلْتُ فُلُولَ الرُّعْبِ، أَحْيَيْتُ ثوْرَةً
فَمِي بهُتَافِ النَّصْرِ يَشْدُو فَكَمِّمُوا
عَلَى لَحْنِ هذا النَّصْرِ أَغْفُو، وَكَفُّهُ
سَقَى مُهْجَتِي القُرْآنُ… أَنبَتَ عِزَّةً

تَمَرَّدْتُ… بَلْ أَجْرَمْتُ… بَلْ أَناْ عُنْصُرٌ
أَمَا زِلْتُ لاَ أَمْضِي لِبُوشٍ مُقَبِّلاً
أَمَا زِلْتُ لاَ أَرْضَى السُّجُودَ لِكَلْبهِ
أَمَا زِلْتُ تبْكِيني مَذَلَّةُ أُمَّتي
تَمَرَّدْتُ… إِذْ أَبغِي عَقِيدَةَ مُصْحَفِي
تَمَرَّدْتُ… إِذْ أَعْلَنْتُ أَنيَ مُسْلمٌ

حَمَلْتُ سِلاَحَ الفِكْرِ أُوقِدُ شَمْعَةً
فَقِيلَ: امْسُكُوهُ لاَ يَفِرَّ وَمَزِّقُوا
وَلَوْ كُنْتُ فَجَّرْتُ المَسَاجدَ كُلَّهَا
وَحَرَّضْتُ  -لاَ أُخْفِي – عَلَى بُغضِ دَوْلَةٍ
فَقِيلَ: عَذُولٌ كَدَّرَ الوَصْلَ بَيْنَنَا
وَلَوْ كُنْتُ حَرَّضْتُ البَنَاتِ عَلَى الزِّنا
أَيعْفَى لإِسْرَائِيلَ عَنْ عُمَلاَئهَا

مِنَ السِّجْنِ، مِنْ كَهْفِ الأُباةِ، أَقُولُهَا:
تَحَرَّرْتُ مِنْ خَوْفِي، وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ
أَدُسْتُورُهُ وَحْيٌ وَحُكْمٌ مُنَزَّلٌ ؟
أَرَبٌّ جَدِيدٌ ؟ عُذْتُ باللّهِ مِنْكُمُ
دَعُونِي بسِجْنِي لَسْتُ أَحْسَبُ غَالِياً
أَأَرْجُو جنَانَ اللّهِ فَيْحَاءَ ثرَّةً
وَلَمْ أَعْهَدِ الدُّنيَا سِوَى «سِجْنِ مُؤْمِنٍ»
هُوَ الصَّبْرُ حَتَّى يَأْذَنَ اللّهُ بالضُّحَى
هُوَ الصَّبْرُ حَتَّى يَكْسِرَ السَّيْفُ غِمْدَهُ
وَتَحْطِمَ أَمْرِيكَا سُيُوفُ أَعِزَّةٍ
فَيُقْضَى عَلَى «إِرْهَابِ» دَوْلَةِ بَاطِلٍ

نَعَمْ هُوَ وَعْدُ اللّهِ يَا نَفْسُ فَاثبُتي
وَيَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ لاَ تَتَرَدَّدِي.
لَنَا إِرْثُ أَرْضِ اللّهِ تُحْكَمُ بالهُدَى

 

 

 

 

 

فَيَا نَفْسُ قُولِي لِلطُّغَاةِ: «أَنا الحُرُّ»
فَإِني حَدِيدٌ لاَ يُفَتِّتُهُ الأَسْرُ
فَلَمْ تَلْقَ إِلاَّ الصَّخْرَ ضَاقَ بهِ الصَّخْرُ
إِلى اللّهِ، مِثلي لاَ يُهَدِّدُهُ الجَمْرُ
مَلاَذِيَ مِنْهَا نَارُكُمْ، فَلِيَ الفَخْرُ
عَلَى جُنْدِ أَمْرِيكَا وَلَيْسَ لَهَا سِتْرُ
إِذَا النَّصْرُ فِيكُمْ ضَمَّ أَعْظُمَهُ القَبْرُ
تدَغْدِغُ أَحْلاَمِي، وَيَلْثُمُهَا البَدْرُ
وَفِيهَا قُطُوفُ الخَيْرِ أُودِعَهَا الصَّدْرُ

بزُمْرَةِ إِرْهَابٍ، يَضِيقُ بهَا العَصْرُ
أَصَابعَ رِجْلَيْهِ ؟! أَأَتلَفَنِي الكِبْرُ ؟
وَقِطَّتِهِ ؟ وَيْحِي ! أَفِي عَقْليَ الضُّرُّ ؟
وَتحْرِقُنِي ؟ أَيْنَ التَّطَوُّرُ وَالقَدْرُ ؟
تهَشِّمُ أَهْوَاءً تلاَعِبُهَا الخَمْرُ
لَهُ دَوْلَةٌ دُسْتُورُهَا الآيُ وَالذِّكْرُ

عَلَى بَابِ بَيْتِ اللّهِ، أُوقِظُ مَنْ غُرُّوا
وُرَيقَاتِهِ، وَلْيُخْمَدِ الصَّوْتُ وَالفِكْرُ
لَقِيلَ: اترُكُوهُ… قَدْ يَكُونُ لَهُ عُذْرُ
تعِينُ يَهُوداً، يَشْهَدُ البَرُّ وَالبَحْرُ
وَبَيْنَ رِجَالِ العَمِّ «سَامٍ»، وَذَا (كُفْرُ) !
لَقِيلَ: أَمَا وَاللّهِ، في قَلْبهِ الطُّهْرُ !
وَأُلْقَى بسِجْنِي: الشَّهْرَ يَتْبَعُهُ الشَّهْرُ ؟

أَنا الحُرُّ يَا سَجَّانُ، بَلِّغْ، أَنا النَّسْرُ
يَجُرُّكُمُ بالقَيْدِ بُوشٌ… أَلَمْ تَدْرُوا ؟
فَمَا الخَيْرُ إِلاَّ مَا يُقَرِّرُ، وَالشَّرُّ
أَإِنْ قَالَ «كُنْ» قُلْتُمْ «يَكُونُ» وَلاَ عُسْرُ
عَلَى مُسْلِمٍ أَنْ يُبْتَلَى، فَالأَذَى مَهْرُ
وَجسْمِيَ مَوْفُورٌ وَثغرِيَ مُفْتَرُّ ؟
فَيَا سِجْنُ خَبِّرْ: هَلْ أَبرَّ بيَ الصَّبْرُ ؟
وَيخْلَى سَبيلُ المُسْلمِينَ فَلاَ قَهْرُ
وَيُمْلَى عَلَى «الإِرْهَابِ» مَا الْحَرْبُ، مَا النَّصْرُ
وَدَوْلَةُ إِسْلاَمٍ يُخَلِّدُهَا الدَّهْرُ
وَيَنْجَابُ الاسْتِعْمَارُ وَالشِّرْكُ وَالعُهْرُ

عَلَى مَنْهَجِ الأَبرَارِ وَلْيُكْتَبِ الأَجْرُ
إِلى المَجْدِ سِيرِي، لاَ تبَالِي بمَنْ خَرُّوا
لَنَا الوَعْدُ بالتَّمْكِينِ… يَا حَبَّذَا الفَجْرُ !

الشاعر: أيمن القادري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *