العدد 177 -

السنة السادسة عشرة شوال 1422هـ – كانون الثاني 2002م

وَداعُ رَمَضَانَ

أَأَذْرِفُ الحُزْنَ أَمْ أَشْدُو بأعراسِي
مَا بَيْنَ بَسْمَةِ عِيدٍ هَلَّ مُؤْتَلِقاً
وَلَّيْتَ يَا رَمَضَانَ الخَيْرِ في عَجَلٍ
واحُرْقَتَاهُ إِذَا لَمْ أَحْظَ مَغْفِرَةً
لَكِنَّنِي رُغْمَ تَفْرِيطِي وَمَنْقَصَتِي

يَا خَيْرَ شَهْرٍ رُوَيْداً في الرَّحِيلِ أَمَا
نَادَتْ فِلَسْطِينُ، وَالحُكَّامُ في صَمَمٍ
أَيْنَ الرُّجُولَةُ يَا قَادَاتِ أُمَّتِنَا
فَفَتَّلَ القَادَةُ الأَبْطَالُ شَارِبَهُمْ
وَإِذْ بهِمْ شَحَذُوا لِلْحَرْبِ أَلْسِنَةً
سَنُّوا حَنَاجِرَهُمْ يَا سَعْدَ أُمَّتِنَا
صَفّاً تَنَادَوْا إِلى إِجْرَاءِ مُؤْتَمَرٍ
وَأَعْلَنُوهَا خِطَابَاتٍ مُدَوِّيَةً:
لَمْ يُرْسِلُوا الجُنْدَ لَكِنْ أَرْسَلُوا مَدَداً
قَالُوا صُرَاحاً بِلاَ لَفٍّ وَلاَ وَجَلٍ:
سَجِّلْ لَهُمْ أَيُّهَا التَّارِيخُ جُرْأَتَهُمْ
لَيْسَ الذَّكَاءُ بكَسْبٍ بَلْ بِمَوْهِبَةٍ
قَدْ أَدْرَكُوا فَخَّ (إِسْرَائِيلَ) فَانْقَلَبُوا
قَدْ أَذْهَلَ المَجْمَعَ الدَّوْلِيَّ فِطْنَتُهُمْ

يَا خَيْرَ شَهْرٍ رُوَيْداً إِنَّ أُمَّتَنَا
حُكَّامُنَا بَدَّلُوا إِسْلاَمَنَا نُظُماً
مِنْ يَوْمِ أَنْ سَقَطَتْ فِينَا خِلاَفَتُنَا
مِنْ يَوْمِهَا أَصْبَحَتْ ضَنْكاً مَعِيشَتُنَا
وَأَصْبَحَتْ وَرُؤُوسُ الكُفْرِ تَحْكُمُهَا

هَلْ في هِلاَلِكَ يَا شَوَّالُ مِنْ فَرَحٍ
هَلْ يَرْجِعُ الدِّينُ دُسْتُوراً لأُِمَّتِنَا
الدِّينُ يَهْتِفُ بالأَقْوَامِ مُبْتَهِلاً
قُومُوا إِلى جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ في عَدَنٍ
لاَ تَرْهَبُوا لاَئِماً أَوْ ظَالِماً أَبَداً

العِيدُ عِيدٌ إِذَا عَادَتْ خِلاَفَتُنَا
تُدَحْرِجُ التَّاجَ تَاجَ الكُفْرِ تَسْحَقُهُ
العِيدُ يَكْمُلُ في عَوْدٍ لِعِزَّتِنَا

قَدْ تَاهَ حِبْرُ يَرَاعِي فَوْقَ أَطْرَاسِي
وَلَوْعَةٍ لِفِرَاقٍ هَدَّ إِحْسَاسِي
خَدَدْتَ جُرْحاً بقَلْبي مَا لَهُ آسِ
واحَسْرَتَاهُ لِخُسْرَانِي وَإِفْلاَسِي
هَيْهَاتَ أُبْدِلُ رَوْحَ اللّهِ بالْيَاسِ

تَرَى إِلَيْنَا جَرَعْنَا عَلْقَمَ الكَاسِ
عَنْهَا، فَهُمْ بَيْنَ لَمَّاسٍ وَلَحَّاسِ
أَلَمْ تَرَوْا مَا جَرَى في قُدْسِ أَقْدَاسِي ؟
وَقَلَّبُوا الأَمْرَ في خُمْسٍ وَأَسْدَاسِ
قَوَاطِعاً لاَ تَهَابُ المَوتَ في البَاسِ
فَإِنَّ حَنْجَرة الحُكَّامِ كَالفَاسِ
في قُمَّةٍ كَوَّمَتْ مِنْ كُلِّ أكْيَاسِ
“القُدْسُ فِينَا مَكَانَ العَيْنِ وَالرَّاسِ”
مِنَ الطَّحِينِ وَمِنْ تَمْرٍ وَقُلْقَاسِ
“فُؤَادُ شَارُونَ يَا إِخْوَانَنَا قَاسِ”
مَنْ قَالَ أُمَّتُنَا بَاءَتْ بإعْنَاسِ ؟!
حُكَّامُنَا يَا أَخِي مِنْ أَفْطَنِ النَّاسِ
يُؤَكِّدُونَ عَلَى سِلْمٍ وَقِسْطَاسِ
شَتَّانَ بَيْنَ سِيَاسِيٍّ وَتَيَّاسِ

ضَحِيَّةٌ بَيْنَ نَخَّاسٍ وَخَنَّاسِ
كُفْرِيَّةً وَأَحَلُّونَا بإبْلاَسِ
وَنَحْنُ نَهْرُبُ مِنْ قِرْدٍ لِنَسْنَاسِ
وَإِذْ بأُمَّتِنَا جسْمٌ بلاَ راسِ
كَأَنهَا غَنَمٌ سِيقَتْ بأَجْراسِ

فَقَدْ تَدَاعَى عَلَيْنَا كُلُّ الاجْنَاسِ
وَيَرْجعُ المَجْدُ مِثْلَ الشَّامِخِ الرَّاسِي
أَيْنَ الحُمَاةُ الغَيَارَى أَيْنَ حُرَّاسِي
قَدْ أُزْلِفَتْ لِرِجَالِ الحَقِّ الاشْرَاسِ
عُوذُوا برَبِّكُمُ مِنْ كُلِّ وَسْوَاسِ

تُطَهِّرُ الأَرْضَ مِنْ رِجْسٍ وَإِبلاَسِ
تَقْتَصُّ مِنْ كُلِّ جَاسُوسٍ وَدَسَّاسِ
وَلَيْسَ يَكْمُلُ بالرَّيحَانِ وَالآسِ

محمد الزعبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *