جمال الدين الأفغاني
بقلم: سمير الزين
l “لبست الماسونية مع تطوّر وتصاعد عدائها ضد الإسلام أثواباً عديدة، وكان كل ثوب يلائم المرحلة أو العصر الذي تمر به تنظيمات الماسونية كقوة خفية تعمل في الظلام جيلاً بعد جيل.
ومن الأثواب التي ارتدتها الماسونية في حربها للإسلام المذاهب والاتجاهات والتيارات التي دست على الإسلام، حتى حسبها العامة من المسلمين في مراحل القهر والاستعباد من الإسلام وتعبيراً عنه”(1).
وبعدما أضحى المسلمون لا يميزون العالم إلا من خلال لباسه، غاضّين النظر عن علمه وفكره الإسلامي، دخل الكثير من أعداء الإسلام تحت ستار “رجال الدين” يبثّون الأفكار الدخيلة على الإسلام بين المسلمين عاملين جاهدين لهدم الإسلام وتشويه أفكاره. فكان منهم عدد ممن يسمّون “علماء” في عصرنا الحاضر “وروّاد للإصلاح” بمصطلح الكثيرين، الذين عملوا تحت غطاء الإسلام، ولكنهم في الحقيقة كانوا من أعضاء المحافل الماسونية التي أنشئت في الشرع، ومنهم – وهو موضوع بحثنا – جمال الدين الأسد أبادي المسمّى الأفغاني.
جمال الدين الأفغاني:
لسنا هنا في صدد سرد حياة جمال الدين الأفغاني، ولا بصدد التطرُّق إلى نسبه وتجواله بقدر ما نحن بصدد التطرُّق إلى الوجه الحقيقي الذي أخفاه جمال الدين متستراً بالإسلام، مع أنه كان يشن حرباً على الإسلام ودولته.
فالكثير من المسلمين سمعوا عن جمال الدين الأفغاني كزعيم للإصلاح في العصر الحديث، وكثير منهم سمعوا عنه كرائد من روّاد الفكر الإسلامي. ولكن القليل النادر كشف حقيقة جمال الدين الأفغاني ووجهه الحقيقي كمروِّج لأفكار الغرب بين المسلمين، وكرائدٍ من روّاد الماسونية في الشرق.
أحد دعائم الماسونية:
لقد كان جمال الدين الأفغاني أحد دعائم الماسونية في مصر. “لقد كان… ميالاً بفطرته إلى السياسة، وكان قد انتظم في سلك الجمعية الماسونية وتبنّى في المحفل الاسكتلندي، وقد قال الأفغاني في بحث إجمالي عن الماسونية في ذلك المحفل ما يأتي:
“أما نحن معاشر الماسون، فيؤلمني أنني للآن ما عرفت لنفسي بصفتي ماسونياً، ولا لمطلق الماسونية تعريفاً يجعل لها صورة في الذهن، أو وصفاً ينطبق على من ينخرط في تلك العشيرة. أول ما شوقني للعمل في بناية الأحرار(2) عنوان كبير خطير – حرية مساواة إخاء – غرضه منفعة الإنسان وسعي وراء دك صروح الظلم، وتشتد معالم العدل المطلق فحصل لي من كل هذا وصفٌ للماسونية، وهو همّة للعمل، وعزّة للنفس، وشمم، واحتقار الحياة في سبيل مقاومة من ظَلَمْ… ماسونيتكم أيها الأخوان اليوم لا تتجاوز كيّس أعمال وقبول أخ – يتلى عليه من أساطير الأولين ما يملّ ويخلّ في عقيدة الداخل، ويسقط مكانة الماسونية في عينيه، أنتم اليوم بين رئيس ومرؤوس ، تابع ومتبوع، شرق يأمر ومستشرق يرضخ، مال يجمع، وجزية للشرق تؤدى، وليس من عمل يدل على أدنى أثر من الحياة للماسونية في الشرق”. |