العدد 282 - 283 -

العدد 282 – 283 ، السنة الرابعة والعشرون، رجب وشعبان 1431هـ، الموافق تموز وآب 2010م

جريمة القتل بالتحكم عن بعد جريمة عالمية، فمن يحاكم الولايات المتحدة عليها؟!

جريمة القتل بالتحكم عن بعد جريمة عالمية،

فمن يحاكم الولايات المتحدة عليها؟!

 

– ذكر تقرير لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» في 12/05/2009م أن الجيش الأميركي قد بدأ باستخدام طائرات مسلحة من دون طيار داخل باكستان، وكانت هذه المهمات من اختصاص الـ(سي أي إي) في السنوات السابقة. هذا البرنامج لجأ الأميركيون إليه بعد عجزهم الكبير عن ملاحقة المقاتلين الأشداء الذين اعتادوا الاحتماء في الأماكن الجبلية الوعرة على الحدود الباكستانية – الأفغانية.

– اعتماد هذا الأسلوب من القتل بحق المسلمين في كل من باكستان وأفغانستان أوقع حكومة باكستان العميلة لأميركا والخائنة لله ولرسوله والمؤمنين بين نارين: نار الانصياع والرضوخ للأوامر الأميركية ونار انكشافها أمام شعبها بشكل خطير. ودفعاً لهذا الحرج التمس زرداري من المسؤولين الأميركيين، أثناء زيارة له لواشنطن، أن يكون لباكستان أسطولها الخاص من هذه الطائرات ولكن المسؤولين الأميركيين رفضوا ذلك، واعتمدوا تسوية شكلية فصاروا يسمونها طلعات مشتركة، بمعنى آخر صاروا يشاركونهم بالاسم وبالإثم في قتل المسلمين. هذا مع العلم أن هذا كان سلاح (إسرائيل) المفضل في عدوانها على غزة في 27/12/2008م حيث استهلته بالهجوم على حفل تخرج للطلاب من مقر أكاديمية الشرطة في غزة.

– لقد أصبحت هذه الطائرات مفضلة لدى المخططين العسكريين الأميركيين، وطلب وزير الدفاع الأميركي غيتس بزيادة إنتاجها والاعتماد عليها. وبحسب نشرة “كومون دريمز” في 16/5/2009م فإن 5500 طائرة من دون طيار تعمل في أجواء العراق وفي مسرح العمليات وفي أفغانستان وباكستان. أما عن انطلاقها فهي تنطلق من مطارات باكستانية وبدعم استخباري باكستاني. ولولا ذلك لما استطاع الأميركيون أن يحققوا شيئاً ضد المسلمين. وعن آثارها السلبية قال ديفيد كيلكولين كبير خبراء مكافحة (التمرد) الذي صاغ الاستراتيجية في العراق، قال أمام الكونغرس إن الطائرات من دون طيار تضر أكثر مما تنفع؛ لأن غاراتها تثير غضب السكان وتقربهم في مشاعرهم من المقاتلين وتؤدي إلى فقدان الحكومة الباكستانية السيطرة على شعبها.

– وعن الجانب الأخلاقي فإن هذا النوع من القتل الذي يستهدف شخصاً أو أشخاصاً معينين ليقتلوه (وقد لا يقتلونه) ولكنهم يقتلون كل من يحيط به ولو كانوا بالعشرات وأحياناً بالمئات هو جريمة بحسب القانون الدولي. فإذا كان الوجود الغربي في أفغانستان عبر الناتو مغطى بـ(إيساف) الممثلة للأمم المتحدة، أي ما يحدث باسمها، فهل بعد هذا الانكشاف والسقوط الحضاري من انكشاف وسقوط؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *