«موقف الحزب من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة»
2010/07/17م
المقالات
2,490 زيارة
حزب التحرير في الذكرى التاسعة والثمانين لهدم الخلافة:
المؤتمر الإعلامي المركزي العالمي – بيروت
«موقف الحزب من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة»
تمهيد
تتقدم قضايا المسلمين وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية، وتقدم على أنها قضايا وطنية أو تتعلق بمنازعات حدود أو تمثلها شعوب مختلفة… وذلك بعيداً عن كونها قضايا إسلامية، فضلاً عن أن يكون حلها إسلامياً.
فقضية فلسطين مثلاً اختصرت حتى أصبحت قضية الفلسطينيين فقط، ثم اختصرت أكثر حتى أصبحت قضية عباس أو حماس. والعراق جعلت الولايات المتحدة قضيته قضية مذاهب وأعراق مختلفة وتعمل على تظهيرها بدويلات ممزقة. وأفغانستان يشن الغرب مجتمعاً بزعامة الولايات المتحدة الحرب عليها تحت حجة الحرب على الإرهاب ومكافحة المخدرات. وكشمير صورت قضيتها على أنها قضية حدود بين دول متصارعة. وتركستان الشرقية صورت على أنها جزء من الصين ومن يقوم بمواجهتها هم انفصاليون إرهابيون. وهكذا سائر القضايا.
وتقوم وسائل الإعلام التابعة في إعلامها لسياسات الدول الكبرى بقلب الحقائق وتزييفها وتصوير مجريات الصراع على غير حقيقتها فتساهم في تنفيذ الجريمة، ولا يشك أحد بالدور التضليلي الخطير الذي تمارسه وسائل الإعلام هذه في طمس حقائق قضايا المسلمين.
وهكذا أصبحت قضايا المسلمين معزولة عن بعضها، وتسمى بتسميات شتى، وتتحكم بها مصالح الدول الكبرى، وتساندها الدول الإقليمية المجاورة كل منها لمصلحة الدولة الكبرى التابعة لها، وإذ ذاك تصبح حركات المقاومة والتغيير هي الطرف الأضعف، وتجبر على الارتماء في حضن الدول الكبرى المتصارعة لتستقر على إحدى ضفتيها، وإذ ذاك تفرض عليها مفردات الغرب في تصوير واقع الصراع.
نتيجة لما ذكر رأى حزب التحرير أنه لابد من عقد مؤتمر إعلامي عالمي يعيد طرح قضايا المسلمين بشكل شرعي، ويظهر أنها قضايا إسلامية، قضايا الأمة الإسلامية جمعاء، وليست قضايا شعوب مختلفة، ولا مشكلة منازعات حدود… وبالتالي ليست معزولة عن بعضها، فالإسلام أمر المسلمين أن تكون أمتهم أمة واحدة وأن يجير أدناهم أقصاهم، وأن يكونوا يداً واحدةً على من سواهم، وأن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية… من هنا تنادى حزب التحرير هذا العام إلى عقد مؤتمره السنوي الجامع بعنوان: «موقف حزب التحرير من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة»، ليضع النقاط على حروف هذه القضايا، مبيناً أنها إسلامية، وأن حلها شرعي، وأن حل كل هذه القضايا حلاً جذرياً هو حل واحد يتمثل بإقامة الخلافة الراشدة الثانية، وأن هذا الحل يجب أن يكون قضية المسلمين المركزية التي بحلها تحل كل قضاياهم… لذلك كان هذا المؤتمر.
مقدمة
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات، وبطاعته تبلغ الدرجات، وبمعالي الأمور تتحقق أفضل القربات، والصلاة والسلام على خير الناس للناس، سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.
لا يختلف اثنان على تفرد حزب التحرير، في الأمة الإسلامية، بالعمل لعودة الخلافة الراشدة الثانية… ولا يخفى أن هذه الدعوة أصبح الرأي العام لدى المسلمين ملتفاً حولها. ولقد ظهر تخوف جدي لدى حكام الغرب وباحثيه ومفكريه وسياسييه وعسكرييه… من هذه الدعوة والعودة فراح يعمل على إجهاضها قبل ولادتها، ولكنه وصل إلى حقيقة لا لبس فيها، وهي أن إقامتها مسألة وقت وأن جل ما يستطيع فعله تجاهها هو تأخيرها، وكان وصوله إلى هذه الحقيقة نتيجة إصرار شديد لدى المسلمين على هذا التوجه، وكان يتم التأكيد عليه مع كل محاولة للغرب للصرف عنه.
ولقد عوّد حزب التحرير صاحب مشروع الخلافة الأمة الإسلامية بإقامة مؤتمرات سنوية يرمي فيها سهماً ويحقق فيها أهدافاً، فقد أقام الحزب مؤتمره الجامع في إندونيسيا بتاريخ 29 رجب 1428هـ الموافق في 12/8/2007م بعنوان «مؤتمر الخلافة العالمي» تم فيه تركيز تفرد حزب التحرير بالدعوة لإقامة الخلافة، وتركيز عالميته حيث حضره ما يزيد عن المئة ألف من شبابه ومؤيديه، وتركيز أن الدعوة لإقامة الخلافة الإسلامية هي مطلب جميع المسلمين. وكان فائق التنظيم والانضباط، لفت نظر الإعلام العالمي بشكل جعله يقر ويعترف بما وضعه الحزب لنفسه من أهداف لهذا المؤتمر… ثم عقد «مؤتمر حزب التحرير الاقتصادي» في الخرطوم بعنوان: «نحو عالم آمن مطمئن في ظل النظام الاقتصادي الإسلامي» بتاريخ 7 محرم 1430هـ الموافق 3/1/2009م في عز الأزمة المالية الرأسمالية التي راحت كل من أميركا وأوروبا الغربية تتخبط فيها ولا تعرف كيف السبيل للخروج منها، واستطاع الحزب أن يصيب بسهم هذا المؤتمر عدة أهداف منها بيان زيف الحضارة الغربية الرأسمالية التي تملك توليد الأزمات الاقتصادية ولا تملك حلها. وظهور النظام الاقتصادي الإسلامي كنظام عالمي يحتاج إليه العالم أيما احتياج لتخليصهم من أزمات الرأسمالية التي لا تنتهي، واستطاع الحزب أن يظهر على أنه صاحب هذا المشروع.
ثم كان “مؤتمر العلماء” في إندونيسيا بتاريخ 28 رجب 1430هـ الموافق 21/7/2009م حيث حضره حوالى ستة آلاف عالم من إندونيسيا ومن كل العالم الإسلامي، وبالرغم من المضايقات والمنع له من دول الضرار، فقد عقد وأرسلت الرسالة للأمة الإسلامية من هؤلاء العلماء أن لا علم مبرئاً لذمة المسلمين لتخليصهم مما هم فيه من حياة الضنك، ولقيادة العالم بالإسلام من جديد، إلا العلم الذي يدعو إلى العمل لإقامة الخلافة الراشدة، وأشار هؤلاء العلماء إلى أن حزب التحرير هو رائد هذه الدعوة، وأن العمل معه يبرئ الذمة. ثم جاء هذا العام ليضيف الحزب إلى مؤتمراته الناجحة السابقة مؤتمراً ناجحاً لا يقل أهمية عما سلفه من مؤتمرات، فقد جاء هذا المؤتمر بعنوان: موقف حزب التحرير من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة. وعقد بتاريخ 6 شعبان 1431هـ ـ 18/7/2010م.
وهذا المؤتمر كان ناجحاً على أكثر من صعيد:
1- استطاع الحزب أن يصور أن كل قضية من قضايا المسلمين هي قضية إسلامية، وأن أي وصف آخر لها هو وصف تضليلي يضيع المسلمين، وأن فصلها عن أصلها الإسلامي يمكّن للغرب الرأسمالي المستعمر.
2- استطاع أن يصور أن قضايا المسلمين ليست قضايا معزولة عن بعضها، بل كل قضية منها هي قضية كل المسلمين، وبالتالي فإن حلها إسلامي.
3- استطاع الحزب أن يظهر أن الحل الإسلامي الجذري والدائم لكل هذه القضايا هو حل واحد، وهو العمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية، وبذلك جعل الهم واحداً والحل واحداً.
4- استطاع الحزب أن يبين أن الحل لابد له من حزب إسلامي جامع يستطيع أن يجمع الأمة على هذا الحل، ويكون على مستوى التغيير وعلى مستوى مواجهة الدول الكبرى التي تقف وراء هذه القضايا، إذ تركها معزولة لا يجعل الصراع متكافئاً بين الدول الاستعمارية وحركات التغيير والمقاومة ما يجعل الغرب مستمراً في القبض على الأمور.
5- استطاع الحزب أن يطرح نفسه أنه ذلك الحزب الجامع صاحب المشروع الحضاري الكامل، وذلك بتفرده بالدعوة إلى الخلافة الراشدة الثانية.
6- استطاع الحزب أن يرسل الدعوة إلى الأمة بأفرادها، وعلمائها، وإعلامييها، وأهل النصرة فيها، للعمل مع هذا الحزب العظيم لتحقق معه هدفه الشرعي السامي.
وهناك نجاح آخر حققه الحزب بهذا المؤتمر تجلى بجذبه الإعلامي الشديد حيث تناولته عشرات وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية… ومن لطف تقدير الله لهذا العمل أن قامت دعوة من تيار نيابي يتزعمه النائب ميشال عون بحظر الحزب، وهذا أثار نقاشاً عريضاً حول مشروعية الحزب في لبنان، وكيف يسمح له بالعمل وهو يحمل أفكاراً لا توافق على الصيغة اللبنانية، فما بين مانع ومجيز بين النوّاب كون الدستور اللبناني يحمي الحريات في لبنان صنعت دعاية للحزب تم فيها نشر أفكاره وذكر طريقة سيره وهدفه، وذكر أماكن انتشاره، ومواجهة أنظمة الطاغوت له، وشدة محاربته، وصبره وصبر شبابه… وكذلك صنعت دعاية للمؤتمر، لو أرادها لكلفته المبالغ الطائلة، ولما حققت نتائج إيجابية إضافية مثلما حققته؛ لأنها حققته على أرض صراع فكري تكون الغلبة فيها للحق لا للقوة.
إن حزب التحرير يقوم بعمل جاد ومخلص وواع لإخراج الأمة مما هي فيه بالعمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية، وإنه ليرجو من الله ولا يرجو من سواه، أن يفتح قلوب المسلمين والعلماء والوجهاء والضباط لهذه الدعوة. وهو يسير على طريقة أن عليه الأذان وعلى الله البلاغ. وهو يتوكل على الله في عمله فيأخذ بأسباب العمل، ويتصف بدقة الالتزام ويختار أنجع الوسائل وأنسب الأساليب, وينتظر من الله سبحانه التوفيق في كل ما يقوم به، ولعل عقد مثل هذه المؤتمرات هو من إبداعات حزب التحرير، فعسى الله أن يرضى عنا ويوفقنا ويخرج الأمة بنا من وظلم الرأسمالية إلى عدل الإسلام. ومن ظلمتها إلى نوره، إنه على ما شاء قدير. اللهم اجعل عملنا هذا خالصاً لوجهك الكريم، واكتب لنا فيه خير الاستجابة من المسلمين. واجعل حزب التحرير حزبك واجعله من الغالبين ومن المفلحين.
مؤتمر المكتب الإعلامي المركزي – حزب التحرير:
«موقف حزب التحرير من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة»
الزمان: الأحد 6 شعبان 1431هـ 18/7/2010م
المكان: قاعة البريستول – فردان – بيروت – لبنان.
برنامج عقد المؤتمر:
بدء المؤتمر: آيات عطرة من القرآن الكريم، فيلم خاص بالمناسبة، كلمة الافتتاح.
الجلسة الأولى بعنوان: قضايا بلاد المسلمين المعتدى عليها.
– القضايا العربية: فلسطين – العراق – جنوب السودان.
– قضايا جنوب آسيا: أفغانستان – كشمير.
– قضايا جنوب شرق آسيا: إندونيسيا – حركات الانفصال.
– قضايا غرب ووسط آسيا: قبرص- القوقاز – تركستان الشرقية.
– مناقشة أوراق الجلسة الأولى.
الجلسة الثانية بعنوان: قضايا أخرى تهم المسلمين.
– الاعتداء على المسلمين في بلاد الغرب.
– الأزمة الاقتصادية.
– أزمة الطاقة النووية.
– مناقشة أوراق الجلسة الثانية.
– مؤتمر صحفي: تم عقده يوم الاثنين في 7 شعبان 1431هـ ـ 19/7/2010م الساعة 11:00 صباحاً.
الدعاية
لقد كانت الدعاية الإعلانية للمؤتمر متميزة، فقد ذكرت الصحف أن الطرقات الرئيسة امتلأت بالبانيويات ولا سيما طريق المطار وطريق الشام، وكان بارزاً في المؤتمر شدة جذبه للإعلاميين والسياسيين وسائر الناس قبل أن يبدأ، حيث كان الحديث بارزاً عنه في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب من قبل أن يعقد بأسبوعين، وقد بلغ عدد وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية بالعشرات، وتجاوزت هذه الوسائل كعادتها في مثل هذه المناسبة الحديث عن المؤتمر إلى الحديث عن أفكار الحزب وغايته وطريقة سيره وفترة تأسيسه. وأماكن انتشاره… ولعل الحزب استطاع بمثل هذه المؤتمرات السنوية أن يكسر التعتيم الإعلامي التي يمارس ضده نظراً لما تحمله من جدية في الطرح، وعمق في المعالجة، وصراحة في كشف المخططات، وجرأة في تحدي الأوضاع السياسية والأمنية التي تنشأ في وجهه حين عقد مثل هذه المؤتمرات، وهذا ما جعله في مقدمة العمل الإسلامي التغييري، ومادة نقاش حتى لدى مخالفيه، وهذا بحد ذاته يحمل الخير الكثير في نشر فكر الحزب وجعل المسلمين يثقون أكثر بما عنده.
لقد كان هذا المؤتمر مادة نقاش سياسي حاد بين النواب والوزراء في لبنان، حيث عقد المؤتمر، ومادة دسمة للإعلاميين، فقد عقد النائب ميشال عون رئيس تيار نيابي غالبيته من النصارى مؤتمراً صحفياً يوم الاثنين في 12/7 شن فيه حملة على الحزب وأفكاره مركزاً على رأيه في التوطين، ذاكراً أن الحزب لا يعترف بالصيغة اللبنانية… ثم في 13/7 عقد مجلس الأمن المركزي الذي يضم مختلف الأجهزة الأمنية ويرأسه وزير الداخلية وقرر مجتمعاً رفع طلب إلى مجلس الوزراء الذي سينعقد الأربعاء في 14/7 ليعرض كبندء طارئ على جدول أعماله يدعو فيه إلى سحب العلم والخبر من الحزب ومنعه من القيام بالمؤتمر بحجة أن هناك تقارير خطيرة حول الحزب، فقد وضع وزير الداخلية زياد بارود في أجواء تهويلية لذلك تبنى هذا الوزير فكرة الدعوة إلى سحب العلم والخبر وحظر الحزب، مع أن المعروف عن هذا الوزير أنه مع حرية إبداء الرأي والمعتقد والاجتماع، وأنه منفتح على الرأي الآخر، ونقل أنه وصلت للمجتمعين في مجلس الأمن المركزي توصية خارجية بحظر الحزب.
وانعقد مجلس الوزراء في 14/7 وطلب وزير الطاقة جبران باسيل، وهو صهر عون، من المجلس أن يتم التعامل بجدية مع هذا الملف، ولكن الملف لم يعرض على طاولة البحث، ونقل عن رئيس الوزراء قوله إن الملف يحتاج إلى بحث أكثر، وتم تأجيله. ويذكر أنه ما بين تصريح النائب عون في 12/7 وعقد مجلس الوزراء في 14/7 نشط شباب الحزب واتصلوا بالنواب وبالوزراء وبالسياسيين والإعلاميين وأعلنوا أن هناك اعتداء على الحزب، وأن الحزب مستمر في نشاطه سواء سحب العلم والخبر منه أم لم يسحب، وماض في مؤتمره لأنه لا يخالف القوانين المعمول بها بل يخالف أفكار المعترضين. ولما لم يعرض ملف الحزب على طاولة مجلس الوزراء شن أحد الأجهزة الأمنية حملة تخويفية ضد الحزب غرضه منها عدم عقد المؤتمر موحياً بأن ذلك هو رأي مجلس الوزراء، ولكن شباب الحزب أدركوا واقع هذه الحملة، وأن لا شيء يمنع من عقد المؤتمر، فعقد وكان عقده يبدو وكأنه تحدٍ صارخ للمعترضين، وقد تمت اتصالات تخويفية بمسؤولي الحزب من أجل عدم عقد المؤتمر ولكن هذا كله لم يفلح.
ويذكر أن هناك نواباً ووزراء كانوا يؤيدون سحب العلم والخبر وآخرين ضده باعتبار أنه لا يخالف القوانين، وأن آراء الحزب مهما كانت بعيدة وتخالف الصيغة فإن الدستور لا يمنعها إلا إذا خالف الحزب القوانين في نشاطه. وأعطوا أمثلة على ذلك وجود أحزاب مماثلة في لبنان لا تعترف بالصيغة كالحزب القومي السوري والحزب الشيوعي. ثم إن الحزب أصبح يملك شعبية لا يمكن أن يستهان بها، فلذلك تمت نصيحة رئيس الوزراء من قبل بعض نوابه أن حظر الحزب يؤثر على قاعدتهم الشعبية، وكذلك نقل أن الحزب في حال سحب العلم والخبر منه سيعود إلى نشاطه القوي السابق، وهذا ليس في مصلحة تهدئة الأحوال الأمنية في لبنان والتي تحتاج إلى تهدئة.
وكذلك فإنه بعد عقد المؤتمر جن جنون وزير الطاقة جبران باسيل صهر النائب عون واتهم وزير الداخلية بالتلكؤ عن حظر الحزب، ونشأ تبعاً لذلك نقاش حاد بين الوزيرين حول هذا الموضوع. كذلك طلب جبران باسيل هذا من زير الإعلام بأن لا يكون منحازاً في هذا الموضوع… كل هذا حدث والإعلام بتابع وبذكر التفاصيل مما أمّن للحزب جواً رائعاً من الدعاية، جعلت وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية تتناول الحزب بشكل أكثر بكثير مما لو عقد في أجواء عادية، والحمد لله على كل ما حدث.
ومع هذا عقد المؤتمر في وقته في المكان والزمان المحددين في 18/7/2010م في فندق البريستول في بيروت عند الساعة 9:45 صباحاً، وبدأ الحضور بالتوافد منذ الساعة 8:00 صباحاً، وكان رجال الأمن قد حولوا محيط البريستول إلى ما يشبه الثكنة العسكرية لأن هناك تقارير أمنية ملغّمة قد وردت تذكر أن تجمعات ومظاهرات للحزب قد تحدث، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، وكان جو الحضور هادئاً ولم يحدث أي تجمعات خارج الفندق، وامتلأت قاعة البريستول التي تسع 600 شخص مع أن الدعوات كانت خاصة للشخصيات السياسية والإعلامية.
لقد كان لافتاً للنظر نقل وقائع المؤتمر مباشرة عبر شاشة المكتب الإعلامي لحزب التحرير على الإنترنت، وقد أجرى فريق النقل لقاءات قصيرة مع بعض الحضور قبل عقد المؤتمر وأثناءه وبعد انتهائه. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير ممن كانوا يريدون الحضور من أرض فلسطين المباركة وعلى رأسهم المطران عطا الله حنّا منعوا من قبل سلطات الاحتلال (الإسرائيلي)، وكذلك منع الناطق الرسمي للحزب في الضفة الغربية من الحضور، كما أن الكثيرين من الشخصيات لم يستطيعوا الحصول على تأشيرة الدخول.
واتسم الحضور بالتنوع، إذ كان أبرز الحضور وفد من حزب الله برئاسة عبد المجيد عمّار، رئيس العلاقات السياسية، بالإضافة إلى حسن حدرج من المكتب السياسي لحزب الله، وكذلك كان من الحضور وفد من الجماعة الإسلامية، وكذلك ممثل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وممثل عن النائب محمد كبارة الأستاذ عصام كبارة والسيد معن بشور، ووفد يمثل علماء فلسطين، وممثل التيار الصدري العراقي الشيخ صلاح العبيدي، والسياسي الأردني المعارض ليث شبيلات، وممثل عن جمعية الاتحاد برئاسة منير رقية وعلي سليمان وعن الجبهة الوحدوية نبيل صيداوي، وممثل عن حركة “المرابطون” يوسف غزاوي، والدكتور صفوح يكن مرشح سابق لمجلس النواب بالإضافة إلى لفيف من العلماء ومن السياسيين المستقلين.
وقائع المؤتمر
– تميز المؤتمر بتنظيم وانضباط هيأت له لجنتا استقبال وانضباط جعلت وقائعه تسير بارتياح وضمن ما هو مرسوم له سلفاً. وقد بدأ المؤتمر في الساعة 9:45 صباحاً بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم ألقيت الكلمة الافتتاحية من قبل فادي عبد اللطيف نائب رئيس المكتب الإعلامي المركزي في حزب التحرير، فرحب بالحضور وذكر ببرنامج المؤتمر، ثم ذكر نبذة عن نشأة الحزب والتعريف به مذكراً بأفكار له تناسب موضوع المؤتمر من أنه لا يعترف بالرابطة الوطنية أو القومية، وأن إقامة الخلافة هي قضيته المركزية المصيرية، وأن طريقته في العمل مأخوذة من طريق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في إقامة الدولة الإسلامية، وهي تقوم على أعمال الصراع الفكري والكفاح السياسي وتثقيف الأمة بالثقافة الإسلامية اللازمة للتغيير وتبني مصالح الأمة وكشف خطط الاستعمار وطلب النصرة. وأنه ينظر إلى الأحداث والقضايا من زاوية العقيدة الإسلامية، وأن حزب التحرير حزب سياسي عالمي يعمل للتأثير في السياسة الدولية، وأنه نجح في تثبيت فرض “الخلافة” في أذهان المسلمين حتى أصبحت مطلباً عاماً عندهم، ووصل الأمر إلى يقين الكثيرين من مفكري وسياسيي الغرب بقرب قيامها، ثم ذكر ببعض النصوص الشرعية الواردة في الخلافة فهي وعد الله وبشرى نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
– ثم عُرض بعد ذلك فيلم وثائقي لمدة 10 دقائق تمحور حول الملمات التي أصابت الأمة بعد سقوط الخلافة، ومن ذلك احتلال الغرب لبلاد المسلمين وتقسيمها إلى أكثر من 50 كياناً هزيلاً يرأس كل منها حاكماً ناطوراً لمصالح الغرب واستمرار نزف مقدرات الأمة الإسلامية، ففي فلسطين اغتصبت الأرض المباركة بدعم الغرب، والعراق أرض الرجال والمال احتلته القوات الأميركية والبريطانية والقوات المتعددة الجنسيات، وفي السودان تستمر مؤامرة التقسيم، وكذلك تستمر الصين في قهر المسلمين في تركستان الشرقية، وروسيا في احتلال القوقاز، والهند في احتلال كشمير، وأفغانستان التي اجتاحتها جيوش الأطلسي، وفصل تيمور عن إندونيسيا… وكيف أن هذه البلاد العزيزة على قلب كل مسلم تنتظر قيام الخلافة الراشدة الثانية لتجمع بلاد المسلمين كلها تحت حكم إسلامي راشد بعد أن تخلصها من الاستعمار وما يلم بها من فتن، ولتحمل معها الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد. وكان هذا الفيلم مدخلاً طبيعياً لكلمات المؤتمر.
الجلسة الأولى:
– بدأت الجلسة الأولى في الساعة 10:15 مع كلمة (قضية فلسطين) ألقاها الأستاذ إسماعيل الوحواح، بدلاً من عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين الذي منع من الحضور، تناول فيها باختصار ما يلي:
إن فلسطين فتحت على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) واستمرت جزءاً من بلاد المسلمين إلى أن احتلها الصليبيون وسفكوا دماء أهلها المسلمين، وأجلوهم عنها إلى أن حررها بعد حوالى 90 سنة القائد الرباني صلاح الدين الأيوبي، ثم سقطت دولة الخلافة وقسمت الدول الغربية بلاد المسلمين، وأعطت فلسطين لليهود وأنشأت فيها الكيان (الإسرائيلي) بدعم وحماية من حكام المسلمين، ومنذ ذلك الوقت والصراع قائم مع هؤلاء المغتصبين الذين لا يتركون سبيلاً من سبيل الإجرام والنكاية بحق المسلمين إلا واتبعوه. ثم ذكر أنه من أجل جعل الوجود (الإسرائيلي) وجوداً طبيعياً في المنطقة فإن الدول الغربية أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية لتحوّل قضية فلسطين من قضية إسلامية تهم كل المسلمين إلى قضية الفلسطينيين فحسب، ومن أجل أن تقوم هذه المنظمة بالتنازل عن فلسطين من خلال عقد المعاهدات والاتفاقيات مع يهود كاتفاقيات وادي عربة وواي ريفر، واتفاقية أوسلو… وساندت الدول العربية في هذا التوجه عن طريق القمم العربية الخيانية ومبادرات السلام، وكذلك قيام حروب مصطنعة تحريكية لتحريك عملية السلام وخاصة حرب الـ73، وذكر أن أفكاراً غربية طرحت للحل، كفكرة الدولتين التي طرحتها أميركا، وفكرة الدولة العلمانية الواحدة التي تضم اليهود والفلسطينيين التي طرحتها بريطانيا… وذكر أن كل ما يحدث من اتفاقات وما يطرح من مبادرات إنما هو خيانة لله ولرسوله ولدينه، وأكد أن الأمة لن ترفع الراية البيضاء لا لليهود ولا للغرب ولا لأزلامهم من الحكام…
ثم ذكر الموقف الشرعي لحزب التحرير من هذه القضية والذي يقوم على ما يلي:
– رفض كل المشاريع الاستعمارية والتآمرية على فلسطين.
– تحريك جيوش المسلمين، الأقرب إلى فلسطين فالأقرب، حتى لو شمل كل المسلمين من أجل القضاء على كيان يهود مهما كانت التضحيات.
– إن الصلح مع يهود حرام شرعاً، وهو يعني التنازل عن أرض إسلامية، وهذه جريمة في الإسلام.
– إن حزب التحرير الذي يسعى لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية التي ستحرر فلسطين وسائر بلاد المسلمين المحتلة، يسعى في الوقت نفسه لأن تضغط الأمة على حكامها لتحريك الجيوش للقضاء على كيان يهود.
– الكلمة الثانية حول قضية السودان ألقاها رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في السودان عثمان أبو خليل تناول فيها أن تاريخ الفتح الإسلامي للسودان وقع في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان، وكانت مصر والسودان ولاية واحدة، ثم ذكر أهمية السودان من الناحية الاستراتيجية والثروات المعدنية الضخمة التي يحويها، والأراضي الشاسعة والغنية زراعياً، وهذا ما جعلها مطمع الغرب الرأسمالي الاستعماري الكافر. وذكر أن السودان غزي من قبل البريطانيين سنة 1898م، وفصل عن مصر وأعطي استقلالاً شكلياً سنة 1956م، وكان هذا من نتائج هدم الخلافة. وذكر أنه منذ سنة 1929م تعمل دول الغرب على تفتيت السودان إلى دويلات هزيلة مبتدئين بجنوب السودان الغني جداً بالمعادن والنفط وأراضيه الزراعية الغنية جداً، وذكر أنه بعد استقرار النفوذ الأميركي منذ 1969م وأميركا تعمل على الفصل حتى توصلت إلى أن تعترف حكومة البشير بحركة التمرد بقيادة جون غارنغ ووقعت بروتوكول مشاكوس في 20/7/2002م اعترفت فيه الحكومة بأحقية الجنوب بتقرير مصيره سنة 2011م، وفي سنة 2004م وقعت الحكومة اتفاقاً مع غارنغ على تقسيم السلطة بينهما بالإضافة إلى تقسيم الثروات مع إعطاء أبيي حكماً ذاتياً، وقد صرح البشير أنه أول من سيعترف باستقلال الجنوب إذا كانت نتيجة الاستفتاء لصالح الاستقلال.
وذكر أن الحزب قد واجه أعمال الحكومة وهذه الاتفاقيات أولاً بأول، وكان له الموقف الشرعي الذي رفع الصوت عالياً لإيصاله إلى الحكومة وإلى المسلمين، ثم ذكر موقف الحزب من هذه القضية، وهو كما يلي:
– ما يحدث في السودان من محاولات الانفصال إن هو إلا مؤامرة صليبية حاكتها أميركا، وقد أعانها ويعينها على ذلك نظام الحكم في السودان وكل الطبقة السياسية من موالاة ومعارضة.
– إن كل الاتفاقيات التي عقدت بين الحكومة والمتمردين وما نتج عنها، هو باطل شرعاً ولا اعتبار له.
– الحكم الشرعي لقضية السودان وعملية الانفصال عنه هو أنه يجب توحيد الأقاليم لا تفتيتها فهذا حرام شرعاً، ولا يجوز القبول بواقعه.
– إن حزب التحرير يعمل وسيبقى على الحفاظ على جنوب السودان كجزء لا يتجزأ من أرض الإسلام، ولن يسلم لأميركا ولا لعملائها بسلخ الجنوب عن أصله.
– إن دولة الخلافة الراشدة الثانية القادمة قريباً بإذن الله. ستعمل على توحيد السودان، وتوحيد مصر مع السودان، وتوحيد جميع بلاد المسلمين في دولة واحدة.
– ثم كانت الكلمة الثالثة التي ألقاها رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في العراق أبو زيد تناول فيها تاريخ الفتح الإسلامي للعراق أيام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وأهميته أنه أرض الأنبياء ومهد الحضارات، وكانت بغداد عاصمة الخلافة لقرون عديدة، وتحدث عن أهمية موقعه الاستراتيجي وعن ثرواته النفطية وخصوبة أراضيه الزراعية ما جعله مطمع الطامعين وفي مقدمهم الغرب الرأسمالي. ثم ذكر بعضاً من الصراع الأميركي البريطاني لأخذ العراق حتى وصل إلى الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات وبلغ قتلى المسلمين فيها أكثر من مليون إنسان، بالإضافة إلى هدر طاقات الأمة وضياع ثرواتها. وذكر أنها كانت حرباً بالوكالة عن الدول الكبرى، ثم ذكر كيف جاء ضم العراق للكويت بتخطيط بريطاني للسيطرة على نفط الخليج، ثم ذكر التدخل الأميركي المباشر الذي أفشل هذا المخطط، وجعل أميركا موجودة عسكرياً في المنطقة بأعداد وإمكانات عسكرية هائلة مكنتها من احتلال العراق سنة 2003م.
ثم ذكر أن أميركا ارتكبت بحق العراق والمسلمين فيه أبشع المجازر، فقد قتلت مئات الآلاف وعذبت بطريقة مهينة جداً المسلمين، وأذكت فيه النعرات الطائفية والعرقية وقسمت الحكم بناء عليها، وهذا بحد ذاته أكبر جريمة ترتكبها… كل ذلك من أجل تركيز احتلالها بعد اختلاق الذرائع الكاذبة لاحتلاله. وذلك بعد أحداث 11 أيلول سنة 2011م. ثم بعد أن لقيت مقاومة عسكرية شديدة كسرت هيبتها استعانت بالأمم المتحدة وبالناتو وبحكام العرب العملاء فلم تفلح، وها هي الآن تحاول أن تنسحب بعد أن زرعت في العراق بذرة الانقسام الطائفي والعرقي في أبشع الممارسات، وبعد تثبيت عملائها في الحكم وتمكين الدول المجاورة التابعة لها من التأثير في الأمن والسياسة حتى لا تخرج الرياح عما تشتهيه سفنها.
وعن موقف حزب التحرير من هذه القضية والمبني على الشرع فحسب ذكر أنه يتمثل بما يلي:
– تحريك الجيوش ضد المحتلين ومعاملتهم معاملة الدول المحاربة فعلاً كدولة يهود.
– وقوف الحزب ضد كل الاتفاقيات الأمنية وغير الأمنية التي تعقدها أميركا مع عملائها.
– رفض تجزئة العراق واعتبار المسلمين فيه من عرب وكرد وتركمان، ومن سنة وشيعة، أنهم إخوة وجزء من الأمة الإسلامية.
– إن دولة الخلافة الراشدة الثانية التي يسعى حزب التحرير لإقامتها لقادرة على تجميع المسلمين وصهرهم في بوتقة الإسلام السياسي والعقائدي، وحل مشاكل العراق المعقدة ببساطة من خلال الحكم الإسلامي.
– إن دولة الخلافة الراشدة الثانية القادمة قريباً بإذن الله هي القادرة على طرد الأميركي والبريطاني واليهودي المتخفي طرداً كلياً، وإعادة العراق جزءاً لا يتجزأ من بلاد المسلمين.
– بعد ذلك ألقيت كلمة مسجلة عبر الشاشة المرئية للأب حنا عطا الله متحدثاً باسم الكنائس، ولا سيما الكنيسة الأرثوذكسية، وقد افتخر بأن هذه الكنيسة سلمت مفاتيح القدس للخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وذكر أن النصارى عاشوا بأمان مع المسلمين في ظل الخلافة، ودعا إلى شحذ الهمم من أجل تحرير فلسطين من أيدي الصهاينة، وتمنى في النهاية النجاح للمؤتمر.
– ثم تحدث، من خارج كلمات البرنامج الأستاذ موسى الماك كور، وهو مسؤول مسلمي جنوب السودان تحدث فيها عن عدد المسلمين في جنوب السودان حيث يبلغون 30%، بينما النصارى 17% فقط، ومع ذلك يعمل الغرب على إعطاء الجنوب للنصارى، وتحدث عن ثروات الجنوب السوداني النفطية والمعدنية والزراعية والتي تبلغ 60 مليون فدان، بالإضافة إلى الثروة المائية والحيوانية، وذكر أن الحرب بين الشمال والجنوب أسفرت عن مقتل مليوني إنسان، وذكر أن الغرب يهدف إلى تفتيت السودان مبتدئاً من فصل جنوبه عن شماله.
– ثم توالت الكلمات حول قضايا المسلمين من غير العرب بدءاً من أفغانستان، فألقى مسؤول لجنة الاتصالات المركزية في حزب التحرير – ولاية باكستان سعد جكرنبي كلمته باللغة الأوردية مع ترجمة لها باللغة العربية على شاشة كبيرة في القاعة، وذكر فيها أن بداية الفتح الإسلامي لأفغانستان يعود إلى عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وذكر أن موقعها الاستراتيجي والثروات داخلها جعلها مطمع الاستعماريين بدءاً من البريطانيين مروراً بالاتحاد السوفياتي ووصولاً إلى أميركا ومعها حلف الناتو، وكلهم هزموا، والأخبار تحدثنا عن قرب الهزيمة الأميركية وتحطيم جبروتها على يد المجاهدين الأبطال.
أما موقف الحزب الشرعي من هذه القضية فذكر أنه يتمثل بما يلي:
– إن أفغانستان بلد إسلامي محتل من أميركا، والحكم الشرعي أنه إذا احتل ولو شبر من بلاد المسلمين فيجب استرجاعه، والمطلوب شرعاً تحريك جيوش المسلمين وجميع القادرين على حمل السلاح لطرد الاحتلال الأميركي. وبما أن هذا الفرض يكون على الأقرب فالأقرب فأول ما يقع على الجيش الباكستاني المسلم.
– إنه يجب الوعي على محاولات شق صف طالبان بتقسيمها إلى معتدلين ومتطرفين، ويجب الوعي على محاولات زرع فتنة عرقية بين شمال أفغانستان وجنوبه من طاجيك وأوزبك وبشتون. إذ يجب على المسلمين أن يواجهوا كفر أميركا يداً واحدة.
– إن حزب التحرير يعمل بجد واجتهاد لتحقيق هذا الأمر بإقامة خلافة راشدة في باكستان لتنصر أفغانستان وتطرد الأميركيين.
– ثم تناول المحاضر نفسه قضية كشمير التي ذكر أن وجود الإسلام فيها يعود إلى بداية الفتح الإسلامي، وتناول أهمية موقعها الجغرافي وثرواتها، وذكر مؤامرة فصلها عن أصلها وإعطائها من قبل الإنكليز للهندوس، ومن ثم ذكر محاولات برويز مشرف التنازل عنها للهند وطعن المجاهدين من الخلف بعد أن كادوا ينزلون بالهند هزيمة نكراء.
أما عن موقف الحزب الشرعي من هذه القضية فذكر أنها تتمثل بما يلي:
– وضع أحكام الجهاد موضع التنفيذ الفعلي لتحريرها من الهند وإعادتها إلى سلطان المسلمين.
– عدم الالتفات إلى القرارات الأممية والتدخلات الدولية والمفاوضات العبثية، فهي محرمة شرعاً وغير معتبرة.
– إن على الجيش الباكستاني إعلان الجهاد ضد الهند لتحريرها، وإن هذا الحل يتطلب قلع النظام الباكستاني العميل لأميركا وإقامة الخلافة الراشدة هناك لتقوم هي بالتحرير.
– بعد ذلك ألقى الأستاذ قاسم يونس قصيدة مؤثرة للشاعر العراقي أحمد صالح العسكري وهو أحد شباب حزب التحرير أرسلها لتقرأ في المؤتمر وذلك قبل وفاته بأيام. (مذكورة في الصفحة 240 من هذا العدد).
– أما قضايا المسلمين في جنوب شرق آسيا في إندونيسيا وحركات الانفصال في تيمور الشرقية وإقليم آتشيه وقضية بابوا فقد تحدث فيها الأستاذ عبد الحكيم عثمان باللغة الإندونيسية، فذكر أن هناك محاولات دؤوبة من الغرب لتفتيت إندونيسيا التي تضم 230 مليوناً من المسلمين. وإن داء الانفصال بدأ يسري إلى أقاليم سكانها من المسلمين وذلك بدفع وتآمر من الغربيين. وذكر أن الحل الإسلامي الذي يقدمه حزب التحرير هو منع الانفصال بكف يد الغرب الكافر عن ذلك، إذ إن نظام الإسلام هو نظام وحدة لا اتحاد، ولا يوجد فيه مناطق حكم ذاتي، ولا قوانين مختلفة بين ولاياته، ولا يوجد أي نظام فيه تمييز بين ولاية وولاية، بل هو قائم على قاعدة العقيدة الإسلامية والأنظمة الشرعية المنبثقة عنها والتي تحقق العدل للرعية دون أي تمييز.
– ثم كانت مداخلة للبروفسور الياباني حسن كوناكي ظهر فيها صدق اللسان والجنان، وذكّر أن فرض إقامة الخلافة يجب أن يكون فرض جميع المسلمين لا فرض حزب التحرير فقط، وذكر أنه تعرف على الحزب في السجن في السعودية عن طريق مسؤول المكتب الإعلامي المركزي المهندس عثمان بخاش.
– ثم ألقى بعد ذلك خلوق أزدوغان عضو المكتب الإعلامي في حزب التحرير – ولاية تركيا كلمة عن قضية قبرص، وذكر أن تاريخ إسلامها يعود إلى بدايات الفتح الإسلامي سنة 28هـ، ولموقعها الاستراتيجي احتلتها بريطانيا وفصلتهاعن أصلها بعد الحرب العالمية الأولى وموافقة مصطفى كمال على ذلك. وذكر أن قبرص كلها أرض إسلامية، ولا يعترف بأنها قسمان: تركي ويوناني، وحكمها حكم أي أرض إسلامية يجب أن تعود إلى المسلمين، وأن على دولة تركيا اليوم واجب فعل هذا، وإن لم تفعل فإن على المسلمين أن يضغطوا على دولتهم خاصة وأن لتركيا 30 ألف جندي في قبرص، وإن رفض النظام التركي ذلك فإن على المسلمين أن يعملوا مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة وإعادة قبرص إلى أصلها جزءاً من الدولة الإسلامية. وأن حزب التحرير سيحمل مشروع إعادتها بعد إقامة الخلافة الراشدة.
– ثم كانت الكلمة الأخيرة في الجلسة الأولى للأستاذ حنفي تيمور حول قضيتي القفقاس وتركستان الشرقية ألقاها باللغة التركية، وترجمت على شاشة كبيرة في القاعة إلى اللغة العربية. فعن القفقاس ذكر أهمية موقعه ومساحته وما يحويه من ثروات ضخمة. وذكر أن دخول الإسلام كان مبكراً منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وعثمان بن عفان (رضي الله عنه) وذكر أنها الآن محتلة من الروس، ويجب إعادتها إلى بلاد المسلمين، وأن الخلافة الراشدة هي من ستقوم بذلك إن شاء الله تعالى. حيث ستنطلق جحافل التحرير في دولة الخلافة جنباً إلى جنب مع أهالي المنطقة من المسلمين المتمسكين بدينهم بقوة والمتمرسين بالقتال لإعادة القوقاز إن شاء الله كاملاً إلى دار الإسلام. وبعد تحريرها سينطلق الجهاد لتحرير مناطق قازان الإسلامية وغيرها من بلاد المسلمين المغصوبة.
– وعن تركستان الشرقية ذكر الأستاذ حنفي تيمور أن الفتح لها وضمها إلى بلاد المسلمين كان على يد القائد قتيبة بن مسلم الذي فرض الجزية على الصين، أما الآن فهي محتلة من الصين، وأراضيها واسعة وغنية جداً، وقد مارس فيها الصينيون أقسى أنواع القهر ضد المسلمين هناك، وذكر أن حزب التحرير يدرك أنه لا يجرؤ أحد من حكام المسلمين العملاء على مواجهة الصين لتحرير تركستان من براثنها ولتوحيدها مع جناحها الغربي، وأنها تنتظر مثلها مثل القوقاز رايات الجهاد في دولة الخلافة الراشدة القادمة بإذن الله لتقوم بذلك…
– بعد ذلك داخل الصحفي التركي مصطفى أوزجان بكلمة قصيرة تكلم فيها عن مآسي الأمة الإسلامية في العالم الإسلامي واستمرارها دون أن تحرك الأمة أي ساكن كجنوب السودان، وتعجب كيف يستقبل شيوخ الأزهر البطريرك الروسي الذي شجع على فصل قبرص عن أصلها وإعطائها لليونانيين أتباع كنيسته، وعرج على خيانة حكام المسلمين كعبد الناصر، وختم أنه لابد من وضع حد لهذا الانفصال وتحقيق الوحدة الإسلامية من جديد.
– ثم داخل أمين سر مجلس علماء فلسطين فذكر أن فلسطين هي من أهم قضايا المسلمين، وذكّر بالارتباط العقدي للمسلمين بها فهي أرض الإسراء والمعراج، وركز على أهمية المسجد الأقصى للمسلمين. ثم رد رئيس المكتب الإعلامي في حزب التحرير – ولاية العراق على الصحفي التركي أوزجان بالنسبة لقوله: إن الأمة لم تحرك ساكناً تجاه ما يجري من محاولات الفصل وغيرها، فقال: إن الأمة مكبلة بحكام عملاء للغرب وأعداء لها منعوها من التحرك، وحزب التحرير يعمل في الأمة من أجل فك الأكبال عن الأمة بإقامة الخلافة على أنقاض عروش هؤلاء الحكام ورد ما فصل إلى أصله، وطرد الأعداء ومن ثم نشر الإسلام. ثم بين خطأ إطلاق الدول الإسلامية على الدول الحالية إذ ليس في الإسلام إلا دولة واحدة هي دولة الخلافة. ثم إن هذه الدول لا تحكم بالإسلام.
– ثم داخل الدكتور محمد نمر زهمور رئيس المجلس الإسلامي لأهل فلسطين في لبنان حيث شكر الحزب على دعوته، وذكر أن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، ثم ذكر كيف تمت المؤامرة على فلسطين من قبل دول (الاستعمار) التي سماها (الاستخراب) وعرج على وعد بلفور وسايكس – بيكو، ودور الجامعة العربية في تضييع قضية فلسطين، ثم ذكر أن فلسطين لن تعود إلا بالجهاد من خلال الخليفة الراشد، وختم أن الله سبحانه لن يتخلى عنا في إقامة خليفة يجاهد الأعداء ويحرر فلسطين.
– ثم علق الأستاذ ناصر رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في اليمن ذكراً أن هناك كثيراً من قضايا المسلمين لم تدرج في المؤتمر كقضية اليمن الذي تضعه الدول الغربية من ضمن أولوياتها في التقسيم بعد السودان، وذكر أننا أصبحنا كالفئران داخل المختبر للتجارب، وذكر أن ما طرح في المؤتمر من معالجات للقضايا المذكورة ينطبق على سائر القضايا في بلاد العالم الإسلامي المقسم، وأن الطروحات الأخرى البعيدة عن الشرع والمستندة إلى الواقعية والعمالة والخيانة مثل المفاوضات والمعاهدات والاتفاقيات وما شاكلها ما هي إلا عامل لزيادة المشاكل وتعقيدها، والحل يكمن في تحكيم الإسلام وإقامة الخلافة الراشدة والجهاد في سبيل الله.
– ثم داخل صحفي من جريدة وقت الأستاذ أحمد غارغل، وهو أحد الذين شاركوا في أسطول الحرية إلى غزة، فتحدث عن مكر يهود وكذبهم وكيف أنهم لفقوا حججاً كاذبة لتبرير اقتحامهم للأسطول وقتلهم وجرحهم للعشرات بحجة أنه أطلق عليهم النار، وتمنى أن يقيم الأتراك الخلافة إذ إن الذين أسقطوها ينسبون إليهم.
– ثم عرضت بعد ذلك مداخلة مرئية مسجلة لإمام وخطيب المسجد الأقصى حامد البيتاوي ثمّن فيها جهود الحزب وأعماله لإعادة الخلافة وذكّر بعدة أمور:
– الإسلام نظام متكامل شامل للحياة يتمثل في دولة الخلافة. فالخلافة فرض شرعي، وقد انشغل بها الصحابة الكرام مؤخرين دفن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لأهميتها.
– إن أكبر نكبة ألمّت بالمسلمين كانت نكبة الخلافة، وما نراه من مصائب ونكبات إنما هو نتيجة لسقوطها.
– الواجب يفرض على المسلمين وخاصة العلماء والدعاة وأصحاب الفكر… أن يجدّوا لإقامة الخلافة.
ثم ذكر تنحية الإسلام والقرآن عن الحكم لتحل محله أحكام وضعية فرضت على الناس بالحديد والنار، ونبّه إلى دور الحكام كعملاء للغرب وعملهم في الحيلولة دون عودة الخلافة، ثم ختم أن الخلافة لابد قائمة لأنها وعد الله وبشرى رسوله وستكون خلافة على منهاج النبوة، وأننا على أبوابها، وستكون القدس عاصمتها بإذن الله ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً.
– ثم كانت هناك مداخلات عدة من مختلف بلاد العالم مباشرة عبر الإنترنت تمحورت حول التساؤلات التالية: هل ستكون الخلافة بعد هذه الأنشطة قريبة؟ كيف ستجمع الخلافة بين السنة والشيعة؟ وكيف تسمع سلطة أوسلو لجميع الأعداء ولا تسمع لصوت الحق؟! وهل ستستطيعون نقل فعاليات المؤتمر عبر الإعلام المحلي والعربي رغم التضليل والتعتيم؟ وقد تمت الإجابة على هذه التساؤلات.
– ثم كانت استراحة للغداء وللصلاة عند الساعة 2:40. وأثناء الاستراحة كان تلفزيون المكتب الإعلامي عبر الإنترنت يجري مقابلات مع بعض الحضور.
الجلسة الثانية
– بدأت عند الساعة الرابعة من بعد الظهر. وكانت الكلمة الأولى فيها بعنوان: قضايا الاعتداء على الإسلام والمسلمين في بلاد الغرب، ألقاها الدكتور محمد سالم آتشا، باللغة الإنكليزية، وقد عرضت ترجمتها باللغة العربية عبر شاشة بيضاء في القاعة، وقد ركز فيها على محاولات الغرب لدمج المسلمين في المجتمعات الغربية، ولما فشلوا بذلك راحوا يعملون على تفريغ الإسلام من مضمونه ليتلاءم مع حضارتهم، ولما فشلوا بذلك شنوا الحملة على الإسلام فجعلوه عدوهم الأول بعد الشيوعية مع ادعائهم المزيف حوار الحضارات… وبدل أن يدافع حكام المسلمين عن الإسلام ومقدساته إذ بهم يدفعون علماء السلطة ليفتوا أن من حق الغرب أن يشرع ما يريده من قوانين ولو كان مخالفاً لحكم الله تعالى، ولهم أن يفرضوه على المسلمين، وعلى المسلمين تنفيذ القانون وإن خالف شرع الله بحجة الاضطرار، ومن ذلك الحجاب والنقاب الذي شعر الغرب أنه عامل أساسي في عدم اندماج المسلمين في حضارته، وذكر أنه كما لم يفلح في الماضي حرق الحجاب في مصر أيام سعد زغلول كذلك لن تنفع مؤتمرات الأمم المتحدة حول حرية المرأة وتحريرها، ولن تفلح بإذن الله في تغيير هوية المرأة واستمرار التزامها بأمر الله تعالى.
ثم ذكر موقف حزب التحرير من هذه الهجمات الغربية على الإسلام والمسلمين وهو دعوة كل مسلم ومسلمة هناك للالتزام بالأحكام الشرعية ومنه حجاب المرأة باعتباره أحد أهم حلقات الدفاع عن الأسرة المسلمة وعن الفرد المسلم وعن المجتمع المسلم، مع دعوة المسلمات بشكل خاص لمعرفة واجباتهن في الحفاظ على الأسرة وبنائها لخدمة دينها وقضايا أمتها… وذكر أن الدعوة الإسلامية التي نحملها للعالم تتضمن أحكام النظام الاجتماعي الذي ينظم العلاقات بين الرجال والنساء المسلمين وفقاً للأحكام الشرعية، وتعتبر هذه الأحكام جزءاً لا يتجزأ مما يجب حمله وتبنيه والدعوة إلى الالتزام به بوصفه أسيجة الحماية القوية من سموم الحضارة الغربية. وذكر أن الحزب يرى أن حصانة المرأة المسلمة في المجتمع الإسلامي يحول دون تسرب غزو فكري دخيل لمجتمعات المسلمين…
وذكر كيف أن فرنسا شيراك عندما منعت الحجاب أرسل الحزب إلى شيراك رسالة تذكره أن الخلافة قد أنقذت يوماً فرنسا وملكها من الأسر، وأن عليه أن يذكر حسن صنيع الخلافة فلا يتجرأ على مضايقة المسلمات بنات الخلافة القادمة إن شاء الله، فما كان من السلطات الأمنية إلا أن استلمت الرسالة ومنعت تسليمها باليد إلى شيراك، ومنعوا وسائل الإعلام عندهم من عمل لقاء إعلامي مع الوفد، ثم استمرت فرنسا في مضايقة المسلمات في لباسهن الشرعي ظناً منها أن قيام دولة الخلافة من جديد أمر بعيد المنال، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً إن شاء الله وعندها (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء 227].
– ثم تبع هذه الكلمة مداخلة للمعارض الأردني ليث شبيلات حيث أبدى ابتداءً إعجابه بما سمع من كلمات، وذكر أن هناك إيجابيات كثيرة يتمتع بها الحزب، فهو حزب عالمي ومركزي موحد يعمل تحت إمرة أمير واحد منذ تأسيسه، ولم يكن فيه انشقاقات وانقسامات تذكر، وأن النقاش مع أي عضو في الحزب كالنقاش مع أميره، وتحدث عن لقائه بأمير الحزب عطا أبو الرشتة حينما كان ناطقاً إعلامياً للحزب في الأردن، وأضاف أن الحزب انتقل معه نقلة نوعية والدليل على ذلك هو هذا المؤتمر. وتمنى على الحزب أن يخرج أكثر وأكثر إلى التحاور مع الآخرين، وتساءل هل الأمة هي الإخوان والحزب فقط، وادعى أن هناك بوناً شاسعاً بين فكر الحزب والناس، فالناس يريدون الإسلام ولكنهم يخافون من الحكم الإسلامي ويقولون: لو حكمنا هؤلاء فسيمنعوننا من كثير من الأمور، ولذا علينا أن نجيبهم أكثر وأكثر، وقال: نريد أن نطمئن إذا حكم الحزب، وختم بأن على الحزب التخاطب مع سائر التنظيمات التي لا تؤمن بفكره كالتيار العوني، وأن نحذو حذو حزب الله.
وقد علق الأستاذ إسماعيل الوحواح على هذه المداخلة بقوله إن ما يتنباه الحزب من الأحكام الاجتهادية هي صواب في نظرنا تحتمل الخطأ. وكذلك نرى ما يتبناه الآخرون من أحكام اجتهادية هي إسلامية، ولكنها خطأ وتحتمل الصواب، ومثل هذه الاجتهادات لا تؤدي إلى الشقاق بين المسلمين، أما أفكار الكفر كالعلمانية والرأسمالية والشيوعية فنحن معها على خصام… أما بالنسبة للخلافة فهي ليست لحزب التحرير بل لكل الأمة، والدولة الإسلامية تقوم على قوة الدليل، ولا تتبنى في القضايا الفردية ولا تلزم الناس بشيء منها، أما القضايا العامة فلها قوانين واحدة يتبناه الخليفة لرعاية الناس بها، وفي دولة الخلافة لا أحد فوق القانون (أي الشرع لأن قانون دولة الخلافة إنما هو أحكام شرعية) لا الحاكم ولا المحكوم، حتى الخليفة نفسه يكون تحت القانون، وكذلك المسلم وغير المسلم يخضعان لنفس القانون العام، وهذا حق الذي يعيش معنا قرره الإسلام وليس منة. فالإسلام منذ بعثة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حكم بين الناس بالحق بين المسلم وغير المسلم ولا داعي للخوف.
– ثم كانت كلمة رئيس المكتب الإعلامي في حزب التحرير – ولاية لبنان الأستاذ أحمد القصص حول الأزمة الاقتصادية الدولية الحالية، فذكر أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ثم ذكر أن عدد أزمات هذا النظام تجاوزت الـ140 أزمة بالإضافة إلى 63 أزمة مديونية سيادية، واعتبر أن من طبيعة النظام الرأسمالي الأزمات والتقلبات. وأكد أن أساس أزماته تكمن في عقيدة هذا النظام التي قامت على أساس الحل الوسط، والتي انبثقت عنها الملكية الفردية المطلقة التي اعتبرت هي الأساس على حساب الملكية العامة وملكية الدولة. وأكد على أن الشركات الكبرى في النظام الرأسمالي تأكل الصغرى، والأغنياء يزيدون غنى والفقراء فقراً، وقد أدت النظرة إلى الملكية الفردية بهذا الشكل المطلق إلى كوارث في المجتمعات الرأسمالية، إذ وجدت طبقتان الأولى تشكل 5% وتملك 95% من الثروات، بينما الثانية تشكل 95% وتملك 5% من الثروات، وذكر أن كل المعالجات للأزمات الاقتصادية المتكررة في دول الغرب الكبرى ركزت على المحافظة على النظام بدل تغييره مع أنه سبب الداء، وبذلك تم تأخير الأزمة بدل علاجها. وذكر أن تدخل الدول الغربية في دعم الشركات الكبرى دون الصغرى بحجة أن سقوطها يؤدي إلى الانهيار الكامل أدى إلى تقويتها على حساب سائر الناس. وذكر أن أرقام الخسائر الفادحة للشركات والدول تتوالى بالرغم من كل محاولات العلاج الفاشلة لهذه الأزمة.
وذكر أن الغرب غفل في علاج هذه الأزمة عن تشخيص أسبابها، والتي تكمن في عقيدة النظام الرأسمالي الذي يقدس القيمة المادية وينفي سائر القيم، ثم نظرة هذا النظام إلى المشكلة الاقتصادية باعتبار أنها الندرة النسبية؛ ولذلك وجدوا أن حل المشكلة الاقتصادية في زيادة الإنتاج وتنظيم الثمن، ولما اتبعوا ذلك وجدوا أن الأزمات تتوالى بالرغم من كثرة السلع؛ ولذلك تخبطوا. ورأى بعضهم أن الحل يكمن في زيادة الاستهلاك، وبذلك ناقضوا نظرتهم أن المشكلة تكمن في الندرة النسبية، وذكر أن هناك عاملين زادا الأمر تفاقماً وهما: المصارف الربوية والاعتماد على العملة الورقية الفارغة من قيمتها الحقيقية.
وفي الخلاصة، ذكر أن عقلاء الغرب يدركون خطورة غياب أي رادع روحي أو خلقي في النظام الرأسمالي. وذكر أن محاولات الترقيع لحل الأزمات ستنتهي إلى ما انتهت إليه محاولات الشيوعيين، وصارت الأصوات في الغرب تنادي أن النظام البديل يكمن في نظام اقتصادي تكون قاعدة العملات فيه هي الذهب، وأن أس البلاء يكمن في النظام الربوي، وذكر أن قاعدة الذهب والفضة وحرمة الربا هي من أحكام الإسلام.
وعن موقف الحزب من هذه الأزمة الاقتصادية الدولية فهو موقفه من النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي أنتج هذه الأزمة. وهو موقفه من الرأسمالية نفسها، فهي مبدأ باطل فاسد لأنها تقوم على أساس (فصل الدين عن الحياة) وهذا الأساس يمنع أن يكون لخالق البشر حق في التشريع وتجعله للبشر العاجزين. لذلك كان النظام الاقتصادي الرأسمالي فاسداً من حيث الأساس كونه من وضع البشر.
– ثم ذكر أن نظرة الغربي للمشكلة الاقتصادية على أنها “الندرة النسبية” أي بزيادة الإنتاج وترك الناس يتصارعون للحصول عليه وفق قدراتهم الشرائية، أدى إلى زيادة غنى الأغنياء وزيادة فقر الفقراء.
– إطلاق الملكية الفردية في النظام الاقتصادي الرأسمالي حوّل الدولة والمجتمع وغالبية القوى الاقتصادية إلى رهائن بأيدي حفنة قليلة من الاحتكاريين الجشعين فقام هؤلاء بإنشاء البنوك الربوية العملاقة، والشركات الرأسمالية العملاقة، وأنشؤوا الاقتصاد الوهمي، وتلاعبوا في الأسواق المالية “البورصات” بأساليب شيطانية، وابتلعوا الشركات الصغيرة… كل ذلك انطلاقاً من حرية تنمية الملك بأي طريقة يشاؤها الرأسمالي.
أما النظام الاقتصادي الصحيح الذي يراه الحزب فهو النظام الاقتصادي الإسلامي، لأنه يقوم على ركائز متينة عادلة أبرزها:
1 – منع الربا والمصارف الربوية منعاً قطعياً لأنه أس البلاء وأصل الداء.
2 – اعتماد الذهب والفضة كغطاء دائم للعملة، وهذا يمنع وجود تغير في أسعار الصرف، على خلاف العملة الورقية في النظام الرأسمالي فإنها تحمل عدم استقرارها معها وفق المضاربات الاقتصادية والأسواق الوهمية.
3 – مراعاة وجود الملكية الفردية وملكية الدولة والملكية العامة في الإسلام حيث إن لكل منها أحكامها، ولا تتداخل مع بعضها، فلا يجوز أن تستولي الدولة على الملكية الخاصة بالتأميم، ولا يجوز إدخال سياسة الخصخصة فيما هو من الملكية العامة كالمعادن والبترول، ولا يجوز إساءة استعمال ملكية الدولة من قبل المسؤولين.
4 – تحويل الشركات المساهمة التي هي شركات أموال إلى شركات إسلامية مكونة من شركاء مال وبدن، فتتخلص من استحواذ الأفراد على الأموال العامة من دون بذلهم لمجهودات حقيقية.
5- إلغاء الأسواق المالية التي تتحول فيها الأموال إلى أرقام وبيانات لا رصيد لها في الواقع، والاشتغال بالأموال الحقيقية في اقتصاد حقيقي؛ فلا يتعاملون إلا بما يملكون ويشاهدون.
6- إن الإسلام ينظر إلى أن المشكلة الاقتصادية على أنها تكمن في عدالة توزيع الإنتاج على الناس لسد الحاجات الأساسية لكل فرد منهم من ملبس ومسكن ومطعم، وتمكينهم من إشباع حاجاتهم الكمالية بالعدل والقسط.
ثم ذكر أخيراً أن أحكام النظام الاقتصادي في الإسلام هي أحكام شرعية من لدن حكيم خبير يعلم حقيقة ما يصلح مخلوقاته، فهو النظام الصحيح الذي يوفر العيش الآمن والحياة الطيبة للقوي والضعيف، والغني والفقير، ويكونون بهذا النظام عباد الله إخواناً. وإنه بهذا النظام تسعد البشرية ويصلح حالها وبغيره يستمرون في شقاء وعناء، يستغل قويهم ضعيفهم، وغنيهم يأكل فقيرهم، ويكونون فيما بينهم أعداء لداً. وصدق الله العظيم (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) [طه 123-124].
– ثم داخل الباحث الاقتصادي الدكتور سفيان التل. فذكر في مداخلته أن اليهود وضعوا أيديهم على النظام الاقتصادي الرأسمالي في أوروبا وأميركا منذ حرب واترلو حينما روجوا أن نابليون انتصر في الحرب؛ فهبطت قيمة الأسهم والعملات في بريطانيا، فاشتروا هذه الأسهم والعملات الهابطة، وبعد أربعة أيام تبين أن نابليون انهزم في المعركة فعادت الأسهم والعملات وارتفعت قيمتها وكانت في ملك اليهود، وبذلك استولوا على الاقتصاد البريطاني ثم فيما بعد الأوروبي ثم الأميركي. وذكر أنهم الآن يسيطرون على البنك الدولي الذي يعمل على إغراق الدول في الديون، وقد حذر رئيس وزراء ماليزيا السابق من التعامل مع هذا المصرف لأن بلاده ستنهار، وختم أن الحل الفعلي لهذه الأزمة الاقتصادية بالنظام الاقتصادي الإسلامي البعيد عن الغش والربا والاحتكار وإتلاف الغذاء وإفساد الماء والدواء حتى للأعداء.
– ثم كانت الكلمة الأخيرة لرئيس المكتب الإعلامي المركزي المهندس عثمان بخاش حول الأزمة النووية، فذكر أن أميركا هي أول ما استعملت هذا السلاح في ناكازاكي وهيروشيما وقتلت عشرات الآلاف ومازالت آثارها السلبية مستمرة حتى اليوم. وذكر أن الدول الكبرى سخرت العلم لإهلاك الحرث والنسل، وذكر أن الدول الكبرى هي التي تحاول أن تحتكر صناعته، وأنه لازالت البحوث لتطوير هذا السلاح مستمرة لتصبح أكثر فتكاً، وذكر أن نائب الرئيس الأميركي دعا إلى استعمال القنابل النووية التكتيكية في العراق وأفغانستان ضد المسلمين، وهذا ما حصل. وذكر أن معاهدات الحد من الأسلحة النووية يتم التوقيع عليها ولكن فعلياً مازالت هذه الدول تطور هذا السلاح. وانضمت كل من الصين و(إسرائيل) والهند وباكستان وكوريا الشمالية إلى لائحة الدول النووية.
أما عن السلاح النووي (الإسرائيلي) فإن أميركا راضية عنه ولا تريد إزالته، وليست مع انضمام (إسرائيل) إلى الدول الموقعة على حظر السلاح النووي وذلك حتى تقف في وجه دولة الخلافة الإسلامية المرتقبة.
أما السلاح النووي الهندي فإن أميركا كذلك راضية عنه حتى تقف في وجه الصين؛ لذلك دعمتها في إنشاء 15 مفاعلاً جديداً بحجة أن الهند دولة مسؤولة.
أما النووي الكوري الشمالي فإنه لا إشكال كبيراً حوله، وخاصة بعدما صرح حكام كوريا أنهم يوافقون على تسوية الملف مقابل مساعدات مالية.
أما النووي الباكستاني فله نظرة مختلفة، فأميركا متخوفة من أن يقع بيد الحركات الإسلامية إذا ما انقلبت على الحكم في باكستان، وهناك سياسة أميركية لإحداث اضطرابات تظهر باكستان أنها دولة على وشك الانهيار لتضع عبر الأمم المتحدة يدها على هذا السلاح خوفاً من وصوله إلى يد المسلمين الذين يصفونهم بأنهم أعداء البشرية.
أما النووي الإيراني فإن الأوروبيين يتخوفون منه كثيراً ويريدون وقفه، وأما (إسرائيل) فتريد ضربه، وأما أميركا فترفض أي ضربة عسكرية لإيران، بل هي تشجع على فرض عقوبات، وهي لها مصلحة في بقائه لتحقق أهدافاً لها ومن ذلك:
– استخدام النووي الإيراني لمحاصرة روسيا مستقبلاً ولإبقاء أوروبا خاضعة لمظلة الصواريخ الأميركية.
– لتبقى إيران فزاعة الخليج فتتمكن من الحفاظ على قواعدها العسكرية وبالتالي السيطرة على النفط.
– بيع الأسلحة لنهب ثروات الأمة بحجة حمايتها من إيران.
أما عن تفعيل اتفاقيات نزع الأسلحة النووية التي تدعو إليها أميركا، فإن الدول النووية الكبرى الأخرى دعت أميركا إلى التخلي عن سلاحها النووي أولاً ثم هم يتبعونها وإلا فلا.
أما عن موقف الإسلام من السلاح النووي فيتمثل بما يلي:
1- إن الحكم الشرعي يهدف إلى إحياء البشر لا إلى إبادتهم وهذه هي الغاية من الجهاد.
2- إن امتلاك السلاح النووي واستعماله من حيث الأصل حرام، وإن امتلكته دولة من الدول فحينها يجب على الدولة امتلاكه حتى تتحقق المعاملة بالمثل، وحتى نحقق إرهاب الأعداء وردعهم، فإن كان لا يتحقق الإرهاب إلا به فيجب على الدولة الإسلامية امتلاكه.
3- رفض التوقيع على حظر السلاح النووي لدول دون أخرى، بل يحظر على الجميع.
– ثم بعد الانتهاء من إلقاء الكلمة الرئيسية في الجلسة الثانية كانت هناك مداخلات قصيرة لرؤساء المكاتب الإعلامية لحزب التحرير ألقاها على التوالي: تاجي مصطفى من بريطانيا باللغة الإنكليزية، ثم شادي فريحة من الدانمارك باللغة العربية أكد فيها المضي على طريقة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يتحقق أمر الله وتقام الخلافة الراشدة، ثم أوكاي بالا من هولندا، ثم عثمان بدر من أوستراليا.
– ثم عرضت مداخلة مسجلة على الشاشة المرئية لعضو المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس ملف القدس حاتم عبد القادر ذكر فيها أن هناك تحديات كثيرة أمام العالم الإسلامي، ولا زالت كثير من البلاد الإسلامية تحت الاحتلال، ثم ذكر أن قضية الخلافة هي قضية كل مسلم ولا أحد يختلف على فرضيتها، وهي السبيل الوحيد لإعادة حقوق الأمة الإسلامية والعيش الكريم حتى لغير المسلمين، وذكر أن المشاكل التي نعانيها هي بسبب سقوط الخلافة، وذكر أنه بالرغم من الصعوبات التي تقف في وجه عودتها فإن المستقبل لها، والخلافة لاشك قائمة، فالنصوص تؤكد عودتها.
– ثم حدثت بعد ذلك مشاركات عبر الإنترنت مباشرة من أرض فلسطين تمحورت حول محاولة حظر الحزب في لبنان، وحول الحملة العالمية الشرسة على الحزب وطرح تساؤل: هل هذه الأوضاع القاسية على حزب التحرير هي دليل على قرب الخلافة الراشدة؟ وتمت الإجابة عليها من قبل المهندس عثمان بخاش والأستاذ أحمد القصص.
ثم بعد ذلك ألقى نائب رئيس المكتب الإعلامي المركزي فادي عبد اللطيف الذي كان يدير المؤتمر بنجاح الكلمة الختامية بيّن فيها أن موقف الحزب من قضايا المسلمين هي نتاج لفهم عميق وواعٍ لها، وأن ما طرح من حلول هي حلول عملية بجد، وهي كفيلة بإصلاح شؤون المسلمين بل والعالم أجمع، وهي حلول لا يتم تنفيذها إلا في ظل الخلافة الراشدة الثانية القائمة قريباً بإذن الله تعالى. وقال إننا نهيب بكل صادق التزام الحق في تناول قضايا العالم المصيرية، ونخص رجال السياسة والإعلام رفع الصوت في وجه الحكام وأسيادهم، وندعوكم لنصرة حزب التحرير في سعيه لاستئناف الحياة الإسلامية التي تضيء العالم بحضارة الإسلام. ثم ذكر أن غداً الاثنين سيعقد في المكان نفسه في فندق البريستول مؤتمر صحفي خاص بالإعلاميين، وسيجيب رؤساء المكاتب الإعلامية لحزب التحرير في العديد من البلاد عن التساؤلات.
المؤتمر الصحفي
عقد المؤتمر الصحفي يوم الاثنين في 7 شعبان 1431هـ 19/7/2010م في الساعة 11 قبل الظهر، حضره صحفيون لبنانيون وعرب وأجانب.. وقد أجاب رؤساء المكاتب الإعلامية لحزب التحرير في العديد من البلاد (المركزي، لبنان، فلسطين، اليمن، السودان، بريطانيا، هولندا، الدانمارك، أوستراليا، باكستان، إندونيسيا…) على الأسئلة وترجمت الإجابات إلى اللغة الإنكليزية.
في البداية تكلم رئيس المكتب الإعلامي المركزي المهندس عثمان بخاش، وذكر بشكل مختصر أن مؤتمراً لنا قد عقدناه بالأمس، وذكر مواضيعه، ودعا الإعلام توخي الموضوعية في النقل وعدم تشويه الصورة، وذكر أننا واضحون في الطرح لا نداهن ولا نجامل، وأن الإسلام هو دين للناس جميعاً، مذكراً بالآية الكريمة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء 107] وأن النصارى واليهود سيعيشون باطمئنان وبأمان في ظل دولة الخلافة، وأن التهجير للنصارى في العراق تم تحت ظلال الديمقراطية الأميركية، بينما لم يحصل مثل هذا طيلة 13 قرناً من الحكم الإسلامي. وذكر أن الهدف من هذا المؤتمر هو إيصال الرسالة إلى الناس كافة حول رؤية حزب التحرير لحل هذه القضايا، وذكر أن هذه الرؤية هي شرعية فحسب، وذكر أنه منذ سقوط الخلافة أصبحت الأمة نهباً لسائر الأمم وعلى كافة الصعد، فحزب التحرير يدعو الأمة لتتوحد تحت راية إمام واحد في ظل الخلافة التي تحل مشاكلهم دون استثناء، وحذر من زيادة التفتيت والتقسيم لبلاد المسلمين كما يحدث الآن في جنوب السودان. وقد تمت ترجمة ما ذكره الأستاذ عثمان بخاش، ثم توالت الأسئلة من الصحفيين وتمت الإجابة عليها من الممثلين الإعلاميين للحزب… وكان أبرز الأسئلة والإجابات:
1- هل لديكم مكتباً إعلامياً في إيران؟
– أجاب عثمان بخاش: إلى الآن لا، وربما سيكون في المستقبل.
2- ما المقصود أن تكون للحزب قيادة سياسية متخفية وقيادة علنية؟ وما الطريقة العملية لإقامة الخلافة؟ وهل عندكم خليفة معين؟ وأين سيكون مركز انطلاق الدولة؟
– أجاب الأستاذ أبو زيد: نشأ حزب التحرير استجابة لقوله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [آل عمران 104]. وحزب التحرير حزب عالمي البعد والخطاب، والحزب العالمي لابد له من قيادة سياسية، وقيادة الحزب معروفة، فمنذ نشأته كان الأمير الشيخ تقي الدين النبهاني (رحمه الله) ثم عبد القديم زلوم (رحمه الله) والآن الشيخ عطا خليل أبو الرشتة (حفظه الله)، وهو معروف لكل الأنظمة والناس، وكان له مكتب، ولكنه لدواعٍ أمنية لا يظهر، وهو يدير الحزب في العالم كله. أما طريقة سير الحزب فهي نفس طريقة سير الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في إقامة الدولة، وأما هل لدينا خليفة، فالخليفة للأمة وليس للحزب، وليس هناك خليفة معين، فمن تبايعه الأمة هوالخليفة، أما بالنسبة للسؤال عن مركز انطلاق الدولة فإن الحزب يعمل في أكثر من 40 دولة، وهناك دول تصلح لأن تكون نقطة ارتكاز للدولة وهناك دول لا تصلح. وأي دولة تصلح يمكن أن تقوم فيها الدولة ابتداءً كاليمن ومصر وسوريا والأمر بيد الله تعالى ليوفق أهل النصرة في ذلك.
3- هل ستقيمون الخلافة عبر الفتوحات؟
– أجاب عثمان بخاش: في دولة الخلافة من الطبيعي أن يعيش المسلمون وفق أمر الله تعالى، ودولة الخلافة هي جهاز تنفيذي تنفذ أمر الله وترعى شؤون الناس بالإعلام، ولا نصل إلى ذلك بالجهاد، فالجهاد حكم شرعي يتعلق بقتال الكفار لإعلاء كلمة الله، والذين حملوا السلاح لأجل إقامة الخلافة قد تراجعوا عن ذلك فيما عرف بالمراجعات. وعلق الأستاذ أحمد القصص قائلاً الدولة هي التي تقوم بالفتوحات، وليست الفتوحات هي التي تقيم الدولة.
4- كيف تنظرون إلى الحكام في بلاد العالم الإسلامي؟
– أجاب عثمان بخاش: الأنظمة القائمة تولدت من رحم سايكس – بيكو، والغرب تقوم سياسته على الاستعمار، وهو أوجد هذه الأنظمة لتحقق مصالحه، وهي تحكم بدساتير وضعية لا يقرها الإسلام ولا شرعية لها من الناحية الإسلامية، ونحن نعمل على تغييرهم من خلال الأمة، وتتم محاسبتهم بناء على أحكام الإسلام.
5- ما هو موقفكم تجاه الحركات الإسلامية الأخرى؟
– نناقشهم ونتحاور معهم، ونحن لا ندعي أننا نتحدث باسم الإسلام، نلتقي معهم في أمور ونخالفهم في أمور، ودعوتنا مفتوحة، فنحن نتواصل مع الجميع ونتواصى بالحق.
6- يقال إنكم متسامحون مع الشيعة؟
– نحن نقوم على خطاب الإسلام، ولا نقوم بأي توصيف آخر لا سني ولا شيعي، فالمسلم من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
7- كيف تنظرون إلى غياب العلامة فضل الله؟ وهل كنتم تلتقون معه في بعض الأفكار؟
– رحم الله العلامة فضل الله، رجل الموقف والكلمة، كنا نتواصل معه، وكان حريصاً على الوحدة الإسلامية، وكان متوافقاً معنا في أمور جوهرية، ونحن فقدنا رجلاً نحن بحاجة لأمثاله، ونحن في حزب التحرير قد نعيناه، فرحمة الله تعالى عليه.
8- الحزب الإسلامي أو الحركة الإسلامية التي تقول إن الإسلام قادر على الحكم وحل مشاكل الناس تتهم بأنها حركة أصولية متطرفة، وبحسب هذا التوصيف يعتبر حزب التحرير حركة أصولية. فما هي الآليات العلمية التي يتبعها حزب التحرير لإقامة الدولة؟
– أجاب عثمان إبراهيم من السودان: طريقنا في إقامة الخلافة هو نفسه طريق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما سار في مكة، وقام بجملة أعمال أوصلت في النهاية إلى إقامة الدولة في المدينة المنورة… فهذه طريقتنا، وهي طريقة شرعية ولا تتغير. أما الوسائل والأساليب فنعم تتغير، ونحن نأخذ بأفضلها لنتمكن من تحقيق إقامة الخلافة الإسلامية إن شاء الله تعالى.
وهكذا تم عقد المؤتمر بنجاح بحول الله وقوته وتوفيقه، اللهم اجعله مؤتمراً خالصاً لوجهك الكريم، وانفع به هذه الأمة أن تتوحد كلمتها أكثر وأكثر على فرضية الخلافة، وأكثر وأكثر على حزب التحرير رائد الدعوة لها، وافتح قلوب الضباط وأهل القوة لنصرة حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية القريبة بإذن الله تعالى. قال تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) [غافر 51].
التغطية الإعلامية للمؤتمر:
عدا عن شاشات التلفزيون وأخبار الإذاعات التي كانت تنقل أحياناً الأخبار مباشرة فقد حظي الحزب والمؤتمر بتغطية إعلامية واسعة في لبنان امتدت لأسابيع، وتجاوزته إلى بعض الصحف العربية والفضائية، وهذا قليل مما ذكر في الصحف اللبنانية والعربية
التغطية الإعلامية في لبنان:
– ذكرت صحيفة النهار في 29/6/2010م، وفي وقت مبكر جداً على الضجة الإعلامية، وتحت عنوان «مؤتمر عالمي لـ”حزب التحرير” تستضيفه بيروت في 18 تموز»: «تستعد قيادة “حزب التحرير” في ولاية لبنان لإنجاز اللمسات الأخيرة على مؤتمرها العالمي في 18 تموز المقبل في فندق بريستول في الحمراء، في تظاهرة ستجمع المئات من المسؤولين عن هذا الحزب في العالم، وشخصيات علمائية وأكاديمية لبنانية وعربية وإسلامية. ودرج الفرع في لبنان على تنظيم النشاطات والمؤتمرات المحلية وخصوصاً بعدما حصل على ترخيص وقعه وزير الداخلية آنذاك النائب أحمد فتفت في عهد الحكومة الأولى للرئيس فؤاد السنيورة. وأحدث هذا الأمر زوبعة من الاعتراضات على الحزب لأنه لا يعترف بالدستور اللبناني وسائر الأنظمة القائمة في البلدان العربية والإسلامية». وأضافت: «سبق لولاية لبنان في الحزب أن رفعت عنوان “الجهاد في الإسلام” في مؤتمرها السابق في بيروت، لكنها هذه المرة أعطته طابعاً عالمياً بالعمل على تقديم أجوبة عن جملة من القضايا الساخنة الإقليمية والدولية. وستتناول أبحاثه ثلاثة محاور هي:
– القضايا السياسية في العالم الإسلامي من البلدان العربية وصولاً إلى شرق آسيا.
– القضايا العالقة بين الإسلام والغرب.
– الأزمة الاقتصادية العالمية والرد على اجتماعات مجموعة العشرين في القمة التي استضافت أعمالها تورونتو في كندا.
ويتطرق المؤتمرون أيضاً إلى أزمة السلاح النووي وخصوصاً الملف الإيراني.
وسيبدأ المكتب الإعلامي في الحزب حملةً إعلانية بدءاً من اليوم في الصحف والمحطات الإذاعية واللوحات في الطرق تتناول المؤتمر.
ومن المقرر أن يحضر ممثلون لفروع “حزب التحرير” من السودان، واليمن، والأردن، والكويت، والجزائر، وباكستان، وتركيا، وبنغلادش، وأفغانستان، وروسيا، وأوكرانيا، وبريطانيا، والدانمارك، وبلدان أخرى ينشط فيها أعضاء هذا الحزب الذي تلاحقه أجهزة المخابرات في أكثر من دولة».
وفي جواب لسؤال من النهار استغرب قيادي في الحزب أن يُحدِثَ انعقاد مثل هذا المؤتمر ضجة في بيروت “لأن لبنان ساحة فكرية وثقافية ولن يسبب إحراجاً مطلقاً لأي جهة، وأن المدعوين ليسوا على لائحة الإرهاب”.
وترد أوساط الحزب على أسئلة “النهار” بالقول: “من حقنا أن نطرح وجهة نظرنا ورؤيتنا للقضايا الساخنة المطروحة، ولا نملك صواريخ بل مشاريع وطروحات إسلامية، ولدينا رؤية إصلاحية وصحيحة للعالم كله”.»
– وذكرت الحياة في 15/7/2010م تحت عنوان: «نشاط “حزب التحرير” ينتظر قرار مجلس الوزراء»: «توقفت الأوساط السياسية في لبنان أمام قرار مجلس الأمن المركزي في اجتماعه أول من أمس برئاسة وزير الداخلية زياد بارود رفع موضوع حزب التحرير الإسلامي إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب بالاستناد إلى التقارير الواردة إليه من المديرية العامة للأمن العام، ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، في شأن النشاط غير المرخص الذي يستعد الحزب لإقامته في الأيام المقبلة».
– كذلك نقلت كل من الحياة والسفير في 16/7/2010م عن بيان لحزب التحرير – ولاية لبنان صدر في 15/7 قوله: إن وصف المؤتمر العالمي الذي سيعقده يوم الأحد المقبل في بيروت بعنوان «موقف حزب التحرير من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة»، بغير القانوني هو محض اختلاق، مشيراً إلى «أن الجمعيات والأحزاب التي تعمل علناً في لبنان وبناءً على علم وخبر مقدم إلى السلطة لا تحتاج لعقد اجتماعاتها ومحاضراتها لأي ترخيص، إذ كان نشاطها داخلاً ضمن العلم والخبر الذي أعطته السلطة اللبنانية وكسبت بموجبه حضورها القانوني». وأضاف أن المؤتمر سيعقد داخل أحد الفنادق، أي بملكية خاصة، لافتاً الانتباه إلى أنه «حين أرسل الحزب موفداً إلى المحافظ لتسليمه العلم والخبر، أجابه المسؤولون بأنهم ليسوا بحاجة إلى تبليغنا لأن المؤتمر لا يعقد في مكان عام». كاشفاً أن «الحزب وجه دعوة لمحافظ بيروت ناصيف قالوش لحضور المؤتمر، كما أن عدداً من ضيوف المؤتمر وفدوا إلى لبنان بتأشيرات دخول من السفارات اللبنانية في الخارج». وتساءل «أين اختصاص الأجهزة الأمنية في تحويل أمر غير أمني إلى مجلس الوزراء، وكيف يحول ملف الحزب خلال 24 ساعة إلى مجلس الوزراء لطلب سحب ترخيصه، دون أي مسوغات قانونية، وهل يكفي في دولة القانون أن تكتب بعض التقارير الأمنية لتحول إلى السلطة السياسية ليدان الحزب على أساسها، أم أن الأجواء باتت تنذر بعودة النظام الأمني الذي تغنى السياسيون بالقضاء عليه منذ سنوات؟». وتوجه البيان إلى العقلاء من المسيحيين الذين سماهم (بالنصارى) في معرض رده على حملة النائب ميشال عون على الحزب، مخاطباً إياهم «أين المصلحة في قرار «التيار العوني» بأن يكون رأس حربة لبنانية في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها على الإسلام، وما يشكل ذلك من استفزاز لأكثر من نصف أهل لبنان، وما يثيره من ردود الفعل وتأثير على الاستقرار في لبنان». وكان وفد من الحزب قد زار البطريرك الماروني نصر الله صفير، في الديمان، ووجه إليه دعوة لحضور المؤتمر، مؤكداً انفتاح الحزب على الجميع».
– وكتبت صحيفة المستقبل في 17/7/2010م مقالاً طويلاً عن حزب التحرير تحت عنوان: «موجبات المطالبة بسحب “العلم والخبر” منه: هل يحظر حزب التحرير؟» وذكرت فيه تعريفاً عنه وعن عمله في لبنان، وكيف أن الفترة ما قبل 2005م شهدت تنسيقاً عالي المستوى بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية أثرت على نشاط الحزب قمعاً واعتقالاً “لأسباب أمنية”. وبعد العام 2005م تغيّر المناخ السياسي كلياً في لبنان، ما سمح بتقدم “حزب التحرير” من وزارة الداخلية بطلب الحصول على “علم وخبر”. وبالمقابل فقد كان قرار وزير الداخلية آنذاك أحمد فتفت “جريئاً” في منح الحزب المذكور ترخيصاً للعمل في لبنان. فقد كان الدكتور فتفت في قراره هذا -الذي حاز موافقة مجلس الوزراء أيضاً- متجرداً ومنسجماً مع قناعاته بترك الحرية لأي جهة كي تعرض قناعاتها السياسية، تحت سقف احترام القانون اللبناني، فضلاً عن أن فتفت شخصياً يؤمن بأفكار تتناقض كلياً مع ما يطرحه الحزب المذكور، ومع ذلك فقد وافق على منح “العلم والخبر”، رقم 182/أد بتاريخ 11/5/2006، (كما وافق على منح “علم وخبر” لأحزاب أخرى ممن يعتبر اليوم ضمن فريق الثامن من آذار)، وقد كان القرار موضع ترحيب في الأوساط الإسلامية، بما فيها تلك التي تتنافس مع “التحرير” في الساحة نفسها (“الجماعة الإسلامية” على سبيل المثال).
وذكرت أن أوساطاً عديدة انتقدت يومها القرار، لكن فتفت دافع عن قراره بأنه ينسجم مع مبادئ الديموقراطية، وبأنه يستند إلى قرار قضائي صدر في 17/7/2005م عن القاضي هاني الحجار، ألغى بموجبه التعقبات بحق المدعى عليهما المنتميين إلى “حزب التحرير”، عثمان البخاش وأحمد القصص، لعدم توافر عناصر التجريم بحقهما، ولأن “حزب التحرير” لا ينطبق عليه وصف “الجمعية السرية”، ولأنه “لم يتوفر في الملف أي دليل يثبت، على وجه الجزم، أن غرض حزب التحرير الإسلامي هو القيام بأعمال منافية للقانون”… أما إذا تورّط الحزب بعمل أمني فـ”سأطلب بنفسي من مجلس الوزراء حلّه”.
ثم نقلت المستقبل عن مصادر في الحزب ما يأتي:
1- من الناحية القانونية فإن الحزب لم يخرق القانون، لا أمنياً ولا سياسياً، و”مؤتمرنا يقام في مكان خاص ولا يحتاج إلى ترخيص، ومع ذلك فقد أعلمنا المحافظ، ووجهنا دعوات قبل أسبوعين إلى وزراء ونواب وسياسيين وأمنيين، ولم نلقَ اعتراضاً”.
2- من الناحية السياسية، فإن الحملة على الحزب -وفق مصادره- تتساوق مع حملة عليه في أكثر من بلد في العالم، بتحريض من الولايات المتحدة الأميركية كما يقول، وهي الدولة التي منعت إقامة مؤتمر كان الحزب المذكور ينوي تنظيمه فوق أراضيها مؤخراً.
3- إضافة إلى ذلك، فإن ما يتعرض له الحزب في لبنان “ينسجم مع المرحلة السياسية الجديدة، الأمر الذي جعل التعامل مع الحزب مختلفاً”، ويورد أحد قيادات الحزب دليلاً على ذلك، استهدافه قبل مدة من قِبل وئام وهاب، ثم “نبش” العماد ميشال عون نشرة للحزب صادرة في 12/10/2009، بلا مناسبة، ومطالبته الدولة بـ”إعادة النظر بالكتابات التحريضية لهذا الحزب”.
4-يعتبر الحزب المذكور أن ملفه أُدرج رغماً عنه في أتون المزايدات السياسية، حيث يعمد “التيار الوطني الحر” إلى استهدافه، لغايات ذات علاقة بشعبيته في الشارع المسيحي، وفي هذا الإطار تضع مصادر الحزب أيضاً؛ استعجال الوزير جبران باسيل في جلسة مجلس الوزراء الماضية بت مصير الحزب.
ما هو مصير المؤتمر؟ وما هو مصير الحزب؟ في انتظار بت مصير “حزب التحرير”، ينشط الحزب المذكور على مستويين:
المستوى الأول: التأكيد على انعقاد المؤتمر في وقته، لأن قرار مجلس الأمن المركزي يتعلق بـ”أية أنشطة غير مرخصة، والمؤتمر يقام في فندق ولا يحتاج إلى ترخيص، وهو غير مخالف للقانون… وفي كل الأحوال سنعقِد المؤتمر ولو في مسجد، لأن الدولة اللبنانية سمحت للمدعوين بالوصول إلى لبنان”.
المستوى الثاني: استثمار العلاقات السياسية التي راكمها الحزب المذكور خلال الأعوام الماضية، لتفادي اتخاذ قرار بحله، مع تأكيده بأنه سيواصل عمله، كما كان قبل قرار الترخيص له، فـ”نحن دعوة فكرية، والفكر لا يمكن حظره”.
– وذكرت صحيفة الأخبار في 17/7/2010م تحت عنوان «“البريستول” يبكي هدم الخلافة» أنه «انقشعت «غيمة الصيف» بالنسبة إلى حزب التحرير، ومرّ «قطوع حلّه». هذا ما يعتقده الحزب، وبدأ تقاطر أهل حزب التحرير، مجموعات وأفراداً، من مختلف أنحاء العالم إلى بيروت عبر «مطار رفيق الحريري الدولي». فيوم الأحد المقبل، ستكون بيروت على موعد مع «مؤتمر إعلامي عالمي» لـ«مناسبة الذكرى الأليمة التاسعة والثمانين لهدم الخلافة الإسلامية».
غيمة وانقشعت إذاً! هذا ما يعتقده حزب التحرير الذي يرى أن محاولة طرح حله بالطريقة التي حصلت فيها كانت أشبه بتهريب القرار عبر إمراره نتيجةً لتقارير أمنية طارئة معجلة ومكررة، عبر الإيحاء بأن مجلس الأمن المركزي اكتشف أمراً خطيراً يستدعي من مجلس الوزراء حلّ الحزب، ولاحقاً يوفر المجلس الذرائع. وذكرت أن عدم عرض «ملف حزب التحرير على طاولة مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال لأخذ قرار بشأنه، سمح لحزب التحرير باستيعاب الاستهداف المفاجئ والتحرك بفاعلية أكبر باتجاه بعض الفاعليات الروحية والسياسية لعرض وجهة نظر الحزب وإقناعها بعدم السير في محاولات استهداف الحزب التي كادت تنتحل صفة رسمية.
– وذكرت النهار في 18/7/2010م تحت عنوان «”حزب التحرير” يفتتح مؤتمره اليوم القصص” لا يمكن أحداً وقفه» أن “حزب التحرير” يفتتح «أعمال مؤتمره “العالمي”، التاسعة من صباح اليوم في فندق البريستول – الحمراء. وذكرت “وكالة الأنباء المركزية” أن “تعليمات واضحة أعطيت للأجهزة الأمنية لمنع نشاطات الحزب العلنية كرفع لافتات أو شعارات حزبية أو إقامة تجمعات في الشوارع. لكنها أوضحت أنها لن تقمع المجتمعين داخل القاعة أو تمنعهم من اللقاء ما دام العلم والخبر لم يسحب بعد”. وأبلغت مصادر قيادية في الحزب إلى “النهار” أن “المؤتمر المحدد لا يزال قائماً في موعده وسيحضره المشاركون”. وبسؤالها عن الموقف الذي سيتخذه الحزب في حال منع المؤتمر، أجابت: “ليتحمل الجميع مسؤولياتهم”.
– ذكرت صحيفة اللواء في 19/7/2010م تحت عنوان: «“حزب التحرير” عقد مؤتمره العالمي وسط إجراءات مشددة، “حزب الله” أبرز المشاركين ولبنان غاب عن قضاياه»: «عقد حزب التحرير مؤتمره في البريستول حاسماً الجدل الذي دار في الأيام الفائتة عن إمكانية حظر أنشطة الحزب، ومن بينها المؤتمر الذي شارك فيه شخصيات من مختلف دول العالم، وإن لم يتمكن بعض المدعوين من الحضور بسبب عدم تمكنهم من الحصول على تأشيرات السفر للوصول إلى لبنان.
عند التاسعة من صباح أمس، موعد بدء المؤتمر، تحول محيط فندق “البريستول” إلى ثكنة عسكرية، ولدى الاستفسار من المنظمين في حزب التحرير إذا كانوا تعرضوا لأي مضايقات، أو إجراءات من قوى الأمن، أكدوا أن الحزب معتاد في مؤتمراته السابقة التي نظمها في لبنان أن تكون الحراسة عليها مشددة بهذا الشكل.
وحضر المؤتمر وفد من الجماعة الإسلامية، بالإضافة إلى ممثل رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، وممثل النائب محمد كبارة، وحشد من الفاعليات والشخصيات. وحضره وفد من “حزب الله”، بالرغم من دعوات حلفائه في التيار الوطني الحر لحظر حزب التحرير.
وعلى عكس هذه الدعوات يقول ممثل حزب الله الشيخ عبد المجيد عمار لـ”اللواء” بأنه يرفض كل المحاولات والاتهامات التي تحاصر “إخوتنا” في “حزب التحرير”، واعتبر أن وجود “حزب الله” في المؤتمر أمر طبيعي، وهو لا يشارك في مؤتمرات حزب التحرير للمرة الأولى، مؤكداً على الهموم والقضايا المشتركة بين حزب الله وحزب التحرير.
ولدى سؤاله إذا ما كان يوافق على برنامج حزب التحرير بتفاصيله كاملة، سواء في موضوع الخلافة، أم انتقاده لإيران، يجيب «بأنه قد يكون هناك خلاف على بعض التفاصيل مع حزب التحرير، إلا أن وحدة الصف الإسلامي تتطلب التغاضي عن بعض الفروقات، مشيراً إلى أن الحزبين يلتقيان في الخط العام».
وذكرت اللواء: ولدى سؤال المسؤول الإعلامي لحزب التحرير في لبنان أحمد القصص عن سبب إقامة المؤتمر الدولي هذا العام في بيروت يجيب «نحن أقمنا مؤتمرات محليةً في لبنان، لكن هذه المرة الأولى التي نعقد مؤتمرنا الدولي هنا في بيروت، لأن بيروت مركز إعلامي، وبحكم المداورة، فقد رسى الدور هذا العام على لبنان» ثم ذكرت بعض وقائع المؤتمر وملخصاً عن بعض الكلمات بما يعطي صورة لابأس بها عن برنامج المؤتمر.
– وذكرت صحيفة السفير في 19/7/2010م تحت عنوان: «مؤتمر «حزب التحرير» بذكرى هدم الخلافة: دعوة عالمية للجهاد لا تستثني زاوية بالعالم»: «اختار «حزب التحرير» بيروت لإطلاق دعوة عالمية للجهاد ضد ما أسماها «الهجمات الصليبية الجديدة على المسلمين»، وحض المسلمين على الخروج على الأنظمة القائمة في الشرق والغرب وتغييرها لتعارضها مع نظرتهم التي لا ترى سوى الإسلام بديلاً. الدعوة للجهاد لم توفر أحداً من الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن، وشملت فلسطين، مروراً بالعراق وأفغانستان، وصولاً إلى كشمير، وانتهاءً بالهند وتركيا وقبرص!». وذكرت: «وعلى الرغم من اختلاف جنسيات وقوميات الحاضرين والمشاركين في المؤتمر الوافدين من مختلف البلدان العربية والإسلامية والأجنبية، إلا أن الرؤية المشتركة التي جمعتهم مفادها أن «لا خلاص للبشرية إلا بعودة الخلافة من جديد، والسعي لإقامتها في مختلف أنحاء العالم». كذلك ذكرت الصحيفة بعض المقتطفات من وقائع المؤتمر على ما ذكرناه من قبل، بما يعطي صورة لابأس بها عن برنامج المؤتمر.
– وفي أسلوب استفزاري يقصد به تهويش الحكومة على الحزب ذكر موقع التيار الوطني الحرب عبر الإنترنت في 20/7 ما يلي: «… على صعيد آخر، وبعدما تحدّى “حزب التحرير الإسلامي” الحكومة عبر إقامته مؤتمره في فندق “بريستول” الأول من أمس رغم الكلام عن سحب العلم والخبر الذي أعطي له سابقاً من الوزير أحمد فتفت، ورغم تأكيد رئيس الحكومة ووزير الداخلية أنه تم منع عقد المؤتمر وبالتالي إلغاؤه، أثار وزير الطاقة جبران باسيل هذا الموضوع بقوله: «إننا كنا أعددنا ملفاً عن منشورات الحزب وأفكاره لعرضها في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، إلا أننا اكتفينا بالسؤال عن صحة توجه وزير الداخلية إلى سحب العلم والخبر من الحزب، عندما جاءنا جواب بالإيجاب لجهة تأكيد هذا التوجه لدى الوزير، نظراً إلى وجود تقارير أمنية ومعلومات خطيرة عن بعض أعمال الحزب. أما وقد انعقد المؤتمر، وحدثت الضجّة، فنسأل رئيس الحكومة ووزير الداخلية في الإعلام عن معنى الكلام الذي قيل لنا في مجلس الوزراء وقيمته، لنعود ونطرح الموضوع في أول جلسة لهذا المجلس، وهل في الأمر تراجع أو خوف أو تقاعس، أو هل القرار الفعلي في مكان آخر، على ما يقوله صراحة بعض مسؤولي هذا الحزب».
– وذكرت صحيفة ليبانون فايلز الإلكترونية في 20/7 تحت عنوان: «بارود: سحب العلم والخبر من “حزب التحرير” يحتاج إلى قرار مجلس الوزراء» أن وزير الداخلية زياد بارود استغرب كلام وزير الطاقة فيما قام برفع الموضوع إلى “مقام رئاسة الوزراء وفق الأصول باعتبار أن سحب العلم والخبر يحتاج إلى قرار مجلس الوزراء وليس إلى وزير الداخلية”.
ورفض في حديث لـ”النهار” حتى الإيحاء بتقاعس ما، مذكراً بأن مجلس الأمن المركزي الذي يرأسه هو الذي بادر إلى طرح الموضوع وإحالته على مجلس الوزراء. وأكد أن مجلس الوزراء سيبحث في هذا الأمر لأنه المكان الصحيح ليناقش الوزراء بعضهم بعضاً وليس عبر وسائل الإعلام. واعتبر أن الهرطقة تكمن في الدعوة إلى منع الحزب من الاجتماع في قاعة مقفلة ما دام العلم والخبر لم يسحب منه.
– أما النائب عون الذي تولى كبر الدعوة إلى حظر حزب التحرير فقد نقلت صحيفة اللواء في 21/7 عنه في مؤتمر صحفي: «وردًا على سؤال عن انعقاد مؤتمر “حزب التحرير” الذي اعتبر فيه أن لبنان لن يكون إلا جزءاً من الأمّة الإسلاميّة، قال عون: «هذا رأيه، ولكن بالنسبة إلينا لا شرعيّة لحزب يتناقض مع العيش المشترك، فكيف نسمح لهكذا حزب أن يتكلم في هذا الأمر طالما أنه يدعو لأمر يناقض العيش المشترك، فليتحملوا المسؤولية، وإذا كان هناك من في الحكم غير قادر على تحمّل مسؤولياته فليستقل».
– ونقلت السفير في 21/7 كذلك قوله في المؤتمر الصحفي: «…وحول حزب التحرير، سأل عون: كيف نسمح بإعطاء الشرعيّة لحزب ينقض العيش المشترك والدستور وكلّ الفكر السياسي والديموقراطيّة اللبنانية؟»
– ونقلت الديار في 21/7 كذلك قوله في المؤتمر الصحفي: «… وعلق [عون] على قضية «حزب التحرير» معتبراً أن لا حكم يصلح في لبنان إذا كان يناقض العيش المشترك، فكيف نسمح لحزب يناقض العيش المشترك؟ مشيراً إلى أن هناك فئة في لبنان لا تتعلم، لا من تجربة الآخرين ولا من تجربتها الخاصة…».
– وذكرت جريدة النهار في 22/7 ما حدث في مجلس الوزراء في 21/7 حول ملف حزب التحرير: « ثم تولى كل من الوزيرين بارود وجبران باسيل توضيح المواقف في ما يتعلق بقضية “حزب التحرير”. وقال باسيل إنه ارتكز في موقفه على ما سبق لبارود أن أعلنه من أن الحزب لا يستحق الترخيص، وأنه يجب سحبه منه، وأن مؤتمره يجب ألا يقام. فرد بارود بأنه لا يقبل أن يخاطب في الإعلام، وأنه يقوم بواجباته كوزير للداخلية، وسحب الترخيص لا يعود إليه بل إلى مجلس الوزراء، وأنه يستكمل هذا الملف لرفعه إلى مجلس الوزراء، أما الاحتفال في مكان مغلق فلا يمكن منعه والقانون لا يسمح بذلك. وقالت المصادر إن النقاش “انتهى حبياً”. وقال الوزير باسيل لـ”النهار” إن “المشكلة ليست مع وزير الداخلية بل مع حزب التحرير، لكن وزارة الداخلية هي المعنية بملف حزب التحرير ورفعه إلى مجلس الوزراء، وقد فعلت ذلك”. وأضاف: “لقد قرأت منشورات الحزب وهي ضد المسيحيين والمسلمين الذين لا يؤمنون بالخلافة الإسلامية وهذا خطر على نسيجنا وخصوصاً في هذه المرحلة التي نحتاج فيها إلى تثبيت وحدتنا الداخلية”. وإذ أشار إلى إبلاغ وزير الداخلية مجلس الوزراء المعلومات الأمنية والمنشورات التي في حوزته أوضح أن “مجلس الوزراء لم يبت الموضوع إلى أن يدرج على جدول أعماله، وأعتقد أننا وصلنا إلى الغاية التي نريدها”».
وتحت عنوان: «”حزب التحرير” ردّ على عون» ذكرت النهار «رد “حزب التحرير الإسلامي” على تصريحات لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون تناولت الحزب أخيراً. وجاء في الرد: “لماذا يغرّد النائب عون خارج سرب سائر التيارات السياسية التي كان بعض من أبرزها ممثلاً في مؤتمر الحزب الأحد الماضي؟! أليس اللبيب من الإشارة يفهم؟!
ألم ينعقد مؤتمر حزب التحرير في بيروت فأثبت للجميع رقيه وبعده عن الخطاب التحريضي والمذهبي والطائفي، فكان من بين المشاركين والمتكلمين، إضافة إلى المسلمين، شخصيات بارزة من النصارى؟… ثم لماذا وصف النائب عون الحزب بأنه يتناقض مع العيش المشترك؟ فهل قرأ في نشرات الحزب وكتبه ومؤتمراته ما يدعو إلى إلغاء غير المسلمين في البلاد الإسلامية؟ نحن على ثقة بأنه قرأ -وهو المتابع لإصدارات الحزب- أن النظام الذي يدعو إليه حزب التحرير-وهو نظام الإسلام- يرعى شؤون الناس جميعاً، دون تمييز بين مسلم وغير مسلم، وفق ما شرّعته أحكام الشرع الإسلامي. فلماذا هذا الافتراء؟”».
التغطية الإعلامية العربية:
– ذكرت صحيفة السياسة الكويتية في 15/7/2010م تحت عنوان: «أحمد القصص لـ”السياسة”: لن نسكت عن حظر “حزب التحرير” في لبنان» أن رئيس المكتب الإعلامي لـ”حزب التحرير” أحمد القصص قال في اتصال مع “السياسة”, أمس: “ليس هناك جريمة سوى أن “حزب التحرير” كان يقوم بعمل تنظيمي كما يفعل سنوياً في لبنان, ويتحضر لعقد مؤتمره الخامس في فندق “البريستول” وعلى جدول أعماله قضايا عالمية وإسلامية وقضية فلسطين وما يجري في العراق وأفغانستان, والملف النووي الإيراني”, متهماً السفارة الأميركية في بيروت بأنها تقف وراء هذه الحركة الموجهة ضد الحزب, بدليل ما حصل من عمليات منع لعدد من المؤتمرات كان ينوي الحزب القيام بها. وأضاف: “إن قرارات المنع شملت كل الأنشطة التي كانت ستقام في كل من لبنان وفلسطين وشيكاغو نفسها”, متسائلاً عما إذا كانت الحكومة تتصرف بأوامر من مجلس الأمن المركزي, أم مجلس الأمن المركزي يتصرف بأوامر من الحكومة, ومن يحكم البلد الحكومة أم الأجهزة.
وأكد القصص أن “حزب التحرير” قبل العلم والخبر وبعد العلم والخبر, لم يتغير ولن يتغير وعمله هو هو» وقال القصص: “لسنا من النوع الذي يسكت حين نتلقى الضربات وبالعكس, فإن صوتنا سيصبح أعلى”».
– كتبت صحيفة “القبس” الكويتية في 17/7/2010م أن السلطات السياسية والأمنية اللبنانية تتجه إلى التعامل بـ«هدوء حذر» مع «المؤتمر الإعلامي العالمي» الذي يقيمه «حزب التحرير» الداعي إلى إقامة الخلافة الإسلامية، في فندق البريستول الأحد. ونشرت الملصقات لهذه الغاية على طول الأوتوسترادات الرئيسية. وكانت جهات أمنية، ارتأت منع انعقاد المؤتمر، على الأقل لأن منظميه لم يحصلوا على الترخيص، فيما تقدمت وزارة الداخلية باقتراح سحب «العلم والخبر» الذي أعطي للحزب في 2006م، إبان تولي النائب أحمد فتفت مهام تلك الوزارة، لكنه لم يعرض على جلسة مجلس الوزراء أمس الأول، وهو تفادى المواجهة مع حزب أصبح له أنصاره بين السياسيين، بالنظر لامتداده في المناطق الإسلامية، وخصوصاً الشمال، وإن كانت قيادة لبنان تضم أعضاء شيعة، أو على أساس أن الحزب يقول بالخلافة الإسلامية لا السنية ولا الشيعية. وتحض القوى المسيحية على تقييد عمل حزب التحرير، بعدما كان وزير الطاقة جبران باسيل سأل آنذاك عن كيفية إعطاء الحكومة علماً وخبراً لحزب لا يعترف بالدولة، ولا بدستورها أو كيانها، لكن فتفت رد منحه «العلم والخبر»، معتبراً أن من الأفضل ألا تعمل هذه الأحزاب سراً.
وكان المتحدث باسم الحزب أحمد القصص قال «نعتبر لبنان ديكور دولة، وهو ثمرة الاستعمار الفرنسي». وأشار إلى أنه يمكن للمسيحيين أن يمارسوا شعائرهم الدينية بكل حرية، ولكن من الطبيعي، كونهم غير مسلمين، ألا يصبحوا حكاماً.
– صحيفة الراي الكويتية في 19/7/2010م تحت عنوان: «تقرير: مؤتمره العالمي انعقد في بيروت عشية بتّ طلب سحب العلم والخبر منه… «حزب التحرير»: ضجّة مفتعلة أم مواكبة لعلاقات لبنان «الجديدة»؟» وثمة مَن ربط بين بدء التضييق على «حزب التحرير» الذي مُنح العلم والخبر العام 2006م من وزير الداخلية بالوكالة آنذاك أحمد فتفت (من تيار الرئيس سعد الحريري) وبين عودة العلاقات اللبنانية – السورية إلى سابق عهدها، ومعلوم أنه خلال الأعوام الخمس الماضية زاد عدد المنتسبين إلى حزب التحرير عما يقارب أربعة آلاف، كما بات لديهم القدرة على تجميع 7 آلاف مشارك في النشاطات، أكثريتهم في المخيمات الفلسطينية بين نهر البارد (سابقاً) وعين الحلوة والبداوي حالياً، وفي بعض قرى البقاع مثل قب الياس وسعد نايل، وفيهم الكثير من المنتسبين الشيعة. ونقلت الراي كلاماً لرئيس المكتب الإعلامي المركزي عثمان بخاش عما يحدث من محاولات لحظر المؤتمر ولحظر الحزب: «الخلاصة أن ما يحصل غريب بمعنى أن لبنان معروف على أنه ساحة فكرية وسياسية ونحن لا نملك تاريخاً سيئاً ولا نعرف ماذا استجد غير الأعوام السابقة. ونحن نقيم اجتماعات سنوية ولا مبرر لما يحصل اليوم… بدأت الأمور مع النائب العماد ميشال عون الذي لجأ إلى نشرة أصدرناها في العام 2009م ليستعملها ضدنا، وقلنا فيها أنه يجب إنصاف الفلسطينيين، فصوّب علينا في المؤتمر الصحافي الأخير ولا نفهم المناسبة».
– وذكرت وكالة «القدس» للأنباء في 19/7/2010م: «عقد حوالى 500 عضو في حركة إسلامية سنية مثيرة للجدل تعرف باسم “حزب التحرير الإسلامي” مؤتمراً في بيروت اليوم الاثنين. وحضر المؤتمر الذي عقد في فندق البريستول في قلب العاصمة اللبنانية أعضاء حزب التحرير الذي يلقى تسامحاً في لبنان واليمن والإمارات العربية المتحدة وتحظره كل الدول العربية الأخرى. ويتمثل الهدف الأساسي للحزب في إقناع المسلمين بالإطاحة بحكوماتهم الحالية سلمياً وإقامة خلافة إسلامية عالمية في كل الدول ذات الأغلبية المسلمة. وأعلن القصص أن الحزب لن يلجأ إلى العنف لتحقيق أهدافه مضيفاً أن هناك رغبة دولية للقضاء على أنشطته.
2010-07-17