العدد 174 -

السنة الخامسة عشرة رجب 1422هـ – تشرين الأول2001م

عسـكرة العـالم أميركياً كل المسلمين متهمون حتى إشعار آخر

   مرة أخرى ينجح شرطي العالم بتجييش العديد من دول العالم لحماية مصالحه الاستعمارية ولو صاغرة.

   أميركا تقود حملة عنصرية ضد المسلمين عن طريق إعلامها وسياسييها ويشاركها في ذلك دول حاقدة أخرى مثل فرنسا وبريطانيا، ويشاركهم اليهود في التهييج العنصري. كل ذلك حصل قبل أن تتأكد من الفاعل الحقيقي لأنها لا تريد أن يُظهر التحقيق أن هناك طرفاً أميركياً داخلياً أو خارجياً من غير المسلمين، وكأنها تستبق ظهور الأدلة التي تظهر الفاعل الحقيقي إلى العلن.

   كل مسلم تدرب على الطيران هو برسم الاعتقال والتحقيق أو التوقيف، وتدل أعمال الاتهام على أن السلطات الأميركية رجعت إلى سجلات المعاهد التي تدرّس الطيران ونظّمت قائمة بجميع الأسماء التي تنتمي إلى العالم الإسلامي، كما أن الاتهام طاول كل من يحمل رخصة طيران.

   حركت أميركا كل الدول لإثارة جو من الرعب مثل تناقل الأخبار اعتقال أشخاص في ألمانيا، وبروكسيل ومانيلا وكندا، وكأن لسان حالهم يقول: أنتم المسلمون متهمون لأنكم أفضل عدو يمكن أن يوحد الأميركيين حول رئيسهم، ويوحد دول الغرب حول أميركا، ويجرجر بعض حكام المسلمين وراء شرطي العالم لممارسة الغدر والخسّة والدناءة.

   رافق ذلك أوامر أميركية صدرت لكل قادر على الاستنكار وإبداء التعاطف ولو بدمعة مصطنعة، ولكل قادر على إصدار فتوى بدءاً من رؤساء الدول ومروراً بزعماء الأحزاب وانتهاءً برؤساء تحرير الصحف ومن حسن حظ الناس أنهم شاهدوا بعض أولي الفتوى على شاشات التلفزة لأول مرة، وتعرفوا على صورته ساعة الشدة هذه التي طاولت أميركا بينما لم يروه من قبل يفتي في التصدي لليهود أو في الدفاع عن الشيشان أو الألبان…الخ.

   لو لم يكن ابن لادن موجوداً لفتشت أميركا عن عدو وهمي آخر بشرط أن يكون مسلماً لأن الشعب الأميركي بحاجة إلى عدو يوحده خلف رئيسه وحلف الأطلسي بحاجة إلى عدو يوحد الدول المنتمية له ويوحد دول العالم في مواجهة هذا العدو بعد أن سقط العدو القديم (الاتحاد السوفييتي) وشيوعيته وأصبح ينسق مع دول الغرب ضد ما يسمونه «الإرهاب».

   لم تحفل وسائل الإعلام من قبل بمثل هذا الكم من الأكاذيب إلا حينما زحف الحلفاء لذبح العراق عام 1991م، فمن متطلبات الزحف موجة عارمة من الكذب والخداع والتضليل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *